مقدمات نشرات الأخبار اليوم الأحد 2-10-2022


اذا كان الأسبوع قد افتتح بجلسة نيابية على نية انتخاب رئيس للجمهورية ، فإن نهايته كانت شاهدا على تحقيق اختراق في جدار ملف ترسيم الحدود البحرية، الذي دونه مسار طويل قبل بلوغه شاطئ الأمان المأمول.
الإختراق حققته المسودة المكتوبة لمشروع الإتفاق والممهورة بتوقيع الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين . المسودة باتت في عهدة لبنان الرسمي الذي ينكب مستوياه السياسي والعسكري على دراستها بندا يندا واحداثية احداثية وفاصلة فاصلة قبل ان يرسم موقفه النهائي. وفي هذا الشأن دعا الرئيس ميشال عون الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي الى الإجتماع الثالثة من بعد ظهر يوم غد الإثنين ، للبحث في الرد الرسمي على المقترح الأميركي .
وفي الإنتظار كانت ردود الفعل الأولية متفائلة في تقييمها لمضمون المسودة ، ولا سيما وانها تراعي التي طلبها لبنان . سواء في ما يتعلق بالخط 23 وبالحقل قانا، او بالفصل بين الترسيمين البحري والبري، ناهيك عن اسقاط وجود منطقة أمنية بحرية عازلة.
على أي جال فأنها اذا ما أخذت الأمور مسارها الإيجابي فإن الخطوة التالية المطلوبة هي الى الناقورة در، ودائما برعاية الأمم المتحدة.
في مقابل الموقف اللبناني الموحد والمتماسك ازاء المسودة الأميركية ، رصدت خلافات داخل كيان الإحتلال ، انعكست استثمارا سياسيا في البازارات الداخلية . وفي هذا الإطار انعكس دفاع الوزراء الصهيوني يائير لابيد عن الصفقة التي رجمها زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو بصليات من المواقف المعترضة ليصل به الأمر الى حد اعلانه ان اي اتفاق بشأن الترسيم لن يكون ملزما له في حال وصوله الى السلطة .

 


قبل تصاعد الدخان الأبيض من مدخنة بعبدا، كلُّ الكلام حول ملف الترسيم عموماً، والمقترح الخطي الذي سلَّمته السفيرة الأميركية إلى رئيس الجمهورية أمس، مجرد انطباعات وتمنيات، ولو أن الأجواء الإيجابية محلياً هي الغالبة.
لكن، في انتظار البتِّ في الموضوع في بعبدا، من الناحية التقنية أولاً، ثم السياسية، من الواضح أن إنجاز الاتفاق بصيغته النهائية إذا تم، سيجل انتصاراً في ثلاث خانات:
الخانة الاولى، رئاسية، حيث سيكتب التاريخ بلا أدنى شك، أن دخول لبنان نادي البلدان النفطية، تم على عهد الرئيس العماد ميشال عون، بعد عقود طويلة من الأخبار المتداولة حول امتلاك لبنان ثروة نفطية، لم يجرؤ أحد على خوض غمار اكتشافها، واثر سنوات طويلة من التحضيرات القانونية والتقنية والتنفيذية، التي أطلقها وزير الطاقة والخارجية السابق جبران باسيل، والتي عُطِّلت على مدى سنوات لأسباب سياسية معروفة. وإنجاز الترسيم إذ تم، سيضاف بلا أدنى شك إلى لائحة طويلة من الإنجازات بعيدة المدى التي حققها عهد الرئيس عون، بدءاً بتحرير الجرود من الإرهاب، ومروراً بتصحيح التمثيل النيابي الميثاقي، مع تطبيق وإقرار حق المغتربين بالاقتراع، ووصولاً إلى كشف المنظومة المالية الفاسدة، التي انهارت وانتهت، ولا يبقى بالنسبة إليه إلا تعيين موعد الدفن.
الخانة الثانية، مقاومة اللبنانيين، شعباً وجيشاً ومقاومة، للاحتلال الإسرائيلي، وفق معادلة القوة التي يثبت يوماً بعد يوم، أنها الوحيدة قادرة على تأمين مصلحة لبنان، كما فعلت من خلال التحرير، ثم عبر مواجهة التكفير، كذلك من خلال دورها الحاسم في فرض شروط لبنان على العدو، وفق اعتراف مسؤوليه قبل سواهم، ومنهم اليوم رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، الذي هاجم رئيس الوزراء الحالي بقساوة، على خلفية ما اعتبره “تنازلات سيادية” قدمها الاخير للبنان.
أما الخانة الثالثة، فوطنية لبنانية، عبَّر عنها المشهد الوحدوي في التفاوض مع الجانب الأميركي، الذي كان يسمع موقفاً لبنانياً واحداً على طول الطريق، أقلَّه في الأشهر الأخيرة، وهو ما كان له الأثر الأكبر في الوصول بالملف إلى النقطة التي بلغها، في انتظار القرار النهائي.
لكن، وفي وقت يترقب الجميع ما ستؤول إليه الأمور على خط الترسيم، دخان أبيض من نوع آخر، لا يستبعد تصاعدُه في وقت قريب، ومن بعبدا ايضاً، انطلاقاً من معطيات حصلت عليها الأوتيفي تؤكد أن تشكيل الحكومة الجديدة موضوع على نار حامية جداً، وأن اللقاء الثلاثي الذي سيشهده قصر بعبدا غداً بين الرئيس عون ورئيسي المجلس النيابي وحكومة تصريف الأعمال، لن يكون بعيداً عن هذا الموضوع.

