الأربعاء, مايو 21, 2025
HomeSliderالحكم "هيبة".. وليس استعراضاً!

الحكم “هيبة”.. وليس استعراضاً!

| مرسال الترس |

منذ الاستقلال وحتى اليوم توالى على الحكم في لبنان 14 رئيس للجمهورية، قبل اتفاق الطائف وبعده. و28 رئيس للحكومة (الرئيس الشهيد رشيد كرامي عشر مرات). وأطول عمر حكومة هي حكومة الرئيس فؤاد السنيورة لأربع سنوات متتالية. ولكن طوال ثمانية عقود ونيّف، كان الحكم دائماً هيبة تفرض حضورها بالقول والفعل وليس استعراضات و”هوبرات”.

قبل الطائف، كانت مفاتيح السلطة التنفيذية بيد رؤساء الجمهورية، لتنتقل بعده إلى رئيس الحكومة الذي بات يسمى رئيساً لمجلس الوزراء، لأنه بإمكانه ترؤس اجتماع للحكومة من دون حضور رئيس الجمهورية الذي لا يحق له ذلك. وطوال هذه المدة أثبتت الممارسة أن الشخص الذي بيده مفاتيح السلطة التنفيذية قادر على إدارة الأمور وضبطها من وراء مكتبه، عبر المتابعة الدقيقة واليومية، بعيداً عن الإهتمام بمصالحه وأشغاله الخاصة.

وقد أثبتت الممارسة أنه ليس من مهمات المسؤول الأول في الدولة أن يقوم بجولات تفتيش على المؤسسات العامة، لأنه ليس منتخباً من الشعب كما هي الحال في الولايات المتحدة الأميركية. بل ذلك من صلب مهمات الوزراء والمدراء العامين ورؤساء المصالح… الذين عليهم متابعة التوجيهات والإجراءات.

وليس من مهام المسؤول الأول مراقبة الأسواق والحركة التجارية أو الصناعية أو ما شابه، وإلاّ تحوّل إلى رئيس بلدية عليه متابعة الكبيرة والصغيرة على أرض الواقع. فالتراتبية في سلطة “الدولة الجمهورية” واضحة وجلية لجهة تدرّج المسؤوليات من الأعلى إلى الأسفل، لتأتي المحاسبة بشكل عكسي.

وإذا كان الشيء بالشيء يُذكر، فقد وجه العديد من الفعاليات الشكر لرئيس مجلس الوزراء نواف سلام على زيارته التفقدية، قبل بضعة أسابيع، إلى محافظتي الشمال وعكار باعتبارها لافتة في توقيتها وأهدافها المعلنة، بالرغم من أنه لم تظهر بعد أية مفاعيل تنفيذية، وبخاصة ما يتعلق بمطار الرئيس الشهيد رينه معوض في القليعات. وفي الوقت عينه، وُجهت إليه انتقادات غير مباشرة على أدائه العام، ولاسيما من سلفه الرئيس نجيب ميقاتي، الذي يبدو أنه شعر بالاستفزاز من زيارة خلفه لعاصمة الشمال التي يعتبرها ملعبه الأساسي، حيث قال في حديث تلفزيوني “إن مقام رئاسة الحكومة هو نقطة الارتكاز للنظام، ومع احترامي الكامل للرئيس سلام فالمقياس عندي هو المقام”. وعندما سئل عما إذا كان المقام قد اهتز مع الرئيس سلام، أجاب: “اتحفظ على الجواب”.

وأضاف: “الرئيس سلام هو من أكثر المنظّرين بالدستور، ولكن الفارق كبير بين التنظير والتطبيق”.

قد يصفق البعض للرئيس ميقاتي على كلامه من باب المعارضة البناءة للحكومة… ولكن كثيرين انتقدوه في أدائه تجاه مسقط رأسه إبان وجوده طويلاً على رأس السلطة التنفيذية!

مقالات ذات صلة