هل انتهت أزمة الخبز بعد رفع السعر؟

/ زهراء شرف الدين /

“نعيش على الخبز والزيتون”.. مثل يضرب كثيراً عند الحديث عن الضعف المادي، فالعائلات الفقيرة تردّده لتخبئ فقرها وتبقى “مستورة” دون الحاجة لطلب المساعدة، والعشاق يستعملونه للتعبير عن حبهم القوي في وجه المال.

مع ارتفاع سعر الدولار ورفع الدعم “التخديري”، برزت أزمة الخبز، بسبب كمية الطحين التي تسلّمها المطاحن إلى الأفران غير القادرة على تأمين مردود كافٍ، بينما يتحمّل المواطن عبء السياسات الفاشلة، ولم يعد باستطاعته تأمين حاجاته الأساسية، وفي مقدّمها رغيف الخبز الذي يرتفع سعره بين يوم وآخر.

ولتوزيع الأزمة بين الأفران والمواطن، عمد وزير الاقتصاد أمين سلام إلى “إيجاد حل” بتسعيرة يعتبرها “عادلة ومنصفة” لأصحاب الأفران كي يعودوا إلى عملهم، وأيضاً “مع الحرص على لقمة عيش الفقير” بحسب قوله، فحدد سعر ربطة الخبز الأبيض 345 غراما بـ6.000 ليرة، و835 غراما بـ 10.000 ليرة، و1.050 غراما بـ 12000 ليرة.

وهكذا كرّس سلام جهده لرفع سعر الخبز، بـ”إنجاز” وزاري ضحيته “الفقير”.

ومع رفع التسعيرة، ربما ربح أصحاب الأفران، أو ربما أنصفهم الوزير، ولكن المواطن هو الخاسر الأكبر.

بعد هذا الإجراء، السيولة ستؤمن بشكل أكبر مع المنتجين ليتمكنوا من شراء المواد التي يحتاجونها لصنع الخبز، خصوصاً أن 75% من المواد الأساسية بالدولار، إضافة إلى رفع سعر الطحين إلى 700 ألف ليرة للطن الواحد، وهذا ما أكده نقيب الأفران والمخابز في لبنان علي إبراهيم، حيث لفت في تصريح لموقع “الجريدة” إلى أن الأزمة “ستحل تدريجياً، فلا خوف من تقنين أو انقطاع”.

وأشار إبراهيم إلى أن “المطاحن ستبدأ اعتباراً من يوم غد الخميس بالتسليم بشكل طبيعي”، داعياً المواطن إلى “الاطمئنان، والابتعاد عن التخزين”، موضحاً أن “الإسراع إلى الأفران وشراء الخبز خوفاً من فقدانه، يؤجج الأزمة”.

واوضح ابراهيم أن “مخزون الطحين يكفي لمدة شهر ونيّف تقريباً، والبواخر أصبحت في البحر، لأن التأخير كان من مصرف لبنان لأنه لم يوقّع الاعتمادات لصرفها لأصحاب المطاحن”.

مشهد الخبز لا يختلف عن مشهد المحروقات، الذي رُفع عنه الدعم تدريجياً لتجنّب أي ردة فعل الناس، وعلى ما يبدو ان الطحين يسير على الطريق نفسه.

للأسف، أزمات لبنان لا تعد ولا تحصى، من الدولار إلى الدواء إلى البنزين إلى… ربطة الخبز، وكأنه اتفاق على إذلال الشعب بأبسط حاجياته، وهي لقمة الخبز التي يسند الفقير بها جوعه.. ولكن عن أي فقير نتحدث، فحتى ربطة الخبز أصبحت صعبة المنال يوميا في ظل سلطة “السفارات” تحميها السفارات!