في ليل 2 كانون الأول 2021، إنهمرت دموع إلياس سابا على الهواء مباشرة حينما كان يتحدث عن الوضع الذي وصل إليه لبنان، وقد أثارت تلك الدموع الراي العام اللبناني الذي يعيش أزمة مفتوحة،فأبكى الكثيرين واختصر بدموعه صورة الوضع اللبناني المتأزم.
وفي صبيحة اليوم 22 أيار 2023 أغمض الياس سابا عينيه ورحل، تاركا الوطن في صراع مفتوح مع الحياة الصعبة والمأساة ومع أزمات سياسية لا تنتهي.
عُيّن الراحل وزيراً للمالية ووزيراً للدفاع الوطني، في حكومة الرئيس صائب سلام، في عهد الرئيس سليمان فرنجية من 13 تشرين الأول 1970 إلى 27 أيار 1972. كما عُيّن في 20 كانون الثاني1971 نائباً لرئيس مجلس الوزراء.
كذلك تم تعيينه وزيراً للمالية في حكومة الرئيس عمر كرامي، في عهد الرئيس إميل لحود، من 21 تشرين الأول2004 إلى 18 نيسان 2005.
ويعتبر سابا مدرسة في إدائه في وزارة المالية، حيث أنه كان يشكل مرجعا في هذا الإطار، وكان يبدي حالة من الإستياء للسياسات المالية التي تلت إتفاق الطائف، ويعتبر أن نتائجها ستكون تدميرية على البلد، وهذا ماحصل في نهاية المطاف في الازمة المستمرة منذ عام 2019.
آمن، الدكتور إلياس سابا، بضرورة الالتزام الفعليّ بسياسة اقتصاديّة واضحة المعالم، فكان له أن يصدر ما عرف بـ”المرسوم 1943″، وقد نظّر فيه لرؤياه الاقتصاديّة الوطنيّة، وبيّن خطوات تطبيقه لهذه الرّؤية، بكل ما فيها من دقة موضوعيّة.
وكان قد أثار حفيظة كثيرين من أهل السّلطة، الذين رأوا في “المرسوم” افتئاتاً على كثير من مجالات نفوذهم في الاستنساب الذَاتيّ ومراعاة الظَّرف الآني ومسايرة الواقع الخاص.
إبتعد إبن الكورة الياس سابا عن الحياة السياسية مؤخرا، وكان يدلي ببعض الأحاديث عن أخر تطورات البلد ويطل في مقابلات تلفزيونية ، ونال المرض منه في نهاية المطاف، فرحل عن 94 عاما، وهو من أخر الرعيل القديم الذي عاش في زمن لبنان “أيام العز” زمن الكبار من فؤاد شهاب وكميل شمعون ورشيد كرامي وصائب سلام والإمام موسى الصدر وغيرهم من الأسماء التي غابت عن الساحة اللبنانية.
وقد نعاه عدد من السياسيين، أبرزهم، رئيس تيار الكرامة، النائب فيصل كرامي، الذي قال: “برحيل دولة الرئيس الياس سابا يفقد لبنان قامة وطنية من طراز نادر. وافقد شخصيا اخا كبيرا وصديقا وناصحا في الامور المالية وهو الذي يعرف مكامن العلل في المالية اللبنانية ويمتلك الخطط الانقاذية التي اعتمدتها حكومة الرئيس عمر كرامي الاخيرة قبل ان يتم اجهاضها. لآل سابا اصدق وأحر التعازي”.
كما نعاه، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، الذي قال: “برحيل معالي الدكتور الياس سابا يخسر لبنان مرجعاً إقتصادياً وفكرياً ونخسر صديقاً محباً ووفياً. كل العزاء للعائلة، للكورة وللبنان”.