في ظلال بكركي قراءة قلقة للاتفاق السعودي ـ الإيراني!

/ مرسال الترس /

ضجّت الاوساط الإقليمية والدولية بردود الفعل والتعليقات على الاتفاق بين إيران والسعودية، نظراً لحساسية المواضيع التي كانت تختلف عليها الدولتان من جهة، وعلى انعكاسات ذلك على الإقليم وقضاياه المعقدة والمتشابكة العصية على الحلول.

أما محلياً، فهناك آراء مختلفة ومتناقضة، ككل المسائل التي تهبط على الساحة، بمقدمات أو من دونها. وفور شيوع نبأ الاتفاق، بدأ التناحر بين الأفرقاء على كيفية قراءة مضامينه وتداعياته في المديين القريب والبعيد.

فإلى جانب التفسيرات والتحليلات حول من سيكون الفريق المستفيد على صعيد الاستحقاق الرئاسي، كانت هناك قراءات مختلفة للاتفاق في ظلال الصرح البطريركي الماروني، حول احتمالات انعكاساته على الساحتين المسيحية بشكل عام، والمارونية تحديداً. ويمكن اختصار الهواجس بالتالي:

*أن يتم إيصال رئيس جمهورية بغير المواصفات التي ترفعها بكركي، والتي حددتها عظات البطريرك الراعي، ولا تلائم توجهات الأحزاب والتيارات المسيحية التي تستأثر بالحصة الأكبر من التمثيل المسيحي في مجلس النواب: “التيار الوطني الحر”، “القوات اللبنانية” و”الكتائب” وبعض قوى التغيير.

*أن يفرض الاتفاق الإقليمي، بمباركة او غض طرف دولي، سحب البساط من تحت اقدام الموارنة في الرئاسة وإسنادها إلى طائفة مسيحية أخرى، روم ارثوذكس أو روم كاثوليك، طالما أن الموارنة لا ينفكون يتصارعون على الكرسي حتى الرمق الأخير، كل ست سنوات.

* أن تنزلق الأمور إلى الاتجاه نحو اللامركزية أو الفيدرالية، كمخارج تخفف من الاحتقان وتلبي طموحات بعض الأفرقاء المسيحيين الذين لم يخفوا المطالبة بذلك. وبذلك تتحقق تطلعات الذين ينادون بشرق أوسط جديد قائم على أنماط قديمة – حديثة من الحكم، تخدم طروحات كانت على بساط البحث منذ عقود ولم تتح الفرص لتحقيقها.

وبناء على هذه المعطيات وسواها، ترى الأوساط المراقبة أن الأسابيع القليلة المقبلة ستحسم الخيارات، وتكشف النوايا والسيناريوهات التي يمكن أن يدفع بها “اتفاق إقليمي” إلى ساحة تصنّف على أنها أساسية في منطقة شرق المتوسط، وعلى حدود كيان العدو الاسرائيلي الذي يعني الكثير للإدارة الأميركية، إن كانت ديمقراطية أم جمهورية، حيث أن كل مشاريع المؤسسة التي تدير الحكم “الاستبلاشمنت”، تصب في خانة مصالح اللوبي اليهودي. ويصبح بالتالي ما عُجز عن تطبيقه في العقود السبعة الماضية، ميسراً في مطلع القرن الحادي والعشرين.

ولذلك، فالسؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل سيدير الأميركيون الظهر فعلاً للساحة اللبنانية، أم يحولوها إلى ساخنة كموقع جيد لتصفية حسابات بالغة الأهمية؟

error: Content is protected !!