| ناديا الحلاق |
يواصل موقع “الجريدة” متابعة ملف الحمى القلاعية في لبنان، في ظل تصاعد شكاوى عدد من مزارعي منطقة البقاع من نقص حاد في الطعم المضاد للمرض، ما أعاق حملات التحصين وأثار مخاوف واسعة من انتشار الفيروس في واحدة من أهم المناطق الزراعية في البلاد.
وأكد عدد من المزارعين في تصريحات لموقع “الجريدة” أنهم رصدوا حالات يشتبه بإصابتها بالحمى القلاعية في بعض المزارع، ما زاد من قلقهم في ظل غياب اللقاح وعدم توفره بالكمية الطلوبة.
وأشاروا إلى أن بعض المواشي ظهرت عليها أعراض مطابقة لما يعرف عن الفيروس، في وقت يزداد فيه الطلب على اللقاح من دون توافره بشكل كافٍ.
وقال أحد المزارعين من البقاع الأوسط: “مرّ أكثر من أسبوع على ظهور الأعراض على المواشي، ولم نتلقَّ أي استجابة فعلية رغم التبليغ. الطُعم غير متوفّر وإن وجد، فالأسعار خيالية.. هل نترك مواشينا تموت؟”.
مزارع آخر من بلدة الرياق كشف أن “بعض الأطباء البيطريين يطلبون أسعاراً مضاعفة للجرعة الواحدة من اللقاح، وإذا أردنا تأمينها من خارج المنطقة، نُصدم بأن الكميات قليلة أو محجوزة”.
وفي مقابل هذه الشكاوى، شدد وزير الزراعة نزار هاني في حديث خاص لموقع “الجريدة” على أن الوضع لا يزال تحت السيطرة، نافياً حتى الآن تسجيل أي إصابات مؤكدة في لبنان، رغم اعترافه بوجود استنفار وقائي واسع النطاق.
وقال هاني إن فرق الوزارة تنفذ جولات ميدانية بشكل دوري في مختلف المناطق، لمراقبة الوضع عن قرب والتدخل عند الضرورة، مضيفاً أن فرقاً من الوزارة ستكمل جولاتها في البقاع للتحقق من الشكاوى الواردة ومتابعة الحالات المشتبه بها.
كما أشار إلى أن وفداً من “المنظمة العربية للتنمية الزراعية” سيصل إلى لبنان غداً، في خطوة تهدف إلى دعم الجهود المحلية في مراقبة الوضع وتقييمه ضمن التنسيق الإقليمي، خصوصاً بعد ظهور إصابات مؤكدة في دول محيطة.
وفيما يخص مسألة نقص اللقاحات، أوضح هاني أن الطُعم متوفر لكن بكميات محدودة، نظراً لطبيعته الخاصة التي تُوفّر فقط عند الحاجة، مشيراً إلى أن شركة “خزعل” هي الجهة المسؤولة عن تأمين اللقاح، ومن المتوقع أن تصل الكميات المطلوبة خلال الأيام القليلة المقبلة.
وفي سياق متصل، تلقت الوزارة معلومات تفيد بوجود تلاعب في أسعار اللقاح من قبل بعض الأطباء البيطريين والجهات المعنية ببيعه، ما دفعها إلى إصدار تحذير رسمي من مغبة هذه التجاوزات.
وأكد هاني أن الوزارة ستتخذ الإجراءات القانونية المناسبة بحق المخالفين، داعياً الجميع إلى الالتزام بالتسعيرة الرسمية والتعاون الكامل لضمان نجاح الحملة الوقائية.
ويُعد مرض الحمى القلاعية من الأمراض الفيروسية شديدة العدوى التي تصيب الأبقار والأغنام والماعز، وتؤدي إلى خسائر اقتصادية جسيمة إذا ما تفشى في قطاع الثروة الحيوانية.
وتشدد الجهات البيطرية على أهمية التحصين السريع والعزل الفوري لأي حالة مشتبه بها.
وبين تطمينات الوزارة المتكررة والمخاوف المتصاعدة لدى المزارعين، يظل التحدي الأبرز في ضمان سرعة الاستجابة وتأمين اللقاحات بالوتيرة المطلوبة، لا سيما في المناطق الزراعية الأساسية مثل البقاع. وتبقى الحاجة ملحة إلى تكثيف الجهود والتنسيق بين الجهات المعنية للحفاظ على السلامة الصحية للثروة الحيوانية واستقرار القطاع الزراعي في البلاد.
الحمى القلاعية تهدد لبنان.. وزير الزراعة لـ”الجريدة”: الثروة الحيوانية في مهبّ الخطر!