يبدو الاسبوع الجاري جامعاً للاستحقاقات الهامة، منها الرئاسي والحكومي والمالي والقضائي، ويرافق ذلك تشنج واحتقان شعبي في الشارع، من جرّاء تفاقم الازمات بصورة غير مسبوقة، وسط إعتصام مرتقب يوم غد الخميس لأهالي ضحايا إنفجار المرفأ، الذين كانوا أسياد الساحة منذ يوم الجمعة الماضي، مع كل التداعيات التي رافقت تحركهم المحق دفاعاً عن قضية ابنائهم الشهداء.
وعلى الصعيد الحكومي، فجلسة مجلس الوزراء التي ستعقد قبل ظهر اليوم، ستسجّل إنتصاراً للرئيس نجيب ميقاتي لكن بزنود الغير، بعدما أخرج رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل خاسراً من الكباش، لانه «حسبها غلط «، معتقداً انّ تهديده وإطلاقه الرسائل السلبية في إتجاه حزب الله، سيؤدي الى غيابه عن الجلسة الحكومية الثانية، لكنه خسر الرهان لانّ الحزب أمّن الغطاء السياسي لرئيس حكومة تصريف الاعمال، فعاد باسيل وفهم بأنّ حارة حريك أطلقت بدورها رسالة في إتجاهه، مفادها «التهويل بإنهاء تفاهم مار مخايل لن يؤدي الى نتيجة».
وهذا يعني بأنّ الجلسة الحكومية الثانية لن تمّر مرور الكرام كسابقتها التي أنتجت «زعلاً « كبيراً وخلافاً بين رئيس «التيار» وقيادة حزب الله ، واليوم سيتكرّر المشهد مع حضور الحزب للجلسة الثانية، بعد إعطائه الضوء الاخضر لميقاتي والتنسيق معه في ما يخص المواضيع المدرجة على جدول الاعمال، خصوصاً التي تتعلق بتمويل شراء المحروقات لمعامل كهرباء لبنان، وسوف يغيب عنها وزير الطاقة وليد فياض ووزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار وهما من المحسوبين على «التيار»، مع الإشارة الى انّ فياض وقّع مرسوماً حول سلفة الفيول، لكن بطلب تغطية على خمسة اشهر بقيمة 300 مليون دولار وأرسله الى مجلس الوزراء.
باسيل: هلق صار بدن كهرباء؟
الى ذلك إعتبر النائب باسيل خلال فيديو عبر موقعه على وسائل التواصل الاجتماعي، «بأنّ المنظومة الحاكمة تنحر مرّة جديدة الميثاق والدستور، وتختلق ذريعة لعقد جلسة حكومية، في الوقت الذي يوجد فيه حلول دستورية من دون عقد جلسة، وتحديداً من خلال توقيع مراسيم جوالة، من مجموع مجلس الوزراء على غرار ما ينصّ عليه الدستور، وهذا ما فعلناه الف مرّة في فترة الفراغ الرئاسي 2014-2016 ، وكان الكل مجمعين على أنّ هذا هو الحل الوحيد لاحترام الدستور والشراكة، وسأل: «هلق صار بدن كهرباء؟».
تحالف جديد مغاير؟
وفي السياق تستبعد مصادر سياسية مطلعة على علاقة الطرفين، خلال اتصال مع «الديار» كل ما يردّد عن إنكسار الجرّة السياسية بين» الحزب» و»التيار»، فيما الواقع لا يشير الى ذلك، لانّ الكباش قائم حالياً وقد يطول بعض الوقت، لكن في نهاية المطاف ستؤدي الوساطات الى مصالحة ولو بعد حين، من دون ان تستبعد لقاءً بين الفريقين في وقت لاحق، اذ هناك إمكانية لرأب الصدع، لكن من خلال ترتيب تحالف مغاير عن تفاهم مار مخايل، الذي يصادف الشهر المقبل ذكرى توقيعه الـ 17 لكن هذا العام يبدو مفككاً، اذ لم يعد على قدر المرحلة الحالية.