“صنارة” باسيل.. و”السمكة” الأكبر من “بحيرة” العهد المقبل!

/ مرسال الترس /

من الطبيعي جداً ان تشهد الساحة اللبنانية، المتأثرة جداً أصلاً بالعوامل الإقليمية والدولية، اهتماماً خاصاً بالاستحقاق الرئاسي الذي تبدأ مفاعيله العملية في ساحة النجمة بعد شهر ونصف فقط. فأي مؤشر في هذا الاتجاه أو ذاك، يترك بصماته في حركة التواصل السياسي، وأي تعبير يُطلق قد يصبح عنواناً لمعركة ذات ترددات متعددة!

عبارة “الأصيل”، التي وصّف فيها رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، غداة انتهاء الانتخابات النيابية، وفي صلب الاحتفال بالنصر، تركت تأثيراتها في أجواء معراب العميقة ولا تزال، بالرغم من أن باسيل لم يتبعها بأية خطوة عملية، كالمشاركة مثلاً في الذكرى الرابعة والأربعين لمجزرة إهدن، كما كان البعض يترقب!

إلاّ أن زيارة عضو “التكتل النيابي المستقل” النائب فريد هيكل الخازن إلى اللقلوق ولقائه باسيل مؤخراً، قد فعلت فعلها ايضاً، وذهبت بالكثيرين أبعد في التحليلات إلى الدخول في صلب المواضيع التي تم التطرق إليها:

صحيح أن اللقاء قد طغت عليه أجواء العتب من جهة باسيل لجهة أن فرنجية لم ينتخب العماد ميشال عون في العام 2016، ولكن إصرار الخازن على وجوب وضع غسيل القلوب جانباً، وضرورة التلاحم لأنه “بات على الكتف حمّال” في ضوء التركيبة الجديدة للمجلس النيابي.

كان تركيز الخازن على وجوب سعي أفرقاء “الصف الواحد” دعم بعضهم البعض، حتى لا يتسلل الى قصر بعبدا رئيس “neutre” تخطط له قوى إقليمية ودولية، وهي تدرك جيداً أن هذا الذي لا لون له سيصبح مكّوناً أساسياً في حصتها عند أول منعطف، ولعل تجربة الرئيس ميشال سليمان أكبر دليل على ذلك.

وعليه، هل يمكن أن يكون باسيل قد رمى “صنارته” ليصطاد “السمكة” الأكبر من “بحيرة” العهد المقبل؟

صحيح أن فرنجية يتكئ على دعم وازن من الطوائف الشيعية والسنية والدرزية في مجلس النواب، ولكن الطبخة الرئاسية في لبنان تحتاج دائماً إلى الملح الماروني لتكتمل نكهة وفصولاً.

وصحيح أيضاً وأيضاً ان فرنجية، المنفتح على شرائح واسعة من الأفرقاء محلياً وإقليمياً ودولياً، قادر، وبقوة، على التعاطي مع موضوع سلاح “حزب الله”، الذي لم يعد نزعه شرطاً بالنسبة للغرب الذي يدرك جيداً أن أي تفكير بطرح نزع السلاح يجب أن تواكبه طروحات تتعلّق بالتعديلات الدستورية الجوهرية. والغرب، ووفق الستاتيكو الإقليمي ـ الدولي، غير مستعد لذلك اليوم، لأن ما هو قائم في هذا النظام يقدّم له ما يصبو إليه و”حبّة مسك”، وليس في حساباته إدخال أي تعديلات لا يعرف الى أين قد توصل.

هل سيعمل أهل بيت “8 آذار” على ابتداع الحلول والمخارج، بدل أن يستفيقوا، من الآن وحتى عشية رأس السنة الجديدة، على شخصية قادرة في كل الظروف على تنكيد العيش، وربما أكثر من ذلك!