هل اتفاق بكين لمصلحة “حماس” وغزة؟

| رندلى جبور |

حصل في بكين اتفاق بين الأفرقاء الفلسطينيين لإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الفلسطينية.

وبغض النظر عن بعض التفاصيل أو التعابير العامة الواردة في نص الاتفاق والتي قد تنزلق عند أي مفترق، فإن الأهمية تكمن في مسألتين أساسيتين وتصبّ في مصلحة فلسطين أولاً و”حماس” تالياً.

المسألة الأولى هي توقيت الاتفاق، بحيث أتى في عز الحرب “الاسرائيلية” على غزة، والتي تتطلّب في المقابل، وحدة فلسطينية داخلية، تعزز فرص كسر العدو وتثبّت الصمود وتراكم أوراق القوة، تمهيداً لإعلان الانتصار.

والمسألة الثانية، هي التمهيد المفيد والجيد للمرحلة المقبلة، مرحلة “اليوم التالي”، بحيث لا تحمل “حماس” وحدها عبء ما بعد الحرب في غزة، فيكون لها شركاء يتقاسمون، على إيقاعها هي، هذا الحِمل الكبير، ويفتحون جميعاً في شراكتهم ووحدتهم الابواب أمام دول أكثر تدخل في إعادة الاعمار، من دون أن تكون لدولة معينة حجة الامتناع عن المساعدة بحكم الشيطنة الغربية غير العادلة لحركة المقاومة الاسلامية، ومن دون أن تكون لـ”إسرائيل” ذريعة عرقلة إعادة بناء القطاع أو رغبة السيطرة عليه أو عزله.

وإذا ما سار الاتفاق وفق السيناريو الأفضل له، وانتهت الحرب وتشكلت حكومة وحدة وطنية في غزة، تكون “حماس” قد ضربت من جديد “ضربة معلّم” وجنّبت نفسها الإبعاد عن السلطة أو تحمّل عبء نتائج الحرب وحيدة، وجنّبت غزة العزلة المحتملة، وأكملت بالسياسة الداخلية والدبلوماسية الذكية ما بدأته بالحرب، لتكون الأثمان بمقابل سياسي واستراتيجي مهم.