/ خاص “الجريدة” /
تنطلق غداً اجتماعات الدورة العادية الثانية والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية، على مستوى القمة، لتشكّل نقطة تحوّل في مسار الجامعة التي اضمحل دورها بسبب الانقسام الحاد بين الدول العربية حول العديد من القضايا، من بين أبرزها: الأحداث التي حصلت في العالم العربي منذ العام 2011، مع بداية ما أُطلق عليه إسم “الربيع العربي”. الموقف من الحرب في سوريا وتدخّل بعض الدول العربية طرفاً مباشراً فيها. الحروب والانقسامات في ليبيا والسودان.تسارع وتيرة اتفاقات التطبيع الانفرادية التي قامت بها بعض الدول العربية مع العدو الإسرائيلي، خلافاً لقرارات الجامعة العربية التي تمنع التطبيع مع العدو.
لكن أهمية القمة أنها تنعقد في المملكة العربية السعودية تحديداً، وهي التي تخوض تحوّلاً داخلياً تاريخياً، وتريد أن تقود مساراً جديداً في العلاقات العربية يطوي مرحلة الانقسام ويفتح مرحلة جديدة من التعاون والانفتاح.
لكن تحدياً آخر تواجهه القمة العربية، في ظل تطبيع بعض الدول مع العدو الإسرائيلي، يتمثّل بكيفية مقاربة الجامعة العربية للقضية الفلسطينية والمحاولات التي يقوم بها الاحتلال لتهويد القدس واستباحة المسجد الأقصى، فضلاً عن المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال في القدس والضفة الغربية وقطاع غزّة، خصوصاً على بعد أيام من المجزرة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي بحق الفلسطينيين والأطفال.
فماذا سيكون موقف الجامعة؟
هل ستستنكر هذا الاعتداء، والعديد من أعضائها اليوم قد تمت بينهم وبين كيان الاحتلال وثيقة السلام والتطبيع؟
بغض النظر عن أن هذا الاستنكار لا يغير شيئاً، وأن مبادئ الجامعة لا يطبق منها سوى “الاجتماعات”، فهل فعلاً لا تدخل الدول العربية بشؤون الدول الداخلية؟ وإذا كان كذلك، كيف يبرر موقف الجامعة من الأحداث في سوريا؟ وما هي مبررات التدخل العسكري السعودي في اليمن؟ والحرب المستعرة التي أطفأها اتفاق عربي ـ ايران؟
وربما تتسم هذه الدورة بأهمية قصوى، نظراً لعودة سوريا إلى الحضن العربي، وتحديداً جامعة الدول العربية، مما يشي بعودة “المياه إلى مجاريها”، بين سوريا والمحيط العربي، بعد مرور 11 عاماً على تعليق عضويتها.
كيف أنشئت الجامعة العربية؟
أنشئت جامعة الدول العربية في عام 1945، لأهداف عديدة، وهي تهتم بمناقشة قرارات تختص بالدول العربية بشكل عام.
عوامل قيام جامعة الدول العربية:
لم يكن هناك هدف واحد فقط هو السبب في التفكير بقيام جامعة الدول العربية، بل كانت هناك العديد من الأسباب القوية، التي تعتبر من أهم أسباب وعوامل قيام جامعة الدول العربية ومن بين تلك العوامل:
– الترابط بين الدول العربية في مجابهة المستعمر الذي يحاول دائماً السيطرة على الأراضي العربية لتحقيق الأطماع، ولابد أن تقف باقي الدول في مجابهتها إلى أن يتم تخليص الدولة العربية من المستعمر.
– التبادل التجاري والاقتصادي بين الدول.
مبادئ جامعة الدول العربية:
لكي تقوم تلك الجامعة، كان لا بد من صياغة القوانين التي يتم وضعها لكي لا يتم اختراقها.
ويتم الالتزام بين الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، ولا يظهر أحد ليتصرف بشكل أو فعل لا يليق بمكانة جامعة الدول العربية.
من أولى القوانين التي وضعت في جامعة الدول العربية، عدم تدخل أي من دول الأعضاء في الشؤون الداخلية، بالإضافة إلى الالتزام بمبادئ الأمم المتحدة.
المساواة بين الدول الأعضاء في تلك الجامعة، فلا يوجد قانون يختص بدولة دوناً عن دولة أخرى، أو يضعها في محل استثناء.
عندما قامت جامعة الدول العربية، لم يكن جميع الدول العربية أعضاء بها، بل كانت تقوم على بعض الدول فقط وهي: مصر وسوريا ولبنان والسعودية وفلسطين والعراق والأردن.
وتعتبر تلك الدول هي الأساس لقيام جامعة الدول العربية منذ إنشائها، وما حدث بعد ذلك هو انضمام باقي الدول غير المشتركة والتي لم تكن أساس منذ قيام تلك الجامعة.
الانضمام إلى جامعة الدول العربية
لم يكن لقيام جامعة الدول العربية الأعضاء الأساس فيها، القانون الذي يمنع باقي الدول العربية من الانضمام إليها، بل هناك قانون بها ينص على انضمام أي دولة من الدول العربية التي ترغب في الانضمام إليها، بعد أن يوفي الأمانة باحترام القوانين، والدول الأسس لجامعة الدول العربية.
وبالفعل هناك العديد من الدول العربية التي تقدّمت بطلب للانضمام إلى جامعة الدول العربية.
تتشابه جامعة الدول العربية مع غيرها من اتحادات، الدول الاتحاد السوفياتي ودول الاتحاد الأفريقي، لكن لم يكن هذا التشابه بشكل متطابق لأن دول الاتحاد السوفيتي قام بتحقيق العديد من الأهداف التي أنشئ عليها، وكذلك نفس الأمر مع دول الاتحاد الأفريقي التي تعتبر محققة لكل أهدافها التي قامت عليها من الأساس، كما هو الحال في الاتحاد الأوروبي الذي وحد على سبيل المثال عملته التي يتداول بها.