المناورة العسكرية
تصوير عباس سلمان

رسائل الحزب من المناورة.. للداخل قبل الخارج؟

/ خلود شحادة /

منذ أن دعت العلاقات الإعلامية في “حزب الله” إلى حضور المناورة العسكرية بالسلاح الحي، بدأت تُطرح الأسئلة حول أسباب هذه المناورة وأبعادها.

شخصت الأنظار باتجاه معسكر عرمتى في جنوب لبنان.

بعد مرور 17 عاماً، على آخر حرب خاضتها المقاومة ضد العدو الإسرائيلي في الـ2006، وبعد انتهاء دور مجاهدي الحزب في سوريا، أعلن “حزب الله” مناورة التحرير!

إعلان خلق بلبلة حول توقيته وأبعاده. فهل استشعر الحزب خطراً حقيقياً حول دوره العسكري، في الوقت الذي تذهب في المنطقة باتجاه السلام الشامل؟ أم أن ثمة ما يحصل في المنطقة يشير إلى خطر داهم تجاه لبنان، دفعه لاستباق الأمور عسكرياً ولوجستياً؟

على الصعيد العسكري، استعرض “حزب الله” خلال هذه المناورة، الأولى من نوعها من حيث الحضور الإعلامي، قدراته العسكرية الضخمة، التي تؤكد حيازته أسلحة من النوع الثقيل، توازي في النوعية والأهمية حجم التهديد الذي يطلقه الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله تجاه العدو الإسرائيلي.

على الصعيد السياسي، استطاعت هذه المناورة استفزاز جزء من الداخل اللبناني، وكذلك الخارجي، بالإضافة إلى استنفار عند الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

فما الرسائل التي أراد “حزب الله” ايصالها عبر هذه المناورة؟

العديد من الرسائل التي دارت في مختلف المستويات، ولكن الأكيد أن ثمة علامة استفهام حول التوقيت، لماذا هذه السنة تحديداً، في ظل الفراغ الرئاسي والمعركة المحتدمة حول اختيار رئيس “مدعوم” من “حزب الله”؟

داخلياً، تتجه التحليلات إلى القول إن “حزب الله” أراد توجيه الرسالة للداخل اللبناني قبل الخارج، ومفادها أن المقاومة اليوم تمتلك قوة عسكرية ضخمة جداً، ولذا على أي رئيس يصل إلى بعبدا، وعلى المكونات التي ستعمل على ايصاله، أن تعلم أن سلاح “حزب الله” أصبح أمراً واقعاً، وليس محل نقاش.. مع التأكيد من قبل الحزب أن هذا السلاح موجه للعدو فقط “ولا أعداء لنا في الداخل”.

الرسالة الأخرى التي تُقرأ في إطار الداخل اللبناني، أن انشغال “حزب الله” بالمشاكل الداخلية، والتفاصيل السياسية، ومنها خلافه مع “التيار الوطني الحر”، لن تؤثر بشكل أو بآخر على تفرّغه للدور العسكري ـ الجهادي.

وفي ظل التبدلات الدولية، ومنها الاتفاق الإيراني ـ السعودي، وما جرى من إعادة تطبيع للعلاقات بين المحيط العربي وسوريا، وجه “حزب الله” رسالة إلى الخارج، مفادها أن دور الحزب العسكري لن يتغير مع تبدّل الأوضاع الإقليمية.

وفي تصويب مباشر انطلق من منطقة حدودية، وجه “حزب الله” سهام مناورته باتجاه العدو الإسرائيلي، مشيراً عبرها إلى معادلة توازن الرعب التي فعّلها الحزب بوجه “إسرائيل”، مما يجعل العدو حذراً بشكل أكبر تجاه أي خطوة متهورة يمكن أن يقوم بها تجاه لبنان.

سبق للسيد نصر الله أن ذكر مراراً جهوزية المقاومة في لبنان، لمساندة المقاومة الفلسطينية، لوجستياً وعسكرياً. ويأتي توقيت المناورة بالتزامن مع الأحداث التي يعيشها الداخل الفلسطيني، مما يوجه رسالة مباشرة الى المقاومة الفلسطينية أن هذه القوة والعتاد هو في خدمة القضية الفلسطينية.