 


يبدو أنَّ نبرةَ الصوتِ كانت أشدَ فتكاً من الصواريخِ هذه المرة ، فالصهاينةُ الذين يقرأونَ أكثرَ من غيرِهم في كلامِ الامينِ العام لحزب الله السيد حسن لاحظوا تبدلاً لافتاً في لهجتِه. وبحَسَبِ أوساطٍ صهيونية ، فانَ كلَّ الاذانِ في اسرائيلَ كانت صاغيةً لسماعِ ما سيقولُهُ الامينُ العامّ لحزبِ الله في الاونةِ الاخيرةِ حيثُ تحدَّثَ باللهجةِ الحربيةِ ، لهجةٌ هي التي صَنعت المتغيراتِ على الارضِ والبحرِ على ما يبدو ، فقد أقرَّ مراقبونَ صهاينةٌ أنَّ مواقِفَ السيد نصرالله كانت العاملَ الحاسمَ في دفعِ الاميركيين والاسرائيليين نحوَ الاقرارِ بالحقوقِ اللبنانيةِ الكاملةِ في الترسيمِ البحري.
الترسيمُ الذي أشعلَ الجبهةَ الداخليةَ في كيانِ العدو ، رئيسُ الحكومةِ يائير لابيد وزعيمُ المعارضةِ بنيامين نتانياهو تراشقا الاتهاماتِ حولَ الاساءةِ لمصلحةِ اسرائيلَ الكبرى بحسَبِ تعبيرِهِما ، الا انهما اَقرّا من حيثُ لم يُريدا بأنَّ السيدَ نصرالله حققَ ما يريد. وفيما يُتوقعُ أن يزدادَ السجالُ في كيانِ الاحتلالِ في الايامِ القادمةِ في حالِ وافقَ المجلسُ الوزاريُ المصغرُ على الاتفاقِ يومَ الخميس ، يُسجَّلُ هدوءٌ ايجابيٌ على الجانبِ اللبناني، المعنيون يعكفون على ترجمةِ وقراءةِ مسوّدةِ الاتفاقِ حتى لا يقعَ لبنانُ في أيِّ أفخاخٍ منصوبة. اجتماعٌ تقنيٌ في القصرِ الجمهوري في بعبدا غداً يليهِ اجتماعٌ رئاسيٌ ثلاثيٌ على ما تقولُ المصادرُ لاتخاذِ موقفٍ وطنيٍ موحدٍ في ملفِ الترسيم، أما في ملفِ التأليفِ الحكومي ، فقد أكدَ نائبُ الامينِ العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنَ الحزبَ يبذلُ جهوداً حقيقيةً في الخفاءِ من أجلِ انجازِ هذا الاستحقاقِ في أسرعِ وقتٍ ممكن.
اما على الجبهاتِ الساخنةِ اقليمياً ودولياً، انتهاءٌ للهدنةِ في اليمن، والقيادةُ في صنعاءَ تؤكدُ على ضرورةِ تحسينِ شروطِها في حال ِتمديدِها بعدما تبينَ أن قوى العدوانِ السعودي الاميركي تستغلُها لتشديدِ الحصارِ على الشعب اليمني، وعلى الحدودِ الروسيةِ الاوكرانية، الحربُ مفتوحةٌ على كلِّ الاحتمالاتِ بعدما دخلَ الاوكران الى منطقةٍ يعتبرُها بوتين جزءاً من الاتحادِ الروسي.

