مع الانتقال في لبنان من التوقيت الشتوي، الذي يفترض أنه التوقيت الصحيح، إلى التوقيت الصيفي الذي يضيف ساعة إلى التوقيت الشتوي، يبدو أنه غير مناسب صحياً للإنسان.
تنتقل دول الاتحاد الأوروبي إلى التوقيت الشتوي في يوم الأحد الأخير من تشرين الأول/أكتوبر، وتعود إلى التوقيت الصيفي في آخر يوم الأحد من شهر آذار/مارس.
وتتشارك الولايات المتحدة موعد تغيير التوقيت مع كندا (باستثناء بعض المناطق) والمدن الحدودية الشمالية للمكسيك،
وفي أستراليا يبدأ العمل بنظام التوقيت الشتوي يوم الأحد الأول في تشرين الأول/أكتوبرحتى الأحد الأول من نيسان/أبريل، باستثناء ولايتي أستراليا الغربية والمقاطعات الشمالية.
أول من طرح فكرة تغيير التوقيت الشتوي والصيفي ، هو الرئيس الأميركي بنجامين فرانكلين، في عام 1784.
لكن لم تترجم الفكرة إلا في بداية القرن العشرين، حيث طرحها من جديد عامل بريطاني يدعى وليام ويلت، بذَلَ جهودا في ترويجها. وقد انتهت جهوده بمشروع قانون ناقشه البرلمان البريطاني في عام 1909 ورفضه.
تحقَّقت فكرة تغيير التوقيت بين الشتوي والصيفي لأول مرة أثناء الحرب العالمية الأولى، حيث أجبرت الظّروف البلدان المتقاتلة على وجود وسائل جديدة للحفاظ على الطاقة، فكانت ألمانيا أول بلد أعلنت التوقيت الصيفي، وتبعتها بريطانيا بعد فترة قصيرة.
ولم يطُل الوقت كثيراً حتى تبعتهما الدول الأوروبية الأخرى خلال أزمة النفط في السبعينيات من القرن الماضي في محاولة لتوفير الطاقة. ومنذ 1996، أصبحت كل دول الاتحاد الأوروبي تغير توقيتها بين الشتاء والصيف بشكل متزامن.
الولايات المتحدة تبعت الاوروبيين في تغيير التوقيت في العام 1918.
ولكن بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، ألغت الولايات المتحدة تطبيق هذا التعديل، حتى 9 شباط/فبراير 1948، بقرار من الرئيس فرانكلين روزفلت مع اندلاع الحرب العالمية الثانية مسمياً القرار بـ”وقت الحرب”.
الهدف من تغيير التوقيت، هو الاستفادة اقصى ما يمكن من ساعات النهار خلال فصلي الصيف والشتاء، بالإضافة إلى توفير وترشيد الطاقة.
لكن يبدو أن الانتقال الموسمي إلى التوقيت الصيفي يؤدي إلى أضرار على صحة الإنسان أكثر من المنافع، بحسب ما نقله تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” عن مجموعة من العلماء المتخصصين بأمراض النوم.
ولسنوات كان الباحثون يتحسرون على التغيير نصف السنوي للساعات، قائلين إن تغيير ساعة واحدة فقط مرتبط بعدد كبير من الآثار الصحية السلبية، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بنوبة قلبية وسكتة دماغية.
ولكن عندما أقر مجلس الشيوخ الأميركي مؤخرا مشروع قانون لجعل التوقيت الصيفي دائما، زاد القلق لدى خبراء النوم، إذ يعتبرون أن المشرعين اختاروا الوقت الخاطئ.
بدوره، أوضح محمد عديل ريشي، أخصائي أمراض الرئة وطبيب النوم في جامعة إنديانا، أنه “عندما تتقدم الساعات إلى الأمام، لا تتغير ساعاتنا الداخلية ولكنها مجبرة على اتباع ساعة المجتمع بدل من الشمس، ما يشبه إلى حد كبير إرهاق السفر الاجتماعي الدائم”.
ويلاحظ المعترضون أن إحدى المشاكل الكبيرة مع التوقيت الصيفي الدائم هي أنه في الشتاء ستشرق الشمس لاحقًا وسيذهب العديد من تلاميذ المدارس إلى المدرسة في الظلام.
وأشار ريتشي إلى أن “كثرة الإضاءة في المساء مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم”.
وأظهرت بيانات من دراسات أخرى تأثيرا سلبيا للضوء الليلي على الصحة، حيث نشر مختبر الدكتور ريتشي دراسة تشير إلى أن الأشخاص الأصحاء الذين ينامون بإضاءة معتدلة طوال الليل أظهروا زيادة في معدل ضربات القلب أثناء الليل وزيادة مقاومة الأنسولين في اليوم التالي مقارنة بالأشخاص الذين ينامون في غرفة خالية من الضوء.