الجريدة ـ لبنان
| كريستين بو ضرغم |
في عام 2024، اهتزت قلوب الملايين حول العالم بخبر فقدان شخصيات بارزة، حملت معها ذكريات وأوقات لا تُنسى، كان رحيلهم صدمة مؤلمة لعشاقهم الذين ارتبطوا بهم عبر شاشات التلفاز والسينما، واستمدوا منهم الإلهام والابتسامات.
من بين تلك الأسماء التي خلدت نفسها في ذاكرة الزمن، كان الممثل الكندي ماثيو بيري، الذي عرفه الجميع بابتسامته الساحرة، بيري، الذي اشتهر بدوره الأيقوني “تشاندلر بينغ” في المسلسل العالمي “فريندز”، لم يكن مجرد نجم تلفزيوني، بل كان صديقًا افتراضيًا للجميع، ينقل عبر شخصيته لحظات من الضحك والتأمل. خلف نجاحه الكبير، كانت هناك قصة إنسانية مؤثرة، مليئة بالتحديات والصراعات التي واجهها بشجاعة، متحدثًا عنها بصدق أضفى بُعدًا جديدًا إلى شخصيته المحبوبة، وهذا ما أضفى لوفاته وقع على المتابعين وزملاء عمله.
كما ضجت الصحف بوفاة العديد من الأسماء التي صنعت التاريخ وأسعدت الملايين برحلاتها وإنجازاتها، لكن رحيلها أثار موجة من الحزن والأسى.
الممثلة البريطانية غلينيس جونز ذات الصوت الأجش، التي أبهرت الجمهور بدورها الأيقوني في فيلم “ماري بوبينز” عام 1964، حيث لعبت دور المرأة التي تطالب بحقوق المرأة في التصويت وتستأجر مربية سحرية. توفيت جونز عن عمر يناهز 100 عام، تاركة خلفها إرثًا فنيًا لا يُنسى.
والجناح الأيسر البرازيلي الموهوب ماريو زاغالو الذي ساهم في تحقيق أربعة ألقاب كأس عالم للبرازيل كلاعب ومدرب. برحيله عن عمر 92 عامًا، يفقد عالم كرة القدم أحد أعظم رموزه.
أسطورة كرة القدم الألمانية فرانز بيكنباور الذي قاد بلاده للفوز بكأس العالم كلاعب ومدرب، توفي عن عمر يناهز 78 عامًا. بيكنباور كان رمزًا للإبداع والقيادة داخل وخارج الملعب.
والمخرج الكندي نورمان جويسون الذي أذهل العالم بأفلامه مثل “في حرارة الليل” و”مونستروك” و”عازف الكمان على السطح”. توفي جويسون عن عمر يناهز 97 عامًا، تاركًا إرثًا سينمائيًا خالدًا.
الممثل الأميركي كارل ويذرز الذي اشتهر بدور الملاكم أبولو كريد في سلسلة أفلام “روكي”. رحل ويذرز عن عمر 76 عامًا، بعد أن حفر اسمه في ذاكرة عشاق السينما.
ومصمم الأزياء الإيطالي روبرتو كافالي المعروف بتصاميمه الجريئة والمميزة، خصوصًا تلك المطبوعة على شكل حيوانات. توفي عن عمر 83 عامًا، مخلفًا وراءه عالمًا من الإبداع والتميز.
أما المحاسب السابق بوب نيوهارت الذي أصبح نجمًا في عالم الكوميديا بمسلسلاته الهزلية وأسلوبه الفريد في الفكاهة الهادئة. توفي نيوهارت عن عمر 94 عامًا، تاركًا إرثًا من الضحك والفرح.
عضو فرقة “وان دايركشن” البريطانية الشهيرة، ليام باين الذي أثرى حياة الملايين بموسيقاه. توفي باين عن عمر يناهز 31 عامًا إثر سقوط مأساوي من شرفة فندق في بوينس آيرس، مخلفًا صدمة كبيرة بين محبيه.
كما توفيت الممثلة البريطانية أوليفيا هاسي الجمعة عن 73 عاما، بحسب ما أعلنت عائلتها، بعد مسيرة حازت خلالها جائزة “غولدن غلوب” عن دورها في فيلم “روميو وجولييت” للمخرج فرانكو زيفيريلي عام 1968.