 


يدرس الفريق التقني المكلف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل غدا في بعبدا، عرض الوسيط الاميركي الرسمي في موضوع ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، على ان يرفع ملاحظاته الى الرؤساء الثلاثة الذين سيجتمعون عند الثالثة من بعد الظهر للاضطلاع عليها.
حتى الساعة، يبدو ان الرؤساء الثلاثة لن يعطوا ردَ لبنانَ النهائي على العرض غدا، فبحسب معطيات الـLBCI ليس مستغربا وجودُ بعضِ الملاحظات عليه، ما يفترض اعادة التواصل مع آموس هوكستين لادخال تعديلات عليها، علما ان هذه الملاحظات وعلى الرغم من اهميتها فهي قد لا تشكل خطرا على الاتفاق برمته .
فبحسب معلومات الـLBCI، ان العرض اليوم، جاء بعد تأجيل لاسابيع، عمل خلالها الوسيط الاميركي ومستشار رئيس الجمهورية لملف الترسيم الياس بو صعب في شكل يومي، وصولا حتى الى لقائهما في نيويورك، على حل بند اساسي كاد ان يطيح بالعملية برمتها .
اما اليوم , وبحسب المعلومات المستقاة من كل الاطراف المحلية المعنية، فان العرض ضمِن حصول لبنان على كامل بلوكاته النفطية المرتبطة بالترسيم , وهي البلوكات 8 , 9 و10، والتي رُسمت جميعها وفق الخط 23، وبما يضمن حقوق لبنان وسيادَته على المنطقة الاقتصادية الخالصة، كما انه نال تعهدا بعودة شركة توتال الى التنقيب في البلوكات اللبنانية
الموقف اللبناني الذي سيعلن حسب المعنيين في حد اقصى نهاية الاسبوع الحالي، يقابله تشنج في الداخل الاسرائيلي، تجلى بتبادل الاتهامات بين رئيس الحكومة المؤقتة يائير لابيد، ورئيس الحكومة السابق بنيامين نتياهو .
لابيد اعتبر ان العرض امّن لبلاده مصالحها الاقتصادية، في حين ان نتيناهو اتهمه بالاستسلام لتهديدات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ليعود لابيد ويرد على نتنياهو متهما اياه بالاضرار بمصالح اسرائيل .
الاشتباك الداخلي الاسرائيلي يأتي قبل ايام من موعد الانتخابات التشريعية المبكرة في الاول من تشرين الثاني المقبل، واي تأخير في التوصل الى اتفاق، سواء من قبل لبنان او اسرائيل، قد يضع ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، بعد عام كامل من الوساطة الاميركية المكوكية، في دائرة الخطر، لا سيما في حال وصول نتنياهو مجددا الى الحكم، وهو طبعا ما لا تريده واشنطن، التي تعمل وعينُها على تعويض اوروبا عن الغاز الروسي، واحد التعويضات سيأتي حكما من الشرق الاوسط.