البقاع الغربي – راشيا: كباش مسيحي بأصوات السنّة والشيعة!

لفتت صحيفة “الأخبار” الى أن “المعركة في البقاع الغربي هي فعلياً على المقعدين الماروني والأرثوذكسي حيث الكباش بين نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي والتيار الوطني الحر والقوات اللبنانيّة”.
من يعرف بتفاصيل المعركة الانتخابية، يُدرك أنّ الفرزلي ومرشح التيار شربل مارون لن يتمكّنا من الجلوس على مقعديهما إذا لم يتحمّس جمهور مراد وحزب الله للتوجّه إلى صناديق الانتخاب.
ينطلق الفرزلي من قوّة تجييرية في منطقته، ويُعزّز موقعه إمكانيّة أن يُجيّر مراد وحركة أمل بعضاً من أصواتهما له. ويقول العارفون إن نبيه بري يُردّد أن فوز نائبه الفرزلي يكاد يكون بالنسبة إليه أهم من فوز مرشحه قبلان قبلان. وعليه، فإن لنائب رئيس المجلس أفضليّة على المرشح الأرثوذكسي على لائحة «القرار الوطني الحر» غسان السكاف الذي لا يملك حلفاؤه السنة (القرعاوي والجماعة) والشيعة فائضاً في الأصوات، إلا إذا فعلت لعبة الحواصل فعلها. ففي حال قفزت لائحة «القرار الوطني المستقل» عن الحاصلين، قد «يطير» الفرزلي ويحط السكاف مكانه.
وإذا كان الفرزلي يستند إلى كتلة مسيحيّة من 2500 صوت وإمكانية اختراقه الساحة السنية بـ 500 صوت، إضافة إلى تعويله على دور لحزب الله بإعطائه 3000 صوت شيعي، فإن للماكينات الانتخابية العاملة على الأرض كلاماً آخر. إذ تشير إلى أنّ الـ2500 مسيحي لن يصوّتوا جميعاً للفرزلي كما فعلوا عام 2018، وتستبعد أيضاً أن «يهز» مراد كيسه السني لـ«دولة الرئيس» مما يعني أنّ احتمال سقوطه مُرجّح أكثر من احتمال فوزه في حال خذلته قاعدته المسيحيّة.

مرشح التيار الماروني وضع مختلف. بحسب المتابعين، فإن حزب الله الذي يمتلك كتلة شيعية أكبر من تلك التي تمتلكها حركة أمل في البقاع الغربي (الناخبون الشيعة نحو 12 ألفاً)، لم يعطِ حتى اليوم وعداً بتجيير أصواته لأي مرشح على اللائحة. مع ذلك، يُرجّح المتابعون أن يظفر مارون بهذه الأصوات في اللحظات الأخيرة لضمان نجاحه باعتباره الحلقة الأضعف في اللائحة: فالعونيون لا يملكون قاعدة جماهيريّة في المنطقة (أقل من 5000)، والسنة بمن فيهم المحسوبون على مراد، غاضبون عليه بسبب اتهامه بقطع الكهرباء عن القرى السنية بعد تكليفه من قبل التيار الوطني الحر بإنشاء برج حديدي لتشغيل خط عبد العال – جب جنين لتحسين التغذية الكهربائية. لكنه، في المقابل، يستفيد من فك التحالف بين الاشتراكي والقوات التي رشّحت داني خاطر في لائحة «بقاعنا أولاً» غير المكتملة. ولأن معراب على يقين بأن اللائحة لن تفوز بأي حاصل، فإنها تدرس توزيع أصوات القواتيين الـ 5000 (نصفهم من المغتربين) بين خاطر والمرشح الماروني على لائحة القرعاوي – أبو فاعور، جهاد الزرزور، باعتبار أن معظم أقاربه ينتمون إلى القوات ومن بينهم عمه. ويهدف جعجع إلى إثبات قوته في اللائحة، وتبني الزرزور في حال فوزه مع صعوبة وصول خاطر إلى المجلس النيابي، وكسر مرشح التيار الوطني.