عصابات في المدارس بقيادة الأمهات!

| ناديا الحلاق |

حادثة قد تبدو غريبة بالنسبة للقارىء للوهلة الأولى، تصرفات “ولادية” أبطالها أمهات.

أمهات، تتخيل، تروي سيناريوهات، تعلّم الأطفال العنف الجسدي واللفظي والتنمر في المدارس وخارجها.

هذه الأحداث ربما تحصل يومياً من دون تسليط الضوء عليها، قد تتم معالجتها في المدارس داخلياً، أو قد تترك الأمور لتزداد تفلتاً بحجة أن ما يحصل هو مع اطفال لا تتجاوز أعمارهم الـ 6 سنوات، دون أن يعودوا إلى السبب الأساسي وراء هذه الأفعال.

المضحك في هذه الحادثة أنه فعلاً هؤلاء أطفال وفي معظم الاحيان هم معذورين على تصرفاتهم التي تعلموها في بيوتهم، وعلى ما يبدو أن التربية باتت ملحة للأهل بحد ذاتهم قبل أطفالهم.

وعلم موقع “الجريدة” من إحدى الأمهات أن “بعض أمهات التلاميذ من مرحلة الروضة في إحدى مدارس بيروت المعروفة، نظّمن “عصابة خاصة” تتدوال فيما بينها أخبار وأحاديث التلامذة، وتقوم بتعليم أطفالهن على ضرب زملائهم وشتمهم والتنمر عليهم بحجة الدفاع عن أنفسهم .

ولم تقف الأمور هنا، بل إن إحدى الأمهات أقدمت على ضرب طفل وتعليم ابنها الأكبر في المدرسة ذاتها على ضرب كل من يضايق أخيه، فيما هددت هذه المرأة، أماً اخرى وتوعدتها قائلة “حضل وراكي واذا ما عجبك شيلي ابنك من المدرسة”.

تصرفات ولادية لا يمكن أن يتخيلها عاقل خصوصاً وان أبطال هذه المسرحية “أمهات تلاميذ”.

هذه المضايقات ربما لا تعلم بها إدارة المدرسة وربما تعلم و”تطنّش” على قاعدة “قاضي الأمهات شنق حاله”.

فهل يجوز أن تحصل هذه الأفعال، وأن تتم تربية الأطفال على التنمر والحقد والضرب؟ وكيف يمكننا معالجتها؟

المعالجة النفسية ريهام منذر تقول لموقع “الجريدة”: “عندما نربي طفلاً علينا أن نأخذ بعين الاعتبار الأسس التي نريد أن نعلمها له، فإذا أردنا طفلاً عنيفاً، نعلمه أن يرد الضرب بالضرب ولكن هذه الطريقة غير صحيحة وفعالة في معالحة الأمور”.

وتتابع منذر: “بعض الأمهات يلجأن إلى هذه الأساليب لاعتبارهن ان الطفل الذي لا يدافع عن نفسهم سيكون طفلاً ذات شخصية ضعيفة إلا أن هذا الاعتقاد خاطىء، لذا من الضروري تعليم الطفل كيفية الدفاع عن نفسه بطريقة راقية وحضارية ومن دون عدائية وهو ما يجب أن تعرفه معظم الأمهات”.

أما بالنسبة لموضوع تنمر الأمهات على الأطفال وتعليم أبنائهم التنمر على زملائهم في المدرسة، شرحت المستشارة القانونية لإتحاد هيئات لجان الأهل في المدارس الخاصة المحامية مايا جعارة أن “التنمّر مشكلة يواجهها الكثير من الطلاب في أغلب المدارس، وأمام هذه الظاهرة هناك دور تلعبه المدرسة كما وأن للأهل أيضاً بالتوازي دور عليهم أن يلعبوه”.

وأوضحت جعارة أن “المدرسة والبيئة التعليمية بحاجة إلى أن تكونا دعماً قوياً للطلاب لمواجهة هذه المشكلة”.

أما فيما يخص دور المدرسة، تكتم موقع “الجريدة” عن ذكر إسم المدرسة، في محاولة لتنبيهها لوقف هذا الخطأ المتواصل بحق التلامذة والأهل، فهي المسؤولة الأولى عن التوعية لمخاطر التنمّر وعن كيفية إيقاف المتنمر عند حدّه، وذلك عبر الطلب من التلاميذ بالابلاغ عنه خصوصاً وأن المتنمر عليه قد يكون بحالة نفسية صعبة، وقد يصعب عليه إبلاغ المدرسة التي يقع عليها لعب دورها التثقيفي بكافة الوسائل ومنها الورش والندوات بغية تشجيع الأولاد على الإبلاغ لتأمين المرافقة النفسية والاجتماعية للمتنمر والمتنمّر عليه، فكلاهما يعانيان من اضطرابات نفسية، لذلك وجب على المدرسة تأمين أخصائي نفسي لمتابعة هذه الحالات عن كثب، كما على المدرسة أيضاً ان تكون البيئة الآمنه حيث أن الأهل قد وثقوا بهذه المدرسة وإئتمنوها على أبنائهم فعليها أن تطبق القوانين بصرامة بوجه هذه الظاهرة ليشعر الطلاب في مدرستهم بالراحة.

وتشدد جعارة على ضرورة التعاون مع المدرسة لضمان اتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية الطفل من المتنمرين وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي له، فالمدرسة هي المكان الأول المعني.