مقدمات نشرات الأخبار المسائية

مصير اتفاق الترسيم  الحدودي البحري  الجنوبي بين لبنان وإسرائيل  بعد الصدمة الحادة التي مني بها

في انتظاراطلاع لبنان الرسمي على الملاحظات الخطية الاسرائيلية على اقتراحه من قبل الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين ما يعني ان التفاوض غير المباشر مستمر  حتى الساعة

في المقلب الاسرائيلي ذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم”، بأن “السلطات الاسرائيلية تستعد لإجراء اختبار على ضخ الغاز من كاريش قريبا جدا وربما بداية الأسبوع المقل  في وقت افاد موقع (والا) عن  وزارة الطاقة الاسرائيلية أن أرباح الغاز من الخزان في منطقة الخلاف مع لبنان تقدر ب3 مليارات دولار.

في أي حال لبنان الرسمي لا يتعامل مع التسريبات الاعلامية بل ينتظر الخبر الشافي الاميركي  ليبنى على الشيء مقتضاه وهذا ما عبر عنه كل من رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي اليوم.

في الداخل اللبناني ايضا حكوميا لا جديد رئاسيا وفي انتظار جلسة الانتخاب الثانية الخميس المقبل التي دعا اليها رئيس المجلس النيابي فهم   ان نواب  تكتل لبنان القوي قد يقاطعون جلسة  الثالث عشر من تشرين الاول لما يمثله هذا التاريخ بالنسبة اليهم.

اما غداة الجلسة الانتخابية الرئاسية فان وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا ستقوم بأول زيارة لها للبنان في الرابع عشر من تشرين الأول الحالي وسيشكل موقف فرنسا الضاغط من انجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده واستعجال اجراء الإصلاحات محور هذه الزيارة.

اما الخبر فكان صحيا مع عرض وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور فراس الابيض الإجراءات لتحضير مستوى عال من الجهوزية للوقاية من إنتشار الكوليرا في لبنان.

 

كمن يبيع الماء في حارة السقايين. هكذا بدا مشهد القنابل الدخانية التي قام كيان العدو برميها في وسائل إعلامه لتسويق فكرة رفضه ورقة الملاحظات اللبنانية المقترحة لتعديل مسودة اتفاق ترسيم الحدود البحرية.

أما السبب وبلا عجب, إبحثوا عن عوارض حمى الإنتخابات الإسرائيلية لاسيما أن الملاحظات اللبنانية بسيطة وتمت مناقشتها مع الموفد الأميركي آموس هوكشتاين قبل إرسالها رسميا .

ومن هذا المنطلق شدد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن لبنان لا يتعاطى مع التسريبات الإعلامية بل مع وقائع يفترض أن ينقلها الموفد الأميركي الذي تنحصر اتصالات المسؤولين اللبنانيين به فقطوبالتالي لبنان ينتظر ردا رسميا من هوكشتاين “ليبني على الشيء مقتضاه”.

في الملف الحكومي لم تغادر الامور مربع المراوحة  فيما سجلت رسائل بالجملة وجهها مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان خلال رسالة المولد النبوي الشريف معتبرا إن الذي يحصل مع الرئاسة حصل مثله وأكثر مع رئاسة الحكومة.

وتساءل المفتي دريان :كيف تدار دولة بدون سلطة تنفيذية فاعلة وكاملة الصلاحيات ؟ وقال: لنتابع ما يحصل الآن من تعذر إقامة حكومة جديدة والتشكيك في مشروعية الحكومة القائمة أو في قدرتها على ممارسة صلاحياتها, لافتا الى أنه بدلا من فراغ واحد في الرئاسة يصبح هناك فراغان في الرئاسة وفي الحكومة.

 

كل الصراخ والتهويل الصهيوني لساعات، وركوب أعلى امواج التهديد والعنتريات، لم تعبر حدود لبنان، ولم تطرق مسامع اهله، فهم غير معنيين بهذه المسرحية الانتخابية الاسرائيلية، وينتظرون ما سيصلهم من الاميركي كرسالة رسمية، ليبنوا على الشيء مقتضاه، مع اقتناع الجميع أن ما بناه لبنان من معادلات هي ثابتة وغير قابلة للتعديل او التأويل، فالنفط بالنفط، والكل يعلم ..

