أكد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، أمام زواره، أن “الوضع في لبنان دقيق وصعب للغاية، وعلينا التحلي بالحكمة ومعالجة الأمور بالتعاون والتشاور ووحدة الصف ولم الشمل، في ظل الظروف المصيرية التي يمر بها البلد، خصوصا واننا أمام استحقاق انتخابي نيابي يتطلب الكثير من الوعي والتبصر والعمل على إنجازه لإنجاحه لتحقيق ما يريده الناس بكل حضارة ورقي واتزان”.
واعلن أن “دار الفتوى كانت وستبقى قائمة بدورها الديني والوطني التوحيدي الذي يحفظ كيان لبنان وحقوق أبنائه وهي مع مطالب الشعب ضمن الأطر والقوانين المرعية الإجراء التي تحفظ البلد من التراجع والانهيار”.
كما استقبل دريان في دار الفتوى، رئيس المكتب السياسي في الجماعة الإسلامية عماد الحوت يرافقه عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى محمد خير، وتم تداول الشؤون السياسية والاقتصادية والمعيشية وما يجري على الساحة اللبنانية.
والتقى دريان الوزير السابق طلال المرعبي، الذي بدوره قال بعد اللقاء: “أريد أن أذكر الجميع بأن من هذا الصرح بالذات كان اللقاء الإسلامي في الثمانينات، حيث كان يعقد اجتماعات دورية ويعمل، وكنت من أعضائه، وكنا نعمل على معالجة مشاكل الناس وإنهاء حكم الميليشيات وقتها، وتثبيت دعائم الشرعية والدولة اللبنانية”.
واعتبر أن “دار الفتوى هو الصرح الوطني والديني الصحيح لمواكبة الأحداث ولتصحيح الأمور والخلل أينما كان وأينما وجد”، مضيفا “نحن أقوياء بإيماننا وبثوابتنا الوطنية وبعمقنا العربي، ولا يقول أحد أننا ضعفاء إطلاقا، لذلك نحن نعتبر أن دريان هو ضمانة وطنية بما عنده من حكمة وشجاعة وإيمان بوحدة هذا الوطن وبمكوناته جميعا”.
وتابع: “لا شك أننا تباحثنا معه بالحدث المهم الأخير الذي أملى على الرئيس السابق سعد الحريري أن يعتكف وتيار المستقبل عن هذه الانتخابات، وهذا كان له تداعيات سيئة على الساحة ليس فقط السنية أو الإسلامية، إنما أيضا على الساحة الوطنية”، مؤكدا أننا “صامدون وباقون، ولن نسمح لأحد بأن يأخذ، لا من صلاحياتنا ولا من دورنا في وطنيتنا، لأننا نحن أحرص الناس على هذا الوطن، وقد أثبتنا ذلك طيلة سنوات عديدة ابتداء من الأحداث اللبنانية وحتى الآن”.
وأضاف: “نحن على أبواب انتخابات نيابية مفصلية أساسية يعتمد عليها الجميع، المجتمع اللبناني والعربي والدولي، لإحداث تغيير جذري في السياسة اللبنانية. فإذا لم تكن هذه الانتخابات على المستوى المطلوب فنحن نقول أن الشعب يجب أن يتحمل المسؤولية، وبالتالي هناك بعض المزيد من الوقت للتدارس والتعاون وإيجاد السبل الصحيحة لخوض هذه الانتخابات بشكل صحيح يريح الوطن وينهي المأساة، لأن لبنان يمر بأزمة كبيرة ومأساة غير مسبوقة”.
وشدد على أن “هذا المجلس وما ينتج عنه في المستقبل أن يضع الحلول الانقاذية، لأننا أصبحنا في نهاية ولاية المجلس الحالي والحكومة أصبحت على مشارف الانتخابات، ستتغير بعد هذه الانتخابات، فأي أحداث تغييرية ستقع بعدها، لذلك يجب أن نكون حذرين ويقظين وأن نعي هذه المسؤولية الكبيرة على عاتقنا”.
كما التقى المفتي دريان عددا من الشخصيات والفاعليات من مختلف المناطق اللبنانية، وتلقى اتصالا من قائد الجيش جوزيف عون.