يتخبط لبنان في عاصفة المنطقة، ويصحو على كابوس تحول معه ما كان يتردد همساً وتسريباً، الى فعل حقيقي يضع البلاد والعباد على برميل بارود قابل للاشتعال والانفجار في أي لحظة، ربطاً بتصريحات مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الاوسط ستيف ويتكوف، الشديدة الأهمية والخطيرة جداً، في أعنف موقف من إدارة الرئيس ترامب ضد المسؤولين اللبنانيين الرسميين، تحديداً الرؤساء الثلاثة، الذي فضح المستور الأميركي، في ظل مقاطعته ومساعدته مورغان اورتاغوس لبيروت بناء لقرار البيت الابيض، الذي ينتظر الحصول على الرد اللبناني في غضون أسبوعين.
فالمبعوث الأميركي أكد أن المرحلة التي يمر بها لبنان حساسة ودقيقة للغاية، عسكرياً وسياسياً، وقد كان حازماً في كلامه، معتبراً ان “التسويف وتدوير الزوايا الذي درج عليه المسؤولون اللبنانيون لم يعد ينفع، فقطار المنطقة اقلع وعلى المسؤولين اللبنانيين حسم خياراتهم بعيدا عن الحجج والمبررات التي درجوا عليها لسنوات”.
الوضع حساس ومهلة الاسبوعين للرد على “اللغم” الاميركي، تضع البلاد في وضع خطير ومفتوح على كل الاحتمالات، وهو ما دفع بالرؤساء الثلاثة إلى الاتفاق على عقد لقاء قبيل إفطار بعبدا، لوضع رد مشترك، إذ بالتأكيد ستكون هناك مواقف أميركية أكثر خطورة وتشدداً، وترجمة عملية للتهديدات، على ما تشير المصادر، التي أكدت أن على لبنان الرسمي أن ياخذ بجدية الموقف الأميركي بصفته الرسمية الواضحة والمباشرة، في وقت ولحظة حساسة تمر بها المنطقة، وسط وضع هش يزنر الحدود اللبنانية كلها.
وختمت المصادر، بأن لبنان أمام مشكل مركّب، حيث سيستمر الاستقرار الهش الذي تعيشه البلاد لفترة لن تطول، في حال استمرت الولايات المتحدة في منحاها التصاعدي من الضغوط، فنتيجة المخاض العسير، إما أن “يزمط” البلد ويباشر ورشة إعادة الاعمار والنهوض، وإما سيكون على خط الزلازل والحروب في المنطقة، مع ما سيعنيه ذلك.