| ناديا الحلاق |
مرّة جديدة يعيش اللبنانيون حالة من القلق والخوف، بعد أن تم نشر خبر “احذروا السيارات الغارقة والمُستوردة إلى لبنان”، ليأخذ مكاناً في اهتماماتهم، على الرغم من انشغالهم بالأوضاع الأمنية والحرب الدائرة في الجنوب.
وأشارت مصادر اقتصادية إلى أنّ تجّاراً لبنانيين، بعد الفيضانات الأخيرة في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، قاموا بشراء أعداد كبيرة من السيارات التي تعرّضت للغرق خلال العاصفة، وقد حصلت عمليات الشراء بأسعار أقلّ من أسعار السيارات الحقيقية، حيث عمد أصحاب السيارات الغارقة (Salvaged) إلى بيعها سريعاً نظراً لعدم صلاحيتها للسير على الطرقات بعد الغرق.
هذا الأمر دفع القيمين على القطاع إلى حثّ اللبنانيين على ضرورة طلب شهادة الكشف على أي سيارة صادرة عن البلد الذي استوردت منه قبل الشراء، لكي يتمّ التأكد من سلامتها وصلاحيتها للسير. كما طالبوا السلطات اللبنانية، لا سيما المديرية العامة للجمارك، ان تكشف على السيارات المستوردة وأن تتشدد في تطبيق القوانين، والتأكّد من وجود إفادة تصرّح بأنها صالحة للسير.
نقيب أصحاب معارض السيارات المستعملة في لبنان وليد فرنسيس أكد لموقع “الجريدة” أن “تعرض السيارات للغرق يؤدي في البداية إلى أضرار كبيرة في المكونات الإلكترونية للمركبة، وهي المكونات التي يصعب إصلاحها، وتكاليف استبدالها مرتفعة جداً. كما أن المياه، وما تحتويه من عناصر كيميائية، تؤدي إلى تآكل الأجزاء غير المرئية من جسم السيارة تدريجياً، وهو ما يدحض كل الإشاعات المتداولة”.
وأوضح أن “استيراد هذه السيارات من قبل التجار، إن تم، سيوقعهم بخسائر وليس من مصلحتهم بيعها”.
ويتابع: “موضوع غرق السيارات في الإمارات من جراء الفيضانات عمره أيام، وما يتم الحديث عنه ما هو إلا إشاعات لضرب السوق السيارات المستعملة. حتى اليوم لا يوجد أي سيارة مستوردة من الإمارات في المعارض اللبنانية”، لافتاً إلى أن “السيارات المتضررة تتطلب العديد من الاجراءات قبل أن يصار إلى بيعها، فوحدها شركات التأمين بحاجة إلى 3 أشهر على الأقل كي تتخذ قرارتها بشأنه هذه السيارات وتسوية أوضاعها”.
وشدّد على أن كل ما يتم تداوله ما هي إلا “شائعات مفتعلة، أبطالها، أصحاب شركات السيارت الجديدة التي تبث جيوشاً لها مواقع التواصل الاجتماعي لنشر هذه الأخبار المضللة لضرب سوق معارض السيارات المستعملة”.
ويؤكد صاحب إحدى شركات شحن السيارات من دبي و أبوظبي والإمارات إلى لبنان، لـ “الجريدة” أن الشحن عادة ما يتم من “ميناء جبل علي” في دبي إلى ميناء بيروت في لبنان في مدة تتراوح ما بين 22 إلى 28 يوم تقريباً، ليتم بعدها الاستلام و التخليص الجمركي في ميناء بيروت، بينما لم يمرّ على الفيضان الذي حصل في الامارات فترة شهر بعد، وهو ما يؤكد أن خبر استيراد السيارات الغارقة من الإمارات إلى لبنان “غير صحيح، حتى اليوم، ولكن لا أحد يعلم ماذا سيحصل في ما بعد”.
* الآراء الواردة في المقالات تعبّر عن رأي كاتبها ولا يتحمّل موقع “الجريدة” أي مسؤولية عن مضمونها *