أما الفن العربي، فقد فقدت الشاشة العديد من المشاهير، بحيث فقد الفن اللبناني أحد أعمدته برحيل الممثل اللبناني فادي إبراهيم عن عمر 67 عامًا في شهر شباط، بعد صراع مع مضاعفات الفشل الكلوي ومرض السكري. ترك إبراهيم بصمة واضحة من خلال مشاركاته في مسلسلات مثل “حكاية كل بيت”، و”السهام الجارحة”، وأفلام مثل “ليلة الذئاب” و”الانتفاضة”. تميز بأسلوبه الخاص الذي مزج بين الدراما والتعبير الصادق.
وأيقونة أفلام الحركة فؤاد شرف الدين، بأعماله التي أثرت حقبة السبعينيات والثمانينيات، توفي الممثل والمخرج اللبناني فؤاد شرف الدين يوم 28 أيار إثر أزمة صحية. اشتهر بإخراج وتمثيل أفلام الحركة مثل “الصرخة”، وعمل في الدراما المصرية عبر مسلسلات مثل “الدالي” مع نور الشريف.
والموسيقار المصري حلمي بكر، الذي طالما أثار الجدل بأعماله وتصريحاته، رحل في الأول من آذار عن عمر 86 عامًا. واقعة وفاته أثارت جدلًا عائليًا غير مسبوق حول إجراءات دفنه، مما ألقى الضوء على حياته الشخصية إلى جانب إرثه الموسيقي.
وفي سن الخامسة والأربعين، توفي الملحن المصري محمد رحيم يوم 23 تشرين الثاني بعد تعرضه لذبحة صدرية. عرف رحيم بقدرته على تجديد الأغنية العربية المعاصرة، وكان لرحيله وقع مؤلم على الوسط الفني.
ورحل الممثل المصري مصطفى فهمي يوم 30 تشرين الأول بعد معاناة مع مضاعفات جراحة في المخ. كانت آخر أعماله الفنية فيلمي “السرب” و”أهل الكهف”، حيث حافظ على حضوره المميز حتى سنواته الأخيرة.
وفي عمر 90 عامًا، توفي الفنان المصري حسن يوسف، الذي قدم عبر عقود طويلة أفلامًا تناقش قضايا الشباب وتطلعاتهم، وشكّل ثنائيًا فنيًا لا يُنسى مع الفنانة سعاد حسني.
ورحل الممثل اللبناني سمير شمص، الذي توفي عن عمر يناهز 81 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا غنيًا من الأعمال التي تراوحت بين السينما والمسرح والتلفزيون. أبرز أعماله تضمنت “سفر برلك” و”شارع الضباب”.
وتوفيت نجمة المسرح والدراما السورية الممثلة السورية ثناء دبسي، التي بدأت مسيرتها في حلب قبل أن تصبح من أعمدة المسرح القومي في دمشق، رحلت يوم 20 شباط عن عمر 83 عامًا، ومن أعمالها ستظل مرآة لحبها للفن وإبداعها في تقديم الشخصيات.
وتوفي الفنان المصري نبيل الحلفاوي يوم 15 كانون الأول عن عمر 77 عامًا، تاركًا إرثًا من الأعمال الدرامية التي تميزت بالعمق والجدية.
ورحلت الممثلة المصرية ناهد رشدي رحلت يوم 14 أيلول عن عمر 68 عامًا بعد صراع مع المرض. كانت إحدى النجمات اللواتي تركن بصمة لا تُنسى في الدراما التلفزيونية.
كما توفي الفنان والملحن اللبناني منعم فريحة، المعروف بأغنيته الشهيرة “ع خدك حبة لولو”، عن عمر 83 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا موسيقيًا يظل حاضرًا في وجدان عشاق الأغنية اللبنانية.
ورحل الكاتب والسيناريست السوري حسن سامي يوسف يوم 29 تشرين الأول عن عمر 79 عامًا. كان صوتًا أدبيًا وفنيًا يعبر عن آلام وآمال المجتمعات العربية.
وفي 22 نيسان 2023، فقدَ الوسط الفنّي السّوري الممثل محمد قنوع عن عمر 49 عاماً.
لقد كانت حياة هؤلاء المشاهير مصدر إلهام للملايين حول العالم، حيث تستمر أعمالهم وإنجازاتهم في التأثير والخلود كذكرى لا تمحى.
ورغم أن عام 2024 شهد فقدان عدد كبير من الشخصيات المؤثرة، إلا أن هذه الخسائر تدعونا للتفكير بعمق في قيمة الحياة، تدفعنا للتساؤل عن الكيفية التي نعيش بها حياتنا، وكيف يمكننا أن نترك أثراً إيجابياً في مجتمعاتنا.
