“المعارضة” تهشّمت خلف “أسوار” معراب!

| مرسال الترس |

 

بانَ بشكل واضح أن “المعارضة” التي تقاطعت على إسم الوزير السابق جهاد أزعور، واعتقدت أن هذا هو حجمها الثابت القابل لـ”الإنفلاش”، عند شروق الشمس وظهور ظلّها كبيراً في ساحة النجمة في شهر حزيران الماضي، قد تحجمت ظهراً عندما باتت الشمس في قرص السماء وتجمّع أطرافها في مقر قيادة “القوات اللبنانية” في “معراب”.

صحيح أن رئيس حزب “القوات” سمير جعجع نجح في تقديم “أوراق اعتماد” لبعض العواصم الخليجية بأنه الأقوى في تلك “المعارضة”، والمؤهل أكثر من سواه لتولي قيادتها. ولكن ظهر بالبرهان أن تلك “المجموعة” التي اعتقدت أنها تستطيع تغيير مجرى الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً القرار 1701 القادر، وفق رؤيتها، على نزع سلاح المقاومة في الجنوب، قد سقطت في فخ تشتيت الرؤية، لأن من ضمتهم تلك المجموعة كانوا بمعظمهم أسماء ليس لديها تمثيل حقيقي.

وقد سها عن بال “أهل معراب”، الذين استطاعوا جمع المتقاطعين تحت قبة مجلس النواب، أن فئة وازنة من ذلك التجمع، والممثلة في كتلة “لبنان القوي”، قد باتت بعيدة كل البعد عن ذلك اليوم الذي تم فيه جمع 59 نائباً، فيما كان مجموع عدد النواب في لقاء معراب هزيلاً قياساً على ما كان متوقعاً. وقد ألقيت المسؤولية على “تهديدات وهمية” تلقاها بعض الأفرقاء لعدم المشاركة.

ولذلك، ظهر المشهد خجولاً جداً، خصوصاً إذا ما تمت المقارنة بـ”لقاء البريستول” الذي كان يضم الرئيس رفيق الحريري، قبل استشهاده، والذي شكّل آنذاك “مظلّة” قوى الرابع عشر من آذار.

وعلى الرغم من التعويل على مشاركة الأركان المعارضين، تبيّن أن معظمهم قد تخلّف عن التوجه الى “معراب”، ولاسيما رئيس الجمهورية الأسبق ميشال سليمان، رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميّل ونواب كتلته، رئيس حركة “الاستقلال” النائب ميشال معوّض، النائب نعمت أفرام (وكلاهما من المرشحين البارزين للإنتخابات الرئاسية)، النائب السابق فارس سعيد (الذي صال وجال في لقائي قرنة شهوان والبريستول)، واللافت أن كلاً منهم قد أعطى الأسباب التخفيفية المختلفة لغيابه، ولكن بالتأكيد لم يسع “حزب الله” إلى الضغط على أي منهم لأن العلاقات مقطوعة بالتأكيد بينه وبينهم.

ولكن الثابت أن المعارضة، التي كان يعوّل عليها أكثر من طرف إقليمي ودولي، قد تهشمت قبل أن تصل معراب التي تفتش عن صيغ أخرى تكون أكثر نجاعة، في ظل اقتراب مواعيد الدخول في متاهة البحث عن الحلول ورسم الخرائط!