الأربعاء, مايو 21, 2025
الرئيسيةSlider"الهولوكوست".. حجة الصهاينة في محو فلسطين!

“الهولوكوست”.. حجة الصهاينة في محو فلسطين!

| فرح سليمان |

خلال الحرب العالمية الثانية، نفّذ النظام النازي في ألمانيا بقيادة أدولف هتلر، حملة إبادة جماعية عُرفت باسم “الهولوكوست”.

هدف هذه الحملة كان القضاء على الجماعات التي اعتبرها النظام تهديداً للهوية العرقية الألمانية، وعلى رأسها اليهود، والمثليين، والمعارضين السياسيين وغيرهم.

تُقدّر أعداد القتلى من اليهود بنحو ستة ملايين شخص، أي حوالي 70% من يهود أوروبا آنذاك. .

وظهر الحزب النازي، المعروف باسم “حزب العمال القومي الاشتراكي الألماني”، عام 1919، منتهزاً الظروف الاقتصادية والسياسية التي أعقبت الحرب العالمية الأولى.

ومع صعوده إلى الحكم عام 1933، بدأ تطبيق سياسات تقوم على فكرة “تفوق العرق الآري”.

أنشأ النظام النازي معسكرات اعتقال منذ عام 1933، كان أولها معسكر “داكاو”، ومع تطور المشروع الإبادي، تحوّل بعضها إلى معسكرات إبادة مباشرة مثل “أوشفيتز-بيركناو” و”تريبلينكا” و”مايدانيك”، التي شهدت تنفيذ ما سمّاه النازيون بـ”الحل النهائي”، أي القضاء الكامل على اليهود في أوروبا.

“ليلة الزجاج المكسور”

في عام 1938، وقعت أحداث “ليلة الزجاج المكسور”، التي هاجمت فيها الجماعات المسلحة النازية المتاجر والمعابد اليهودية في ألمانيا والنمسا، وأسفرت عن مقتل العشرات واعتقال الآلاف، وكانت هذه الليلة علامة مفصلية.

بدأت ألمانيا الحرب العالمية الثانية في أيلول 1939 بغزو بولندا، حيث فُرض على اليهود العيش في أحياء مغلقة تعرف بـ”الغيتوهات”، وفي عام 1941، بدأ تنفيذ مشروع الإبادة الجماعي بصورة فعلية مع إنشاء معسكرات الإبادة في بولندا المحتلة.

وتشير الوثائق والشهادات إلى أن المعسكرات لم تكن فقط أماكن اعتقال، بل بُني بعضها خصيصاً لتنفيذ عمليات قتل جماعية باستخدام غرف الغاز، إضافة إلى الأعمال الشاقة وسوء التغذية والإعدامات المباشرة.

ومع تقدم قوات الحلفاء في السنوات الأخيرة من الحرب، كُشف عن حجم الجرائم في هذه المعسكرات، وفي عام 1944، كان معسكر “مجدانيك” أول معسكر يُحرر من قبل الجيش السوفياتي، وبالرغم من محاولة النازيين إتلاف الأدلة، إلا أن الكثير من المعسكرات، والسجلات، وشهادات الناجين وثقت الوقائع.

انتهت المحرقة مع سقوط النظام النازي عام 1945، لكنها تركت وراءها آثاراً سياسية وقانونية واسعة، حيث أُنشئت محاكمات نورمبرغ لمحاسبة المسؤولين.

وعلى الرغم من الإدانات الواسعة للجرائم النازية بحق اليهود إلاّ أن السياسة الألمانية الحديثة، المتأثرة بإرث “الهولوكوست”، انعكست بدعم ثابت للكيان المحتل، حتى في ممارساته التي يعتبرها كثيرون امتداداً لعقيدة الإقصاء.

ففي السياق الفلسطيني، برزت سياسات تهجير السكان، وتجريف الأرض، والحصار، كوسائل ممنهجة فرضتها سلطات الاحتلال، ما جعل البعض يرى في هذا الدعم الأوروبي – وعلى رأسه الألماني – تغاضياً عن انتهاكات يومية تُمارس بحق الفلسطينيين، سواء في قطاع غزة عبر الضربات المباشرة، أو في الضفة الغربية من خلال التوسع الاستيطاني والتحايل القانوني.

هذا التراكم في السياسات، يُعيد إلى الواجهة تساؤلات حول مدى تأثير الذنب التاريخي على المقاربة الغربية للصراع الراهن، وحول صمتٍ دولي غالباً ما يُفسَّر كعجز أخلاقي أكثر منه موقفاً محايداً “للتكفير” عن “الهولوكوست”.. رغم ارتكاب ابادة جماعية يومية في فلسطين على يد الصهاينة!

مقالات ذات صلة