مفاوضات واشنطن- طهران “مصيرية”.. وتخوف من العامل الإسرائيليّ!

إذا كانت الجولة الأولى من المفاوضات الأميركية الإيرانية في مسقط، قد أشاعت ما وصفت بإيجابيات أولية، إلّا أنّ ذلك كما يقول مسؤول لبناني كبير لـ«الجمهورية» لا يعني النوم على حرير الجولة الأولى».

وأضاف: «الأمر الإيجابي الذي نلمسه هو أنّ الطرفَين عبّرا عن جدية في المفاوضات ورغبة في الوصول إلى اتفاقات وتفاهمات عاجلة، وهذا ما يؤشر إليه اتفاقهما على سريّة المحادثالت بينهما، ولكن في هذا النوع من المفاوضات بين طرفَين مَحكومَين بعقود من العداء والملفات الصعبة والمعقدة، تبقى كل الاحتمالات واردة، وليس ما يَضمَن أن تدخل الشياطين في تفاصيل المحادثات ما سيُعيد الأمور إلى الوراء، بل إلى مجهول لا أحد يعرف معالمه».

وتابع المسؤول: «هذه المفاوضات مصيرية بلا أدنى شك، وكلّ العالم يعوّل على أن تُفضي إلى اتفاقية تاريخية بين واشنطن وطهران، فعلى نجاحها يتوقف أمان منطقة الشرق الأوسط برمّتها والاستقرار الإقليمي والدولي في آنٍ معها، وأمّا فشلها فسيعني حتماً الحرب واشتعال المنطقة، وأخشى ألّا يكون لبنان بمنأى عن هذا الاشتعال».

إلّا أنّ المسؤول عينه استدرك قائلاً: «البارومتر الحقيقي لمسار المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران هو إسرائيل، فإعلامها يعكس رفض المستوى السياسي فيها لهذه المفاوضات وقلقها من نتائجها، وهذا برأيي علامة لصالح المفاوضات، فكلما كانت إسرائيل مرتابة من المفاوضات وزاد قلقها منها، فإنّ ذلك يجعلني أميل إلى التفاؤل أكثر بأنّ المفاوضات سائرة نحو الإتفاق والتفاهم».

وعلمت صحيفة «الجمهورية» من مصادر موثوقة «أنّ ملف المفاوضات بين واشنطن وطهران كان محلّ بحث صريح بين مسؤول لبناني كبير ومسؤول أممي». واللافت خلال مداولاتهما أنّ الأول أبدى تخوّفاً من العامل الإسرائيلي، لافتاً إلى أنّه لا يخرج من حسبانه أن تحاول إسرائيل المشاغبة على هذه المفاوضات، إلّا أنّ تقييم المسؤول الأممي عكس تفاؤلاً ملحوظاً بقوله ما مفاده: «الطرفان الوصول إلى صفقة، وأمّا ما هو مدى وحجم هذه الصفقة فهذا الأمر ستحدده النتائج. وفي اعتقادي أنّ هذه المفاوضات عقدت لتنجح لا لتفشل، خصوصاً وأنّ واشنطن وطهران انطلقا من قاعدة مشتركة هي التنازلات».

أمّا عن “إسرائيل”، فتنسب المصادر الموثوقة، قراءة تبدو مفاجئة في مضمونها، ومفادها أنّ «إسرائيل لا تنفي رغبتها الجارفة بضرب إيران وإنهاء ملفها النووي، وبديهي هنا افتراض أنّ مفاوضات واشنطن مع طهران لا ترى فيها مصلحة لها، بل إحباطاً لهدفها الذي لا تُخفيه بتدمير إيران والحدّ من نفوذها وكسر أذرعتها بصورة نهائية من اليمن إلى العراق وصولاً إلى لبنان، ولكن، هنا لا أريد أن أقول إنّ الرئيس دونالد ترامب لا يُريد الحرب، على رغم من أنّ هناك دلائل كثيرة على ذلك، ولكن أقول إنّ هناك مصلحة أميركية في هذه المفاوضات، والمصلحة الأميركية تفوق كل الاعتبارات والتحالفات الإقليمية وغير الإقليمية، وتبعاً لذلك فإنّ إسرائيل لا تستطيع أن تُخرّب المفاوضات حتى ولو كانت راغبة في ذلك».

error: Content is protected !!