| ناديا الحلاق |
في ظل التصعيد الاسرائيلي على لبنان وتزايد العدوان على مختلف المناطق، وتهجير آلاف العائلات من بيوتهم ومناطقهم، وفتح المدارس كمراكز إيواء أمام النازحين، أصبح بإمكاننا القول أن الوضع التربوي في لبنان “لم يعد بخير”، وضبابية مصير الطلاب والعام الدراسي تتصدر المشهد، لا سيما بعد القرار الأخير لوزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي، الذي طلب فيه من المدارس عدم فتح أبوابها قبل 7 تشرين الأول، حتى تتضح صورة الأوضاع الأمنية المعقدة أصلاً.
أجواء الحرب عرقلة سير الحياة في لبنان، وأقفلت أبواب العام الدراسي قبل انطلاقه، في ظل إشغال العديد من المدارس الرسمية من قبل النازحين ونزوح التلامذة من الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع إلى مناطق أكثر “أماناً”، إذ بلغ عدد النازحين من أبناء المدارس الرسمية 115556 تلميذاً ، و34727 من طلاب التعليم المهني والتقني، و277662من تلامذة المدارس الخاصة و 37000 من الجامعة اللبنانية.
موجة النزوح هذه وإقفال المدارس وإشغال “الرسمية” بالنازحين لم يحسم قرار “التربية” والمدارس الخاصة بخصوص التعليم عن بعد.
وقد علم موقع “الجريدة” أن ثمة مباحثات ومساعٍ تدور في أروقة المدارس الخاصة، للعودة إلى فتح أبوابها والتعليم حضورياً، في حال تحسنت الأوضاع في الأيام المقبلة، خصوصاً المدارس المتواجدة بعيداً عن مناطق الاستهداف، لأن تجربة التعليم الالكتروني في فترة “كورونا” لم تكن ناجحة، ومهما كان التطور الرقمي الذي وصلنا إليه إذ لا يمكنه أن يحل مكان تواصل المعلم المباشر مع التلميذ.
فهل يستكمل العام الدراسي “إلكترونياً” أم ستفتح المدارس أبوابها قريباً؟
مصدر من وزارة التربية قال لموقع “الجريدة” أن العام الدراسي في المدارس الرسمية على الأرجح سيكون فيه التعليم عن بعد، حتى وإن توقفت الحرب، بسبب إشغال عدد كبيرة من المدارس من النازحين الذين دمرت بيوتهم بفعل العدوان الاسرائيلي ولم يعد لديها مأوى، وقد تتطلب مسألة إيجاد مساكن بديلهم لهم وقتاً طويلاً.
فيما تقول المستشارة القانونية لاتحاد لجان الاهل في المدارس الخاصة المحامية مايا جعارة “إنه في ظل الأزمه والحرب الدائرة في لبنان ولا سيما في عدة مناطق منه، هناك تخبّط بين أهالي التلاميذ فهناك شبه إجماع على ضرورة بدء العام الدراسي، إذ إن الوقت يمرّ وهناك ضرورة لابقاء الأولاد منشغلين بالدراسة بدل مشاهدة التلفاز ومتابعة الاحداث المؤلمة على شبكات التواصل الاجتماعي، والتي قد تؤثر على نفسيتهم وترفع من منسوب القلق والخوف لديهم”.
وترى أن “الخيار بين التعلم الحضوري أو الأونلاين أو الاكتفاء بارسال المفكرة فقط يبقى موضوعاً اشكالياً خاضعاً للاخذ والردّ”.
وتتابع: “هناك فئة المدارس التي باستطاعتها أن تفتح حضورياً بسبب موقعها الجغرافي، وفيها تلاميذ يأتون من مناطق تعدّ آمنة وهذا ينطبق بشكل عام على محافظة الشمال وجزء من أقضية كسروان والمتن، علماً ان كسروان وجبيل قد تعرضتا أيضاً إلى استهدافات، على غرار كل الحروب السابقة”.
أما بالنسبه لباقي المناطق فالتعلم عن بعد يبقى الحلّ الأنسب مرحلياً، وذلك على إثر توسع رقعة الاستهدافات وعدم المقدرة على توقع أين وكيف ستكون الضربه الآتية.
أما بالنسبة لإرسال المفكرة من دون استعمال أي تطبيق للتعلم، فذلك أيضا هو حلّ مطروح، خصوصاً للتلامذة النازحين في المدارس، حيث هناك انقطاع للانترنت، ريثما تتحسن الأحوال ويتم إيجاد حلول أفضل. بحسب ما تقوله جعارة.
وأضافت: “نحن كإتحاد نرى أنه من الأفضل حالياً اعتماد التعليم المدمج، ونرى أنه من الضروري إيجاد حلول سريعة لتلاميذ الشهادات الرسمية التي تتبع البكالوريا الأجنبية كالبكالوريا الفرنسية والـ IB، كون كل يوم تأخير في الدراسة لا يمكن تعويضه كونه مرتبط بتواريخ محددة عالمياً”.