/ مرسال الترس /
أكدت مصادر فاعلة على خط حركة الاستحقاق الرئاسي، ومنها خط بيروت ـ باريس، لموقع “الجريدة”، أن الانتخابات الرئاسية مؤجلة لما بعد القمة العربية في 19 أيار المقبل، وأن هذا التأجيل قد يمتد إلى “عزّ الصيف”، أي في شهر آب على أقل تقدير، وربما إلى أشهر الخريف التي تبدأ في شهر أيلول، بحيث يقترب الفراغ الرئاسي من سنته الأولى.
هذا الاستنتاج، يستند الى معطيات واقعية وتفسيرات منطقية منبثقة من أن المشهد الدولي يتوقف في جانب كبير منه على محورين:
الأول بين الصين وأميركا وهدفه، إعادة جزيرة تايوان إلى حضن التنين، مع ما قد يرافق ذلك من مواجهات تغرق الصين في دوامة حرب اقليمية تستنزف ازدهارها، كما هو حاصل اليوم في المسألة الأوكرانية واستنزافها للمقومات الروسية، وبخاصة أن الأشهر المتبقية من الربيع ستكون موعداً ملائماً للأوكرانيين كي يحاولوا استعادة بعضٍ من “العنفوان” الذي جرّوا به الروس الى الحرب، وقبل رسم الخرائط المتجددة في أوروبا.
أما المحور الثاني فمرتبط بتداعيات الاتفاق السعودي ـ الايراني برعاية صينية، والذي بدأت واشنطن السعي لوضع العصي في دواليبه، وما زيارة مدير مخابراتها وليام بيرنز إلى المنطقة، واعترافه علناً أن بلاده لم تعد اللاعب الوحيد على المسرح الدولي، إلاّ أول الغيث.
وهذا الاتفاق إذا ما سلك سبله باتجاه لبنان، فستكون له وقفة ارتكازية على محور دمشق ـ الرياض الذي بدأت تجلياته في الأيام الماضية بوصول رأس الديبلوماسية السورية فيصل المقداد إلى عاصمة المملكة، بناء
على دعوة من نظيره فيصل بن فرحان. وبالتأكيد فان تتويج هذا المسار سيكون بهبوط طائرة الرئيس بشار الأسد على أراضي الحرمين للمشاركة في القمة العربية التي ستستضيفها المملكة في شهر أيار. ولذلك فانتظار نتائج اللقاءات المحورية في هذه القمة، وما ستفرزه من “عناصر كيميائية” بين الملوك والرؤساء، أمر في غاية الأهمية لمسار الحلول على الأرض اللبنانية.
وبانتظار تجليات ألوان قوس القزح العربي ـ الخليجي، يظهر أن فرنجية مرتاح لمسار الأمور، أولاً لأنه متقدم على باقي المرشحين في مختلف الاحصائيات التي تظهر، وثانياً لأنه يتكئ إلى حلفاء لا يبيعون في سوق المزايدات. في حين أن مختلف قوى المعارضة متفرقة متباعدة ولم تستطع ـ حتى اليوم ـ التوافق على إسم للمنافسة، لا بل إن كلاً من أفرقائها يسعى لإدارة ظهره إلى حائط ما، لأنه لا يركن ولا يثق بخطوات حلفائه الآخرين التي قد تأتي مفاجئة وبشكل صاعق، كما حصل في محطات مفصلية سابقة!