ولعلمهم بصعوبة الحال رمى الصهاينة بانفسهم سريعا عن أعلى الشجرة، وعليهم ان يتحملوا اوجاع الكدمات السياسية والامنية والعسكرية التي تسببت بها رعونة قادتهم السياسيين والعسكريين.. فبيان وزير الحرب بني غانتس حول التأهب في الشمال عبر عن انعدام المسؤولية، بحسب ما يسمى رئيس مجلس مستوطنة شلومي – غابي نعمان، وقد أدخل الشمال بحالة توتر ..

أما من يريد إرسال الاسرائيليين في هذا الوقت للقتال مع لبنان، فيجب أن يفهم أنه يرسلهم الى حتفهم  بحسب المحلل العسكري الصهيوني يوآف ليمور  معتبرا أن الجبهة الداخلية ستنزف اكثر من الجبهة الامامية في الحرب مع لبنان، والتي لن تكون مشابهة لأي حرب شهدتها اسرائيل في السابق ..

هذا بعض من المشهد الصهيوني الغير مسبوق، أما في المقلب اللبناني فإن الامور على حالها بانتظار نتيجة الاتصالات التي يجريها الموفد الاميركي عاموس هوكشتاين مع الصهاينة لتحديد مسار المفاوضات غير المباشرة، بحسب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فلبنان لا يتعاطى مع التسريبات الإعلامية، قال الرئيس نبيه بري بل مع وقائع يفترض أن ينقلها الموفد الأميركي ..

بالإنتقال الى اليوميات اللبنانية، فقد حلت الكوليرا ضيفا ثقيلا على مخيمات النازحين السوريين في عكار مطلقة جرس انذار، في بلد ينزف قطاعه الطبي ويفتقد إلى أدنى مقومات الصمود والدواء، فيما الدعوات لأخذ اعلى درجات الحيطة والحذر للمواجهة، مع دعوة المنظمات الدولية لتحمل مسؤولياتها الانسانية..

أما ماليا، فقد حمل الحاكم بأمر المال جعبته تعميما جديدا لمراقبة اعتمادات شركات المحروقات، في خطوة علها تحد من التلاعب بتهريب الدولار من الأسواق، على أمل ان يستتبع بخطوة تكون أكثر فائدة باستعادة الاموال المهربة – المعروفة من الخارج…

 

بعيدا من احتفاليات بعض وجوه القوات اللبنانية بتحديد الرئيس نبيه بري الجلسة الرئاسية المقبلة في ذكرى 13 تشرين،

وبغض النظر عن بكائيات البعض شبه اليومية على اطلال الطائف، بعدما افرغته ممارساتهم من مضمونه، ومنها اخيرا محاولة تخيير اللبنانيين بين حكومة فاقدة لوحدة المعايير الميثاقية، او حكومة تستلم البلد في حال الشغور بشكل يتناقض مع الدستور،
وفي مقابل بهجة البعض غير المعلنة باحتمال ان يؤدي التخبط الداخلي الاسرائيلي الى عرقلة اتفاق الترسيم، فقط نكاية بميشال عون،

تشير معلومات حصلت عليها الاوتيفي نقلا عن المعنيين اللبنانيين بالمفاوضات الى ان اي موقف رسمي اسرائيلي لم يصدر بعد بشكل رسمي ونهائي… وما يتم التصريح به وتداوله، لا يتخطى حتى الآن اطار التنافس الداخلي قبيل الانتخابات التشريعية في كيان العدو. وتؤكد المعلومات ان المعنيين اللبنانيين بالمفاوضات غير مكترثين للفوضى الاعلامية الاسرائيلية، ذلك ان المفاوضات لا تزل “شغالة”، حيث ابقى نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب
خطوطه مفتوحة مع الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين لمتابعة التطورات لحظة بلحظة.

وقد علم في هذا الاطار ان لبنان ينتظر الملاحظات الاسرائيلية التي يفترض ان ينقلها الوسيط الاميركي في وقت قريب جدا، ليتخذ الموقف المناسب، مع الاشارة الى تقدير اميركي واضح لطريقة تعاطي لبنان بعد التصعيد الاسرائيلي الاخير، حيث ظلت المقاربة التي تصب قي مصلحة لبنان سيدة الموقف.

واليوم، ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي ان لبنان ينتظر نتيجة الاتصالات التي يجريها الوسيط الأميركي مع الإسرائيليين لتحديد مسار المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود الجنوبية.

وفي سياق اخر، اكد الرئيس عون للمسؤول العربي ان الأولوية المطلقة يجب ان تكون راهنا لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لان وجود الرئيس أساسي لتشكيل حكومة جديدة وليس العكس.

