لليوم الرابع على التوالي، تواصل أجهزة الأمن في الأردن تحقيقاتها في اختفاء الطالبين أيهم العمري وراشد الصبح، اللذين غادرا منزلهما ببلدة حبكا في محافظة إربد شمالي البلاد، بعد أن تركا رسالة تم تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وتحدث الصديقان المقربان في الرسالة عن “البحث عن العمل وجني رأس مال بفتح مشروعهما الخاص”، وأشارا إلى أنهما استلهما الفكرة بعد قراءة كتاب “الأب الغني والأب الفقير” حسب الرسالة.
وقال مصدر أمني لاحدى المواقع الصحفية ان “شكوى وردت من ذوي الطالبين باختفائهما صباح الإثنين أثناء توجههما صباحا إلى المدرسة”، مؤكدا أن “أجهزة الأمن عممت صورهما على جميع الدوريات العاملة في الميدان”.
محتوى الرسالة:
أشارت الرسالة إلى أن الفتيين ذهبا للبحث عن عمل بعد تفكير طويل لجني رأس مال وبدء مشروع خاص.
قالا فيها: “ذهبنا للبحث عن عمل نجني منه رأس مال تبدأ بمشروعنا الخاص ونجعل المال هو من يعمل من أجلنا وليس أن نعمل نحن من أجل المال مثل عقلية الموظف التي تصدرها المدارس، نقاط الخلاف بين فكرنا والمدرسة أنها أولا وجدت لتخدم وتصنع الموظفين لا المستثمرين أصحاب رؤوس الأموال، لأنها ببساطة تعلمك كيف تكون موظفا ولا تعلمك عن طبيعة المال والاستثمار”.
جاء في الرسالة أيضا: “المدرسة حطت من قدر العلم والعلماء فأصبح الطالب يجتهد فقط لتحصيل ورقة كتب عليها رقم في نهاية كل عام وهكذا يستمر لبضع وعشرين عاما من حياته وعمره، ونحن درجاتنا ليست دليل قدراتنا ولا يمكن أن نختزل قدراتنا في ورقة صححت وكتب بجانبها رقم”.
وتابعت الرسالة: “لا زلنا في شبابنا ومقتبل عمرنا ولسنا مضطرين للكد في حفظ مئات الكتب التي كالأصنام لا تضر ولا تنفع، لتؤهلنا لوظيفة بثمن بخس مقارنة بما نسمو إليه، وبالفعل موجودة تلك الوظيفة”.
وأشارت الرسالة إلى أنهما “لم يغادرا للهو أو لعب ولا لنزوة مراهقة ولا طلبا للحرية”، وأضافت: “والله نحن أصحاب عقول ورأي سديد”.
وروى والد أيهم تفاصيل الواقعة، وكشف أن ظروف الاختفاء “مرتبطة بأمور غامضة بدأت يوم الإثنين”، مشيرا إلى الرسالة و”كتاب الأب الغني والأب الفقير”.
وأضاف الأب أنه قبل شهرين بدأ ابنه بإبداء نفوره من المدرسة وعدم متابعة دروسه، ليتطور الأمر بعدها بفترة أنه “لا يريد الدراسة بشكل مطلق”، وقال: “المدارس تخرج موظفين، أنا لا أريد ان اكون موظفا يأخذ راتبا، أريد أن أبحث عن عمل يعطيني ثروة من دون شهادة”.
واكد الوالد أنه في حدود الساعة الثالثة والنصف بعد ظهر الإثنين لم يعد ابنه للمنزل، ليتلقى اتصالا من والد زميله الآخر المختفي يسأله عن تواجد ابنه عندهم، وعلما أن المراهقين لم يدخلا المدرسة صباحا.
وكشف الأب أنه تلقى اتصالات لاحقا من زميل لأيهم وراشد في المدرسة، يخبره فيه أن الطالبين أعطياه رسالة وأوصياه بأن يسلمها لوالديهما ليلا، وقال إنها مؤلفة من 4 صفحات.
وأوضح أن فكرة رفض الدراسة وضرورة العمل “دخيلة على ابنه”، مبديا تخوفه من وجود طرف ثالث ساهم في اختفائهما.
لكن مصدر أمنيا مطلعا قال إنه “يستبعد أن يكون هناك طرف ثالث في قضية اختفاء أيهم وراشد، وعزا ذلك لنضوجهما بقدر كاف، حيث إن عمرهما 16 عاما، أي أنهما مدركين لما يفعلانه”.
وأكد المصدر أن “عملية البحث عنهما مستمرة بعد نشر التعميم”، مشيرا إلى أنه “في بداية الأمر استخدمت الكلاب البوليسية في البحث عنهما بمحيط منزليهما”، ثم تم استدعاء عدد من زملائهما في المدرسة للاستماع إليهم، كما استعان الأمن بالكاميرات الموجودة في المنطقة”.