ان لم تستحِ.. “قوّص بالهوا”!

| زينب سلهب |

وكأن العام كان حافلاً بالفرح، حتى يقوم بعض “البشر” بإطلاق الرصاص ابتهاجاً لتوديعه، متناسيين حرب العام التي عصفت على لبنان، وأسفرت عن آلاف الشهداء الجرحى، والمفقودين الذين لا يزالون تحت الركام.

لطالما احتفل اللبنانيون كل عام عن طريق إطلاق الرصاص عند الدقائق الأولى التي تربط العام القديم بالجديد، فعل همجي، اعتاد عليه اللبنانيون، ليزيدوا على قائمة أسباب موتهم “الرصاص الطائش”.

ظن البعض أن الحرب قد توقظ اللبناني الذي عاش جرائم الحرب، واستيقظ مراراً على أصوات الصواريخ وجدار الصوت، لكنه لم يأبه لحجم “التروما” النفسية التي يعيشها اللبنانيون بسبب هذه الأصوات، وخصوصاً الأطفال.

عمدت القوى الأمنية خلال الأسبوع الأخير من العام، على إصدار العديد من التوصيات، لمنع إطلاق الرصاص العشوائي، ولحث الناس على الاحتفال بطرق أكثر أماناً، ولكن “لا تنده ما في حدا”. فقد أطلق “الطائشون” الرصاص بالهواء، غير آبهين بالتوصيات، وعدد الضحايا، أو حتى وصية السيد الشهيد، الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله، الذي لطالما طلب من بيئة المقاومة أن لا يتجهوا إلى مثل تلك الأفعال، ليقوم أبناء البيئة التي قدّمت آلاف الشهداء والجرحى، باطلاق الرصاص فوق رؤوس أهالي الضحايا.

وحتى في تشييع الشهداء، هل استشهد الشهيد الحامي عن أرضه، ليخلف ضحية من الرصاص الطائش أثناء تشييعه؟ أم ليثكل أمهات الأطفال بأولادهن؟

بدأ العام الجديد، وبعض العقول نفسها لم تتغير، ولم تتعقل، ولم تتعلم الدروس! على أمل أن تنتهي 2025 بعقول أوعى، وأن نتعلم أن الابتهاج ممكن عبر رسالة نصية، أو احتفال صغير “آمن”، لا يسفر عنه حزن لسنوات!