واعتبر ان الجهود يجب ان تنصب على انجاز الاستحقاق الرئاسي، لان بلدا مثل لبنان بخصوصيته وتميزه وتعدديته، لا يمكن ان تتحقق فيه الشراكة الوطنية الكاملة والميثاقية في غياب رئيس الجمهورية، ما يمكن ان يعرضه لاوضاع تؤثر على وحدته وتضامن أبنائه.

 

حمل الوسيط الأميركي آموس هوكستاين الملاحظات اللبنانية إلى إسرائيل، ولم يحمل منها حتى الان تعليقها على هذه الملاحظات.

تعليقات اسرائيلية جاءت من مسؤولين على شكل تغريدات، وأظهرت الخلافات بين السلطة والمعارضة، لكن لا شيء رسميا إلا بعد أن يتسلم نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، المكلف من رئيس الجمهورية، الرد الاسرائيلي عبر هوكستاين، وما دون ذلك اجتهادات وتحليلات، على رغم أن المواقف غير الرسمية للمسؤولين الاسرائيليين يمكن اعتمادها كمؤشرات.

في غضون ذلك، جملة من الملفات بدأت تطفو على سطح التطورات، ومن شأنها أن أن تساهم أكثر فأكثر في إرباك الوضع الداخلي.

صحيا، عدد الإصابات بالكوليرا، بين مؤكد ومشتبه به، يرتفع في الشمال.

مصرفيا، إقفال المصارف اتخذ هذه المرة بعدا غير ما كان عليه قبلا. إقفال من دون مهلة، فما هي التداعيات؟ في المرة السابقة جرى الحديث عن خطة أمنية، لكن هذه المرة لا تعليق من السلطة التنفيذية؟ فكيف سيتم تسيير البلد مصرفيا، بدءا من الرواتب؟

لا أحد يملك جوابا حتى الآن…

 

لبنان في زمن الكوليرا منشأ الوباء سوريا.. فأصيبت عكار بداء الشقيقة وبشهادة مصدقة من وزارة الصحة اللبنانية ثبت وجود حالتين:

نازح سوري حمل الجرثومة ونقل العدوى إلى إحدى الممرضات فما بقي سبب وفاة ابن الأشهر السبعة مجهول باقي الفحوص المخبرية.

وأما عوارض الوباء فنزحت على خط الترسيم من محافظة الشمال نحو الحدود الجنوبية الشمالية وتقيأ الكابينيت الإسرائيلي قرارا فوض بموجبه رئيس الحكومة ووزير الحرب إدارة سيناريو تصعيد وعمل وقائي وضربة استباقية ضد لبنان من دون العودة إليه وبموجب هذا التفويض ارتفعت حرارة بيني غايتس وأصيب بإسهال التهويل.. قبل أن يحقنه الطرف الأميركي بالمهدئات، ويشيد بموقف لبنان السري وبالتزامه عدم التصعيد، ويضع ملف الترسيم في خانة الممكن للوصول إلى تسوية وبعد نهار القرقعة الإسرائيلية بطبول الحرب،

سيسلم الوسيط الأميركي آموس هوكستين الملاحظات الإسرائيلية إلى نظيره المفاوض اللبناني الياس بوصعب وبذلك باتت كرة الترسيم في الملعب الانتخابي الإسرائيلي.

وأما لبنان فعلى مقاعد المتفرجين، في انتظار صافرة الحكم الأميركي وفي منطقة الجزاء، الاحتلال متأهب..

وأعتى سلاح يهدد به هو التهويل فيما المقاومة بالمرصاد.. وتتلقى رسائل شكر أميركية “بالواسطة” على وقوفها وراء قرار الدولة فيما الفرنسي التقاه في عقر داره في حارة حريك يحدث ذلك على مسافة أيام من استحقاق 13 تشرين بوجهيه: ليلة الهروب الكبير من القصر إلى السفارة، ويوم الدعوة إلى الجلسة الثانية لانتخاب رئيس للجمهورية.. والتي رأى فيها رئيس التيار الوطني جبران باسيل استهتارا ومسا بالمشاعر العونية فيما جعلها رئيس مجلس النواب جلسة إنعاش للذاكرة كي لا يتكرر مشهد 13 في الواحد والثلاثين.

فالتيار سيقاطع جلسة انتخاب الرئيس لوقوعها على فالق التاريخ.. لكنه بهذه الخطوة يسابق القوات والكتائب على مقاطعة جلسة سابقة حددت على تاريخ اغتيال الرئيس بشير الجميل.. ويتبادل المسيحيون المقاطعة على توقيت ضاغط بات فيه العهد يلملم آخر ذيوله.