| رندلى جبور |
تريد الولايات المتحدة نظاماً بديلاً عن “سايكس بيكو” في منطقتنا، يدوم مئة عام. وهذا النظام يؤمّن أمن “إسرائيل”، ويحقق مشروع “إسرائيل الكبرى”.
الفكرة ليست بجديدة، ولكنها مرّة جديدة توضع على نار حامية، عابرةً على جناحَي دونالد ترامب، والتغييرات الحاصلة.
وما يحصل في لبنان ليس بعيداً عن هذا الجوّ: “إعادة صياغة ما يلائم العدو الاسرائيلي” ضمن المشروع الكبير، وهنا نذكر أربعة أهداف أميركية ـ إسرائيلية للوصول إلى الإستراتيجية الكبرى:
الأول: إزالة التهديد العسكري الاستراتيجي الذي يمثله “حزب الله”.
الثاني: إعداد لبنان ليكون مركزاً مالياً رئيسياً إلى جانب مركز مالي في تل أبيب، ليحتضن كل مردود النفط والغاز والموارد.
الثالث: التسويق التدريجي للتطبيع والسلام مع العدو.
الرابع: تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء حق العودة.
أما المسارات الأميركية لتحقيق هذه الأهداف فهي التالية:
أولاً: الضغط الكبير على “حزب الله” بالعسكر والاغتيالات والسياسة والإعلام.
ثانياً: السيطرة على المفاصل السياسية، ويعتبر الغرب أن الانتخابات النيابية (بعد الرئاسة والحكومة) هي محطة مفصلية، وقد خُصصت لها إدارة متكاملة بدأت بالعمل جدياً.
ثالثاً: الإمساك بإدارة الدولة، وليست مسألة التعيينات إلا جزءاً من هذا المخطط.
رابعاً: الاستدراج السياسي نحو التطبيع.
خامساً: التأثير على بيئة المقاومة لفكّها عن المقاومة، ومن ملامح هذا المسار الضغط في إعادة الاعمار.
سادساً: السيطرة على الحدود والمنافذ الحدودية على أشكالها
سابعاً: العمل على إلغاء المخيمات الفلسطينية ككيانات، لتوطين الفلسطينيين في المجتمع وليس حرصاً على لبنان.
وفي هذا المشروع هناك شركاء خارجيون وداخليون، يَستخدمون كل الأدوات الممكنة للوصول إلى الأهداف المنشودة: من العسكر إلى الإعلام الموجّه والمدفوع والحروب النفسية. ومن الإغتيالات إلى شراء الذمم واستخدام كيانات ومجموعات ضمن توجيه واضح. ومن العقوبات إلى الابتزاز السياسي والدعم المشروط والضغوط.
وما يجري في لبنان هو جزء من كل. وقيسوا على ذلك في سوريا وفلسطين والعراق والأردن ومصر وغيرها من الدول.
المشروع واضح، والتفكير الاستراتيجي لمواجهته مطلوب، من ضمن أهداف ومسارات وأدوات وشركاء، هي أيضاً.