صيدنايا.. سجن التاريخ!

حاول منشقون وسجناء سابقون كشف تفاصيل غامضة تتعلق بسجن صيدنايا، الذي يُعد من أكثر السجون سرية ورعباً في العالم، حيث تُركز الجهود على معرفة كيفية التحكم بأقفال السجن وكشف بنيته الداخلية المعقدة، استناداً إلى شهادات شهود من داخل السجن.

وكشف ضابط منشق عن سجن صيدنايا السوري تفاصيل جديدة حول نظام التحكم المعقد داخل السجن، المعروف بسمعته المرعبة، لمساعدة فرق البحث والإنقاذ لإخراج المساجين.

ووفقاً لشهادته، قال إنه يوجد داخل السجن غرفة تحكم رئيسية تقع في الطابق الأرضي، ترتبط بسرداب مخفي يبدأ من المطبخ، يسمح هذا السرداب بدخول شخص واحد فقط، وهو المسؤول عن تشغيل نظام التحكم الكهربائي بالأبواب. هذه الأبواب مصممة كجدران متحركة تُفتح وتغلق لفصل المهاجع، حيث توجد جدران تفصل بين كل عشرة مهاجع تقريباً.

وأضاف الضابط أن السجن يحتوي على باب رئيسي يقع في منتصف الطريق المؤدي إلى منطقة الزلازل، ما يعكس تصميمه المحصن والمعقد لضمان السيطرة الكاملة ومنع أي محاولات هروب

فيما ظهر شخص اسمه خالد كلثوم، قال إنه معتقل سياسي سابق في سجن صيدنايا، بفيديو قال إن الهدم داخل السجن لن يأتي بنتيجة، وشرح بفيديو قال إن باب الخروج يأتي في منطقة “الندوة” داخل السجن.

وأكد أن الممر قريب جداً من غرفة الأمانات، وبدأ برسم وشرح خطة الدخول إلى السجن.

وتمكن مقاتلو الفصائل السورية المسلحة، صباح أمس الأحد، من دخول سجن صيدنايا وتحرير كافة المعتقلين بداخله، في خطوة اعتبرها ناشطون حدثاً تاريخياً ضد أحد أكثر رموز القمع وحشية خلال حكم النظام السوري.

سجن صيدنايا، الذي تأسس في ثمانينيات القرن الماضي، اكتسب سمعة مرعبة كأحد أكثر الأماكن سرية في العالم. وصفته منظمة العفو الدولية بـ”المسلخ البشري”، حيث تعرض فيه آلاف المعتقلين لأبشع أنواع التعذيب والقتل الممنهج.

واعتبر احد السورييين في مقطع مصور إن السجن يحتوي على قسم أبيض للجرائم العادية وقسم أحمر في الطوابق السفلية ولأبوابها رموز وشيفرات يعلم بها فقط الضباط الذين فروا.

وناشد الدفاع المدني للمساعدة في فتح الأبواب وتحرير من بداخلها.

وضجت وسائل الإعلام العربية والعالمية قبل سنتين، بخبر انكشاف أمر تحنيط جثث المعتقلين بالملح في سجن “صيدنايا” سيئ الذكر. وصدر حينها تقرير عن رابطة معتقلي ومفقودي المعتقل (ADMSP)، كشف الستار عن الهرمية العسكرية وتسلسل القيادة والأوامر وتوزع المسؤوليات داخل أحد أكثر الأماكن سرية في البلاد.

وتضمن التقرير تفاصيل التسلسل القيادي في السجن لأول مرة، كما دل على المسؤولين عن ارتكاب عمليات التعذيب والقتل الواسعة والممنهجة للمعتقلين هناك، والتي ترقى إلى جرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية

كما وصف التقرير مخطط السجن ودفاعاته وهيكله الإداري بالتفصيل، وأيضاً علاقته مع باقي أجهزة ومؤسسات الدولة.

كذلك شرح كيف تم تحصينه عمداً لصد الهجمات الخارجية المحتملة وقمع المعتقلين داخله.

