| مرسال الترس |
قد يبدو من سابع المستحيلات أن يستطيع أحد معني بالأزمات في لبنان تحديد موعد للانتخابات الرئاسية الغارقة في الفراغ منذ عشرين شهراً، وذلك نتيجة تشبث الأفرقاء بمواقفهم حتى العظم، وعدم وجود جهة خارجية مصممة على فرض الوقائع اللازمة… كما كان يحصل في ظروف مشابهة.
ولكن من البديهي الملاحظة أن هناك تبدلات ملحوظة في مواقف أعضاء بعض الكتل النيابية، تصب في معظمها بخانة المرشح سليمان فرنجية، فيما هناك تخبط بين قوى المعارضة حول تحديد الإسم الذي يمكن أن يتم التوافق على دعمه بعد سحب ترشيح النائب ميشال معوض، ودخول ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور نفق التجاذبات بين الأفرقاء الذين يحملون لواء المعارضة، ويتقدمهم رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع.
وفي الوقائع يلاحظ التالي:
* الحديث عن انتقال وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال النائب جورج بوشكيان من كتلة “الطاشناق” في تكتّل “لبنان القوي” إلى كتلة “التكتل الوطني المستقل” التي تضم النواب: فريد هيكل الخازن، طوني فرنجية، ملحم وليام طوق وميشال المر، والتي يزيد تنوع تمثيلها على الساحتين الوطنية والسياسية، مع التذكير بأن هذه الكتلة تضررت كثيراً من الدعم المفتوح الذي قدمه “حزب الله” إلى تكتّل “لبنان القوي” في انتخابات العام 2022، مما سمح لها برفع عدد أعضائها إلى ما يقارب العشرين نائباً.
* مشاركة عضو “تكتلُ الاعتدالِ الوطني” النائب وليد البعريني في الذكرى السادسة والأربعين لمجزرة إهدن، والوقوف إلى جانب فرنجية في تقبل التعازي، الأمر الذي فسّرته جهات متابعة على أنه تحوّل ملموس في العلاقة بين نائب عكار ورئيس تيار “المردة” بعد فترة تباعد طارئة امتدت لنحو سنتين، على الرغم من أن مسيرة البعريني الأب كانت ملاصقة لسياسة الخط الذي كان يجمعه مع رئيس تيار “المردة” لسنوات وسنوات، سُجلت فيها العديد من اللحظات الحرجة التي تحتم تأكيد المواقف بدون أية مواربة. مع العلم أن فرنجية كان قد أشار مراراً إلى مراهنته على نواب سيصوتون له إذا ما وصلت الأمور إلى حسم الخيارات، ومنهم أكثر من نائب في “كتلة الاعتدال”.
* إعلان نائب الكورة أديب عبد المسيح انتقاله من عضويته في كتلة “تجدّد” إلى أفق “النواب المستقلين”، مما يسمح بالاعتقاد أن هذا الانتقال، وإن لم يكن لصالح فرنجية مئة بالمئة، إلاّ إنه أتى بعد لقاء مع النائب طوني فرنجية منذ فترة في قضاء الكورة، إضافة إلى مواقف لعبد المسيح لم تمر برداً وسلاماً على أعصاب الأعضاء الباقين في كتلة تجدد وهم النواب: ميشال معوض، أشرف ريفي وفؤاد مخزومي. الأمر الذي يعني خسارة صوت من هذه الجهة واعتماده “سياسة الانفتاح والاعتدال مع الكتل الأخرى” على حد تعبيره.
الواضح أن حركة التنقلات هذه لن تقتصر على الأسماء الثلاثة، وإنما هناك عدة أسماء مرشحة للمرور بنفس “معمودية التنقل”، ومنهم على سبيل الإشارة النواب الذين ابتعدوا عن تكتل “لبنان القوي”، وأبرزهم نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعبوآخرين… ومنهم خمسة نواب طرابلسيين التقوا مؤخراً على شعار إنماء المدينة. الأمر الذي يوحي بأن أي جلسة انتخاب سيدعو اليها الرئيس نبيه بري، لن تمر برداً وسلاماً على الأفرقاء الذين يحملون لواء المعارضة.