/ سارة طهماز /
لا شك أن عودة الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، أموس هوكشتاين، بعد توقف المفاوضات منذ شهر شباط، هو إنجازٌ بحدّ ذاته، لا سيمّا مع اقتراب الباخرة “إنرجين باور” من الخط 29، واحتمال دخولها الجزء اللبناني من حقل كاريش، وهو وإن لم يكن قد حصل بعد، إلا أنه ليس مستبعداً مع عدم توقيع المرسوم 6433.
كما لا شك أن المفاوضات ستأخذ منحىً شائكاً، فالموقف اللبناني الموحّد سيكون له الأثر الكبير على مجريات التفاوض.
وحتّى اليوم هناك إجماع أن الخط 29 هو الخط التفاوضي، على الرغم من أن الكلام غير واضح، فهل نكون أمام الاختيار بين حقلي كاريش وقانا؟
المؤكد أن حقل كاريش يتضمّن 1.3 تريليون متر مكعب من الغاز، أما حقل قانا فلا شيء مؤكد حوله، على الرغم من الحديث عن أنه حقل واعد، وقد “يخبّئ” أكثر من ما يحويه حقل كاريش.
وبحسب ما يوضح الخبير النفطي، محمد موسى، فإن على لبنان أن يمضي بالمفاوضات سريعاً، “لأننا لا نعرف ماذا يجري تحت البحر جيولوجياً، وإذا ما كانت هذه الحقول متداخلة مع بعضها، وهذا ما يهدد بخسارة لبنان لهذه الثروة”.
وأكّد موسى أن “على الحكومة اللبنانية حماية البلوكات 8 و9، كما جاء في خط هوكشتاين ناهيك عن خط هوف المرفوض جملة وتفصيلاً، وفي هذا السياق لابد من موقف لبناني موحّد، وعلى الأميركي أن يتفهّم أن هذه الورقة هي ورقة لبنان الأخيرة”.
وما يجب أن نقف عنده هو كلام قائد الجيش جوزيف عون، في الكلية الحربية، حيث قال بوضوح أن “قيادة الجيش فعلت ما عليها، وحددت ورسمت الخطوط مع الوفد المفاوض، وتنتظر ما تتوافق عليه السلطة السياسية وعلى الجميع أن يكون خلف الوفد المفاوض”.
ومن الواضح أن هناك تنسيقاً كاملاً وشاملاً بين الرؤساء الثلاثة، وبالتالي فإن موقف لبنان الموحّد يعزّز اَلية التفاوض، فجدّية التفاوض تعتمد على الجانب الإسرائيلي بقبول خط التفاوض، وليس “قضم” ما أمكن من المساحات البحرية.
وعليه، فإن على الجانب الإسرائيلي أن يغيّر من سياسة القضم لتنجح المفاوضات، لأنها لن تتماشى مع معادلة “الجيش والشعب والمقاومة”، أما بحال تنازل الطرفين، فقد يكون ثمة حل قريب.
وفي هذا السياق، ذكر ثلاثة مسؤولين لبنانيين، في حديثٍ لـوكالة “رويترز”، أن لبنان يستعد لتقديم حل وسط لهوكشتاين.
ولفتت المصادر إلى أن الرئيس ميشال عون، التقى هوكشتاين صباح الثلاثاء، واقترح “الخط 23 بالإضافة إلى المزيد قليلاً”.
وكشف أحد المسؤولين، أن موقف عون هو “المطالبة بالخط 23 بالإضافة إلى 300 كيلومتر مربع التي تشمل حقل قانا، لكن ليس كاريش”.
كما كشف اثنان من المسؤولين، أن عون طالب باستئناف المحادثات غير المباشرة في أسرع وقت ممكن، كما طالب بإيقاف “إسرائيل” لجميع الأعمال في كاريش، لحين انتهاء المفاوضات.
ماذا سيتضمن الجواب الإسرائيلي؟
إلى حين الوصول إلى تسوية، يرقد لبنان على صفيح ساخن.. بانتظار ما ستؤول إليه الأمور.