اعتبرت أوساط مطلعة أن العبرة ليست في خريطة الطريق التي رسمها البيان الاخير للجنة الخماسية وسفرائها في لبنان لملء الشغور الرئاسي، انما هي في تمكنهم من ترجمة مضمون البيان الى افعال في ظل الخلافات السياسية والنيابية القائمة التي تستدعي حراكا وضغطا اوسع واكبر من قبل واشنطن والسعودية. ولهذا فان الخلاف على “جنس الملائكة” استمر وتعمق في تعبير واضح عن عدم نضوج التسوية الخارجية، فالهوة بين اطراف الانقسام الداخلي حول النظرة الى الحوار الرئاسي بين من يرفضه بالمطلق باعتباره خارج الاصول الدستورية وبين من يؤكد عليه كونه يندرج في سياق الحوارات التي تسبق كل استحقاقات الرئاسة وبين من يريده فقط للتوافق على مرشحه، مجرد شعارات “مضحكة” لتمرير الوقت.
أما الأكثر إثارة للسخرية، فهو الخلاف على جلسات الانتخاب. فثمة اطراف تريدها مفتوحة لانتخاب الرئيس بدورات متتالية يتخللها تشاور بين النواب وبين من يريدها جلسات متتالية وصولا الى الجلسة التي يصار فيها الى انتخاب رئيس وليس جلسة مفتوحة كالتي يطالب بها البعض وتؤدي الى شل عمل المجلس نهائيا حيث انه في حال ابقاء جلسة الانتخاب مفتوحة يتعطل دور المجلس التشريعي ولا يعود في امكانه مقاربة اي اقتراح او مشروع تشريعي، وبهذه الحال تصبح البلاد من دون رئيس وحكومة شرعية ومجلس نيابي عامل.
“الديار”














