ما هي الدعائم التي ساعدت “شمالنا” لاقتناص حاصل؟

/ مرسال الترس /

تنوعت التحليلات حول الدعائم التي قدمت يد العون لتحالف “شمالنا”، الذي يتكون من مجموعات من مرشحي المجتمع المدني في الدائرة الثالثة في الشمال التي تضم أقضية: زغرتا والكورة وبشري والبترون، وأفسحت له المجال ليتخطى العتبة الانتخابية في الدائرة، ويقتنص مقعداً في قضاء زغرتا عبر مرشّحها الدكتور ميشال شوقي الدويهي، مكان النائب اسطفان الدويهي الذي كان مرشحاً على لائحة “وحدة الشمال” التي كان يدعمها تيار “المردة”.

فقد حصلت لائحة “شمالنا” على 14121 صوتاً، بنسبة 1،16 بالمئة، وتوزعت أصواتها التفضيلية كالتالي: 4155 صوتاً في قضاء زغرتا، 3324 صوتاً في قضاء الكورة، 1561 صوتاً في قضاء بشري و 4013 صوتاً في قضاء البترون، مضافاً إليها 2628 لائحة بدون صوت تفضيلي. مع العلم أن مختلف الإحصاءات والاستبيانات التي ضجت بها الأوساط المتابعة لم تعطها يوماً، حتى قبل أيام قليلة من فتح صناديق الإقتراع، شرف الوصول الى العتبة الانتخابية، أو على الأقل الحاصل الانتخابي،مع العلم أن القسم الأكبر من الاحصاءات كانت تشير إلى إمكانية حصولها على نحو 8 آلاف صوت في أفضل الظروف، في حين كانت تقديرات الحاصل الإنتخابي تتمحور حول 12 الف صوت. فمن أين هبطت تلك الأوراق التفضيلية على جماعة، شككت كل التيارات والأحزاب بإمكانية قطفها نتيجة حراكها الذي إنطلق في 17 تشرين الأول عام 2019؟

الأوساط المراقبة والمتابعة تحدثت عن أربعة عوامل شكلت الحوافز الكافية لتخطي العتبة الانتخابية للائحة “شمالنا”، وربما مختلف لوائح المجتمع المدني وهي:

  • الإعلام، وتحديداً قنوات “MTV” و “LBCI” و”الجديد” التي فتحت هواءها لهذه الفئة من المرشحين، خلافاً لسواهم، وتحديداً قبل أسبوعين من موعد الإقتراع، مع تساؤلات عن الجهة التي مولّت تلك الإطلالات التي كانت ستكلّف مئات الآلاف الدولارات لو حاول مرشحون من لوائح محددة حجز الهواء للتعبير عن آراءهم! ومَن موّل اللوحات الإعلانية التي حملت صورهم، في حين أن معظم تصريحاتهم تركّز على أنهم “يقاتلون” باللحم الحي.
  • أصوات المغتربين في فرنسا وبعض دول الخليج التي اعطت هذه المجموعة نحو 3 آلاف صوت.
  • الغضب عند الفئة الشابة التي “أجبرت” على ترك لبنان نتيجة الأوضاع المالية والمعيشية غير المسبوقة، ولاسيما الأعمار ما بين “21 و 27 سنة”.
  • مشاركة العديد من الأهل أبناءهم في التصويت لمرشحي المجتمع المدني، بعكس الحالات التي كانت تحدث في الدورات الانتخابية، قبل الحراك الشعبي، حيث كان الأهل “يجبرون” أولادهم في كثير من الأحيان على السير في توجهاتهم.

فاذا كانت بعض التساؤلات تحتاج إلى إجابات مباشرة وواضحة، فإن الكثير من علامات الاستفهام ستبقى مرتسمة لفترة طويلة دون أن تحصل على إجابات شافية!