/ مرسال الترس /
عكس الإفطار الذي أقامه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، في الضاحية الجنوبية غروب يوم الجمعة، وجمع فيه رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، ارتياحاً لافتاً للوهلة الأولى في أوساط التيارين، وبُعيد إعلان الخبر من قبل الدائرة الإعلامية في الحزب، لاسيما بعد المساحات الواسعة التي احتلها في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة ووسائل التواصل الاجتماعي، على الرغم من أصوات النشاز التي سُجلت في وسائل التواصل، والتي صنّفها المعنيون بأنها عكست قهر تلك الفئة وحقدها على أي تقارب في الصف المسيحي.
ولكن الارتياح لم يدم “من الصبح إلى العصر”، حين اعتلى باسيل المنبر، ظهر السبت، ليوزع ردوده العالية السقف على منتقديه من زاوية التسويق الانتخابي، وعلى قاعدة “عَلّي وخود جمهور”، فأخذ بطريقه “آباء وأمهات وجدود” كل من تفوه ناحيته بكلمة.
وإذا كانت عبارات “الآباء والأمهات” تنطبق مثلاً على النائب السابق فارس سعيد والنائب المستقيل ميشال معوض والمرشح الجديد عن أحد مقعدي البترون مجد بطرس حرب، فإن عبارة “الجد” لا تتلاءم إلاّ مع النائب والوزير السابق سليمان فرنجية.
ماذا عدا مما بدا ليطبّق باسيل مقولة “عليّ وعلى أعدائي يا رب”؟ إلاّ إذا كان الكلام الذي يقوله مكتوباً، وهو لم يكن كذلك في الظاهر، وبات واضحاً أنه موجود في خلفية تفكيره. الأمر الذي لاقى عدم ارتياح في بنشعي التي استغربت أن يصدر مثل هذا الكلام، بعد ساعات معدودة على الإفطار الذي تضمن تداولاً معمقاً في مختلف القضايا الخلافية… فماذا عدا مما بدا؟
صحيح أنه تم، على هامش الإفطار، إيلاء الاتصالات اللاحقة الى لجان تنسيق بين الطرفين المعنيين، أي التيارين الأخضر والبرتقالي. ولكن يبدو ان الجو لن يكون ميسّراً بالسرعة القصوى قبل الانتخابات النيابية، بل سيخضع ذلك لمزيد من التدقيق والدرس.
أما على صعيد اللقاء الشخصي بين القطبين، فالأمر كما فهمه موقع “الجريدة” من متابعين، يتطلب مزيداً من الوقت، وأن الكلام الذي أورده باسيل، خلال لقائه يوم الأحد في إطلالة تلفزيونية مع الإعلامي ماريو عبود حول “الحب الذي يكنه للوزير فرنجية”، لن يكون ميسِّراً لعقد لقاءات على عجل ولمجرد الصورة. فالأهم في المرحلة اللاحقة تخفيف الاحتقان والحملات الإعلامية لطي الجفاء الذي امتد ست سنوات، الأمر الذي يمهد لخطوات عملية قد تمتد لما بعد منتصف أيار، وربما أكثر… خصوصاً أن “الغيوم الرئاسية” تصبح أكثر تأثيراً على الجو العام.