| ناديا الحلاق |
ما إن بدأ الحديث عن احتمالية توسع رقعة الحرب على لبنان، حتى شهدت الأسواق اللبنانية تهافتاً متزايداً على شراء الأدوية من الصيدليات لأن المواطنين متخوفين من الانزلاق للأسوأ، على الرغم من دعوات نقابة مستوردي الأدوية وأصحاب المستودعات المستمرة، لعدم تخزين الأدوية في المنازل، مؤكدين أن المخزون يكفي لأشهر، إلا أن اللبنانيين يعيشون حالة “تروما دوائية”، بسبب ما مروا به سابقاً، خصوصاً وأن البلد يعيش على وقع أزمة اقتصادية وسياسية أثرت بشكل مباشر على القطاع الدوائي، فلا عجب أن نرى تهافت اللبنانيين على تخزين أدويتهم حرصاً على سلامتهم بعد أن أثبتت التجارب السابقة أن الدولة والنظام الصحي في لبنان “فاقدين للثّقة”.
بدوره، جال فريق موقع “الجريدة”، على عدة صيدليات في عدة مناطق، للاطلاع ما اذا كان المرضى يعانون من انقطاع بعض الأدوية أو شحها بسبب زيادة الطلب عليها خوفاً من الحرب.
الخوف من تكرار سيناريو العام 2021 واحتكار بعض التجار والصيادلة للأدوية وحرمان المرضى من الحصول عليها لم يغب عن ذاكرة اللبنانيين، وهو ما أكدته سهى التي تعاني من مرض ضغط الدم والسكري.
وفي حديث لموقع “الجريدة”، قالت سهى: “كوني أعاني من أمراض مزمنة وبحاجة للدواء باستمرار قمت بتخزين أدويتي لأشهر، خصوصاً وأن الحرب قد تكون وشيكة والدولة طبعاً “آخر همها سلامتنا وصحتنا”، وقد أثبتت جدارتها بترك المواطن لمصيره في رحلة البحث عن الدواء وسمحت لتجار الأزمات بالمتاجرة بصحته”.
وئام أيضاً قام بتخزين أدويته فهو يحتاج شهرياً لدواء لمعدته وآخر للأعصاب، وتخوفه من فرض حصار على لبنان مستحضراً تجربة قطاع غزة ومنع دخول الادوية إلى المستهلك دفعه لتخزينالدواء”.
فهل عاد تخزين الأدوية في المنازل مجدداً؟
عضو مجلس نقابة الصيادلة في لبنان سهيل غريب أوضح لموقع “الجريدة” أنه “لم يسلم القطاع الدوائي في لبنان من الأزمات، ومنذ أزمة انقطاع الدواء الذي شهدها لبنان قبل سنوات واحتكار التجار وبعض الصيدليات للأدوية تخزينها، وتخزين المواطنين لأدويتهم مستمر، في ظل انعدام ثقتهم بالدولة والننظام الصحي والاستشفائي والدوائي في لبنان”.
وأشار إلى أن ” الظاهرة هذه ازدادت مؤخراً بسبب الحرب الدائرة جنوباً وخوفاً من انقطاع الدواء، ونلاحظ اليوم أن معظم الأدوية وخصوصاً أدوية الأمراض المزمنة مخزنة في المنازل لعدة أشهر وهو أمر طبيعي، ولا لوم على المريض لأن صحته وسلامته أولاً، ومن الضروري تأمين الدواء خصوصاً وأننا في وقت يتخوف فيه اللبناني من وقوع الحرب في أية لحظة”.
وأكد غريب أن هناك أدوية مقطوعة وأخرى شبه مقطوعة، إلا أننا بدأنا إيجادها في الأسواق تدريجياً، فالمصانع اللبنانية استطاعت تغطية هذه الفجوة وتأمين معظم الأدوية المقطوعة حتى أصبح الـ Brandمتوفر بشكل أكبر”.