عصابة “تيك توك” لاغــ.ـتصــ.ـاب الأطفال.. الأهل “متورطون” أيضاً؟!

| ناديا الحلاق |

في حدث صادم تصدّر “السوشيال ميديا”، وربما كان متوقعاً في عالم افتراضي ودهاليز مواقع “الخراب الاجتماعي”، تم إلقاء القبض على عصابة تروّج المخدرات وتستغّل الأطفال في لبنان، بطلها “تيكتوكر” شهير، بعد أن تقدّم 8 أطفال بشكاوى قضائية مع أهاليهم، من أصل 30 طفلا تعرضوا للاغتصاب. ما طرح موجة ردود الأفعال فتحت باب المطالبة بحجب التطبيق ومنعه في لبنان، على غرار دول أخرى.

ويستدرج المتهمون، الأطفال لاغتصابهم وإجبارهم على تعاطي المخدرات، ومن بين المتهمين أحد المشاهير على منصة “تيك توك” في لبنان، بعدما فضحه مؤثر شهير آخر كان قد أوقف قبله بساعات.

ويقوم الـ”تيك توكر” باستدراج الأطفال عبر تطبيق “تيك توك”، مستغلاً شهرته، بحجة تنفيذ فيديوهات لعرضها على مواقع التواصل الاجتماعي، ثم يدعو الأطفال بعدها للاحتفال بإحدى الحفلات ليتم بعدها تنفيذ الاعتداء.

وهذه العصابة المنظمة تتألف من 30 شخصًا تمتهن تجارة الممنوعات واغتصاب الأطفال، بينها 10 أشخاص يختارون لرئيس العصابة الأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وقسم آخر يحدد مكان الجريمة من خلال حجز الشاليهات في جبل لبنان وبيروت. أما القسم الثالث فمهمّته تنفيذ الاعتداءات. وهنا لا بد من طرح السؤال الأهم في القضية، أين الأهل؟ وكيف يسمحون لأطفالهم القصّر الذهاب إلى أماكن مشبوهة؟ وهل يجرّم القانون الآباء على قبولهم عرض الـ”تيك توكر” الشهير واستضافته لأطفالهم في الفنادق والشاليهات بحجة تصويرهم؟

تفيد معلومات موقع “الجريدة” أن “التيك توكر” كان يقنع الأهل بأن هذه الفيديوهات ستكتسبهم عوائد مالية بعد وصولها إلى ملايين المستخدمين حول العالم، كما ستكسب أطفالهم شهرة كبيرة.

ما يعني أن هذه الجريمة المنظمة وأبطالها ليس العصابة فحسب، بل للأهل دور أساسي أيضاً، بعد أن استغلوا براءة أطفالهم للربح من تطبيق “تيك توك”، وربما بهدف الحصول على نسب مشاهدات كبيرة، وبالتالي تحصيل مقابل مادي ضخم من هذه المشاهدات على حساب أطفالهم، الأمر الذي يطرح مشاكل حقوقية وأخلاقية وقانونية.

بدورها تشدد المحامية مايا جعارة على أنه “يجب على الأهل، وفي ظل هيمنة عالم التكنولوجيا عامة، ومواقع التواصل الاجتماعي خاصة على عقول الأطفال، أن يكثفوا النصائح والإرشادات، ومتابعة أولادهم بشكل جدي، كمراقبة هواتفهم بانتظام، و تحديد ساعات اللهو على الهاتف. كذلك على وزارة التربية التدخل، حيث أن التطبيقات الإلكترونية، تيكت توك وإنستغرام وغيرها، لديها تأثير مباشر على الصحة النفسية والجسدية للولد، وهذه التأثيرات يطول شرحها”.

وبما أن القوانين والضوابط الصارمة لحماية الأطفال من الاستغلال عبر مواقع التواصل الاجتماعي يجب أن تكون من مسؤولية الحكومات ومؤسساتها بالدرجة الأولى، تؤكد جعارة على: “ضرورة إصدار تعاميم تمنع الهواتف لما دون الـ 13 سنة، وتمنع استعمال هذه التطبيقات لما دون الـ18 سنة، لتفادي إستغلال الأطفال كما حصل، ولبناء مجتمع فعّال، وللمحافظة على القيم والصحة والروابط الأسرية التي هي أساس لمجتمعات أفضل”.

* الآراء الواردة في المقالات تعبّر عن رأي كاتبها ولا يتحمّل موقع “الجريدة” أي مسؤولية عن مضمونها *