/ غاصب المختار /
انشغل لبنان خلال الأيام الماضية بكلام الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، عن قدرة الحزب على طلب الفيول لزوم تشغيل معامل الكهرباء من ايران، ومجاناً، اذا وافقت “وتجرأت” الدولة اللبنانية على طلبه.
ويبقى المهم أن توافق الحكومة رسمياً على الهبة، وتقرها في جلسة طارئة واستثنائية لمجلس الوزراء، مع ان الحكومة في حالة تصريف اعمال، لكن رئيسها نجيب ميقاتي أعلن اكثر من مرة أنه لن يتردد بالدعوة لعقد جلسة إذا كان من أمر طارئ وملحّ وضروري لمصلحة البلد. فهل من ضرورة ومصلحة أكثر من حاجة البلد الى الفيول لتوليد الكهرباء؟ ومن هو المسؤول، أو الرئيس “الجريء” الذي يتحدى العقوبات الأميركية على إيران، ويطلب رسمياً منها تزويد لبنان بالفيول؟
لكن وزير الطاقة وليد فياض، المعني بحل أزمة الكهرباء أكثر من السياسيين، قال في حديث صحافي: “أنا كوزير مختص، أقبل بالحصول على الفيول الإيراني ضمن إطار هبة مجانية، وليس لدي أي مشكلة في ذلك، ولا أحد يستطيع أن يعترض على أي عرض من هذا النوع، خصوصاً عندما يكون اللبنانيون يعيشون بالعتمة”.
وزير الطاقة أبدى موافقة على الفيول الإيراني، فهل يطلبه رسمياً؟ وهل يُقنع الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، عندما يلتقيه مساء الاحد أو يوم الاثنين المقبل، ليُقنع إدارته باستثناء لبنان من العقوبات على إيران، كما أعلنت التوجّه لاستثناء سوريا من عقوبات “قانون قيصر” لجر الكهرباء والغاز من الأردن ومصر الى لبنان؟ مع ان الأميركي لم يُصدِر قرار الاستثناء السوري بعد!
المهم ان يقتنع الرئيس ميقاتي، ويجرؤ على جمع مجلس الوزراء للموافقة على العرض رسمياً… وبعدها لكل حادث حديث مع “الأميركان”.