باسيل “يناجي” والتيار “يستنجي”.. الحايك “نائب رئيس”!

| فوزي الخوري |

يدرك معظم اللبنانيين سقوط صفة “اليمين” و”اليسار” عن أغلب أحزاب لبنان.

غير أن مرحلة الحرب الأهلية أفرزت، شكلياً، “يميناً متطرفاً انعزاليًا”، كما يقال، و”يساراً وطنيًا شرقيّاً عروبيّاً” أيضاً كما قيل.

كلّ ذلك كان قبل بزوغ نجم تيارٍ عصريٍّ حديثٍ، لا مثيل له من حيث الشكل والمظهر والمحتوى والمضمون، ضم نخبة “اليسار” إلى يمينه وخيرة “اليمين” إلى يساره.

هذا النقيض ظلّ متناغماً ومتوازياً طوال سنين عديدة وبالفعل لم نجد شبيهًا له سوى التركيبة اللبنانية، فبات “تيار عون” الحزب اللبناني الوحيد الذي يشبه ويتشبّه بلبنان.
“طبش الميزان”…

حلّت ثورة تشرين.. وحلّ معها شتاءٌ من الإضطهاد لا مثيل له، فبات هذا التيار النموذجي يتلقّى وابلاً من الصفعات المدويّة، أدّت، وبشكلٍ بديهيٍّ جداً، إلى تضخّم طرفه “الأيمن”.

وعوضاً عن إدارة “الأيسر”، وبحكم تلك المرحلة السوداء، “طبش الميزان” … فشهد التيار انتفاضةً داخليةً واسعة، هيمن من خلالها تطرفٌ خطيرٌ أمسى داءً على حزبٍ كان، ولعقدٍ كاملٍ، دواءً لذاك الداء.
من حكمت وزياد إلى ناجي ومنصور…

من المصيطبة، خط المواجهة الأمامي، إلى مار مخايل وخط الخلاص للبنان، ومن حدت الشهداء وخطوط التماس، إلى “الولايات”… و”ولاية” جبل لبنان!

من منصور فاضل إلى ناجي حايك نائبًا للرئيس!

وكأن أحداً يريد أن يقول “خرّبوا هالميزان”.

ولتخريب الميزان معانٍ عديدة، أولها إعلان تيارٍ بوجهٍ جديد وإعلان نوايا عن نهاية تركيبة لبنان ذو الوجه الذي نعرفه.

نهاية “مار مخايل” ومرحلة السلام، في شرقٍ يغرق يومياً في حروبٍ عبثية، ظلّ هذا الاتفاق حاجزاً اسمنتياً سيّج فيه لبنان.

ثانياً عودة مفهوم “الجسم الغريب”، الصفة المتلازمة للمسيحيين، الذي ألغاه العماد عون بتوقيعه المعهود وبجملته الشهيرة “ردّو الشنطة عالخزانة”، نسبةً للجهوزية الدائمة للمسيحيين خوفاً من التهجير القادم. فهل سيكون هذا الخيار إعلاناً لمسح الغبار عن تلك الشنطة المنسية؟

من يعرف التيار جيداً، ويعرف العماد ميشال عون والوزير باسيل، يدرك تماماً صوابية خياراتهم السياسية منذ العودة في الـ 2005، حتى ولو كانت تلك الخيارات غير شعبية، وقد كانت كذلك في معظم الأوقات.

مما لا شكّ فيه أن الخيار هذه المرة ليس لأسبابٍ شعبيةٍ، مع العلم أنه خيارٌ شعبي تبلور مع الأزمة المالية والسياسية، بالأخص داخل “التيار”، حيث وجد المعتدلون، وما كان يعرف بـ”يسار التيار”، أنفسهم جسماً غريباً عن الدار و”الرَّبع”.

و”طبشة الميزان” الحزبية تلك، والرفض لـ”الدوزنة” هو نتيجة “طبشة ميزان” الجمهورية الحاصل في لبنان بُعيد تغييب الرئيس سعد الحريري عن المشهد اللبناني، فلبنان من دون الميزان لا بعد له.
فهل سيكون للتيار أبعاد؟

أم يكون التيار مرة جديدة وجه الشبه الوحيد… لـ”لَيبرة” لبنان الجديد؟