| كريستين بو ضرغم |
خابت آمال الجمهور العربي بعد مشاهدته الحلقة الأخيرة من مسلسل “بالدم”، معتبرين أن النهاية كانت سقطة فنية في مسيرة الكاتبة نادين جابر، والمخرج فيليب أسمر.
نبذة عن المسلسل
بعد مرور خمسة وأربعين عامًا، تكتشف غالية عن عائلتها وميلادها سرًا خطيرًا، الأمر الذي يدفعها إلى البحث حول الحقيقة الغامضة بشأن هويتها الفعلية،كما يسلط المسلسل الضوء على قصص واقعية تحمل بطياتها صراعات ومفاجآت تعكس جميع تفاصيل الواقع اللبناني، لذا يتوقع أن يثير العمل جدلاً واسعًا نتيجة تفاعله المباشر مع قضايا إنسانية واجتماعية تمس الجمهور، بجانب اعتماد المسلسل على أحداث فعلية، مع طرحه تساؤلات عن التحديات والتغيرات الاجتماعية التي يواجهها الأشخاص بظل التقاليد والعادات المتجددة.
شارك بالبطولة:
ماغي بو غصن
باسم مغنية
بديع أبو شقرا
جيسي عبدو
سينتيا كرم
رولا بقسماتي
كارول عبود
وسام فارس
سينتيا كرم “بطلة المسلسل”؟
في الحلقات الأولى من مسلسل “بالدم” كانت الأصداء الإيجابية تحاوط العمل قلباً وقالباً، من حوار متمكن وقصة مشوقة.
لكن الصدمة الأساسية كانت بتقديم ممثلي الصف الثاني أدوارهم بإحترافية فاقت ممثلي الصف الأول.
أجمع المتابعون على حبهم لقصة “آدم وحنين” (سعيد سرحان- ماريلين نعمان) ، و”عدلة وغدي” (سينتيا كرم- وإبنها)، وعاشوا آلامهم، وتأثروا مع حزنهم وفرحهم، بعيداً عن قصص الأبطال الأساسية ما دل وأكد ضعف الصف الأول في التمثيل في الآونة الأخيرة.
وسينتيا كرم التي أبدعت في المسلسل وصنعت شخصيتها بإتقان فني عالي بعيداً عن التركيز على المظهر، أكدت أن مهنة التمثيل تحمل رسالة سامية، وعلى الممثل نقلها بشفافية.
وعلى ما يبدو التفاعل الإيجابي الذي تلقته “عدلة” رغم بساطة مظهرها، وحواراتها القليلة لامست قلوب الجمهور العربي وكسبت تعاطفه.
هل فعلاً يفتقد الممثل اللبناني اليوم لحس العفوية والإبداع في تقديم رسالته؟
سأل الجمهور لدى رؤيتهم سينتيا كرم عن سبب غيابها، “أين كانت تختبئ كرم”، الجواب هو أنها كانت حاضرة على خشبة المسرح، تبدع بأدوارها المباشرة وتتفاعل مع الجمهور، لكن شركات الإنتاج لم تطلبها سابقاً، على الرغم من إمكانياتها العالية في تقديم رسالتها الفنية لتبرز في العالم التلفزيوني.
واليوم بعد أن خطت أولى خطواتها، هل ستكمل الطريق إلى جانب “إيغل فيلمز” في المسلسلات المرتقبة؟
https://twitter.com/Shams419169/status/1904687629506855224?t=MWYbS-fmxjiPmsf-WtN3WA&s=19
يذكر أن الشوشرة التي لفتت الأنظار للمسلسل، بين كل من الشركة المنتجة وغريتا الزغبي التي اتهمت نادين جابر وجمال سنان بسرقة قصتها، كانت إعلان ترويجي ناجح للعمل، وساهمت في حصاده المرتبة الأولى على منصة “شاهد” في لبنان.
أما ماريلين نعمان وسعيد سرحان إستطاعا التأثير على الجمهور وكسب حبه لهذه الثنائية التي قدمت صورة عن الحب السلس في المسلسلات، دون أي مجهود يذكر، أو حتى إبتذال في تقديم الشخصيات.
قضايا “بالدم”
اعتبر كثيرون أن الحوار والسيناريو ضاع من يدي الكاتبة، وتاهت القصة الرئيسية بين مجموع القضايا التي طرحتها في المسلسل.
بين قضية التجارة بالأطفال من خلال قصة غالية “ماغي بوغصن”، والفقر في قصة “إكرام وعائلتها”، والزواج المدني في لبنان بين حنين وآدم “سعيد سرحان وماريلين نعمان”، وغيرها الكثير من القضايا الإجتماعية التي كان من الممكن طرحها بسلاسة وحوار أقرب إلى الجمهور اللبناني.
وصلت نادين جابر إلى الحلقة الأخيرة، لتترك الكثير من التساؤلات عن مصير كثيرين من دون أجوبة واضحة للجمهور الذي تابع الـحلقات ال29 بتشوق عالي، فكانت النهاية صادمة ومخيبة لتحليلاتهم وطروحاتهم.
على سبيل المثال اعتبر البعض أن موت غالية لا داعي له في السياق الدرامي ولم يخدم الحبكة بشيء، وضعف تقديم القضية في المشاهد الأخيرة سخف “بيع الأطفال” بنظر المتابع.
إنتقادات الجمهور








هل اعتبرت نادين جابر نجاح مسلسلاتها في الأعوام الماضية إلى جانب فيليب أسمر من المسلمات؟
بعد نجاح مسلسل “للموت” بأجزاءه الـ3 ورد فعل المتابعين العرب واللبنانيين بشكل خاص، إستمرت ثنائية جابر و”إيغل فيلمز” في رمضان الماضي، ولاقى مسلسل “ع أمل” إعجاب الكثيرين بقضيته الحساسة.
وبموت شخصية سيرينا الشامي فجرت نادين جابر في العام الماضي مفاجأة الموسم، وفي المسلسل الحالي نجحت أيضاً بكسب الرهان بوفاة عدلة “سينتيا كرم”، وتأثر الجمهور بقصتها.
وعودت جابر جمهورها على النهايات غير المتوقعة، هذا ما حملها اليوم مسؤولية تقديم ما هو جديد، على جميع الأصعدة من حوار ناجح بين الشخصيات، وحبكة قوية، ونهاية صادمة.
لكن الصدمة كانت بمطالبة جمهورها مقاطعة أعمالها القادمة، لأنها ومن وجهة نظرهم أخفقت هذه المرة، وفشلت في إنهاء القصة التي بدأتها.
فما هو مصير المسلسل الرمضاني المقبل من كتابة جابر؟ وهل إعتبرت شركة “إيغل فيلمز” هذه التعليقات السلبية نجاح أيضاً؟
أم أننا سنشاهد في العام القادم ثنائيات لبنانية جديدة، تشبه اللبنانيين وتحاكي قصصهم.