وأورد التقرير تفاصيل مروّعة حول المعاملة القاسية للمعتقلين في السجن، حيث قضى أكثر من 30 ألف معتقل إما إعداماً، أو نتيجة التعذيب، أو نقص الرعاية الطبية أو الجوع بين عامي 2011 و2018 في سجن صيدنايا.

أما غرف الملح التي فضح أمرها سابقاً، فقد تطرق إليها التقرير بأنها كانت بمثابة مكان لحفظ جثث الضحايا ريثما يتم نقلها إلى مشفى تشرين العسكري.

ويُعتقد أن نظام بشار الأسد أعدم ما لا يقل عن 500 معتقل إضافي بين عامي 2018 و2021، وفقًا لشهادات ناجين وثقتهم الرابطة.

وكان دياب سريّة، المؤسس المشارك في الرابطة والمعتقل السابق في سجن صيدنايا، أفاد حينها بأن النظام السوري أراد أن يكون هذا المكان (سجن صيدنايا)، ثقبا أسود يبتلع كل من يقترب إليه.

وأضاف أن السلطات حاولت منع خروج أي معلومات منه مع إفلات تام من العقاب وعدم وجود عدالة تلوح في الأفق على من ارتكب الجرائم فيه.

كما لفت إلى أن هدف البحث الجديد يكمن بالقول إن السجن عبارة عن معسكر موت فيه تسلسل واضح للقيادة والأوامر والأعمال الداخلية.

وأكد أنه على مدى سنوات وقعت جرائم مروّعة، بما في ذلك الاختفاء القسري والتعذيب المنهجي والقتل داخل ذلك السجن الذي بات رمزًا لواحدة من أكثر الفترات الدموية في تاريخ البلاد.

وكشف التقرير كيف تتم حماية السجن المسمى بـ”معسكر الموت”، على 3 مستويات أمنية مع مئات الحراس المتمركزين في مواقع مختلفة.

أولها، عبر الجدران الخارجية، حيث يحميها موظفو سجن الشرطة العسكرية المعروفون باسم الشركة الخارجية والفرقة الثالثة لقوات النظام السوري، وهم خط الدفاع الأول للحماية من التهديدات الخارجية ومنع الهرب من السجون، ويقوم حوالي 40-50 فردا من اللواء 21 التابع للفرقة الثالثة بتأمين محيط السجن بين الجدران الداخلية والخارجية، وتتولى وحدات منفصلة مسؤولية تأمين الجزء الداخلي من السجن وكذلك مراقبة وتأديب المحتجزين.

ويقع المعتقل على قمة تلة في منطقة جبلية شمال دمشق تبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 1.4 كيلومتر مربع – أي ما يعادل 184 ملعبًا لكرة القدم، وهي مساحة أكبر بـ8 مرات من المساحة الإجمالية لجميع ملاعب كرة القدم ذات الحجم القياسي الدولي في سوريا.

تأسس في ثمانينيات القرن الماضي، وأطلقت عليه “منظمة العفو الدولية” قبل سنوات وصف “المسلخ البشري”، والسجن الذي “تذبح فيه الدولة السورية شعبها بهدوء”.

يشار إلى أن جميع الروايات عن سجن صيدنايا تستند إلى شهادات معتقلين سابقين محظوظين بما يكفي للنجاة من هناك.

وتقدّر الرابطة أن 30 ألف شخص دخلوا إلى سجن صيدنايا منذ اندلاع النزاع في العام 2011، وقد أفرج عن 6 آلاف منهم فقط، فيما اعتبر معظم الباقين في حكم المفقودين، خصوصا أنه نادراً ما يُبلّغ الأهالي بوفاة أبنائهم، وإن تمكنوا من الحصول على شهادات وفاة لهم، فإنهم لا يتسلمون جثثهم”.

وأشار  باحث في تاريخ السجون السورية إلى وجود طابق واحد تحت الأرض في سجن صيدنايا، يضم قاعة طعام وعدداً من الزنازين.

وبحسب الباحث باحث، لا يوجد معتقلين داخل السجن الأحمر بنسبة %90.

غرفة الملح – سجن صيدنايا