الطعام والشيخوخة

ما العلاقة بين تأخير تناول الطعام والشيخوخة؟

وجد العلماء أن تحديد كمية السعرات الحرارية، شرط إمداد الجسم بكل العناصر الغذائية، يستطيع أن يطيل متوسط عمر الشخص، ويؤخر من ظهور الأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر، لكن وجدوا في دراسة جديدة أن وقت الأكل، وتحديد السعرات يستطيع أن يحارب التغيرات التي تحدث بسبب الشيخوخة.

أحضر العلماء مجموعة من الفئران، وقسموها إلى 6 مجموعات، في المجموعة الأولى جعلوا الفئران تأكل ما تريد في أي وقت، وفي المجموعات الأخرى حددوا لها السعرات الحرارية، ووقت الأكل، ووقت الصيام.

تختلف الفئران عن البشر في أنها كائنات ليلية، بمعنى أن فترة النهار هي فترة الخمول بالنسبة لهم، وفترة الليل هي فترة النشاط.

وجد العلماء أن فئران المجموعة الأولى عاشت لمدة 800 يوم في المتوسط، في حين أن الفئران التي تناولت سعرات محددة في وقت النهار (فترة الخمول)، زاد متوسط عمرها بحوالي 20 %، وعاشت حوالي 959 يوماً، كما وجدوا أن الفئران التي كانت تتناول الطعام في وقت الليل (فترة النشاط) وتصوم طوال النهار، زاد متوسط عمرها حوالي 35 %، وعاشت حوالي 1068 يوماً.

كما وجد العلماء أن تحديد السعرات الحرارية، وتحديد وقت الأكل للفئران، ساعد في تنظيم مستوى سكر الدم، وزاد من حساسية الأنسولين، وهذا ظهر واضحاً بشدة في الفئران التي تناولت الطعام ليلاً.

كذلك توصلوا إلى أن تحديد السعرات الحرارية، يقلل من هذه التأثيرات، فتجعل الفأر يحصل على أكبر فائدة من الطعام، فتقليل الالتهاب يحمي الجسم من العديد من المشاكل والأمراض.

يفضل الكثير من الأشخاص تناول الطعام في الليل، ولكن يجب أن يعيدوا التفكير في ذلك بعد هذه الدراسة، فتناول الطعام ليلاً يسبب خللاً في إفراز الأنسولين، وقد يؤدي إلى ارتفاع مستوى سكر الدم، كما أن هضم الطعام وحرق السعرات الحرارية، مرتبط بالساعة البيولوجية للجسم، بمعنى أن معدل الهضم والحرق يكون مرتفعاً في فترات النشاط، مقارنة بفترات الخمول.

وتسبب الشيخوخة قلة نشاط الجينات المسؤولة عن التمثيل الغذائي، في حين تؤدي إلى زيادة نشاط الجينات المسؤولة عن الالتهاب.

لذا إذا كان الشخص يريد أن يحمي نفسه من الإصابة من الأمراض، ويحارب تأثيرات الشيخوخة، فعليه أن يمنع نفسه من تناول الطعام في منتصف الليل.