| رندلى جبور |
سينتهي هذا الأسبوع، العمل في بناء الرصيف البحري العائم على شاطئ غزة، وفق ما أعلن الرئيس القبرصي، على أن يبدأ تشغيله في مطلع أيار المقبل.
وقيل إن هذا الرصيف هو لإدخال المساعدات إلى أهل قطاعٍ واقف على مجاعة.
ولكن هل من يصدّق أن الاحتلال “إنساني” إلى حدّ يجعله ينفق مع حلفائه، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، أكثر من 350 مليون دولار على رصيف “موقّت” لمساعدة من يقتلهم كل يوم؟
وإذا كان حريصاً كل هذا الحرص المفاجئ، لماذا لم يفتح المعابر البرية الموجودة أصلاً، وفي مقدمها معبر رفح؟ أو لماذا لا يقبل بالتسوية سريعاً، وينهي الحرب التي أنتجت كل هذا النقص في المواد الغذائية والطبية وغيرها؟
هذه الأسئلة تقودنا إلى التفكير في الأهداف الحقيقية لكيان لم تكن يوماً أهدافه بريئة، ويمكننا وضع بعض الإضاءات كالتالي:
أولاً ـ قد يظن العدو أن هذا الرصيف يخدم مشروع التهجير و”الترانسفير” الذي يسعى إليه، بحيث يسهّل إجلاء من تبقى من الفلسطينيين من أرضهم.
ثانياً ـ يعتقد العدو أن الرصيف يمكن أن يكون ممراً إضافياً لمزيد من الدعم الأمني والعسكري له، في حين يواجه صرخات عالية خرجت من الناس والإعلام والجامعات في كل دول العالم لوقف دعمه.
ثالثاً ـ لا يمكن استبعاد الاطماع البترولية للكيان الصهيوني اللاهث خلف المياه ومصادر الطاقة، والجدير ذكره أن جغرافية الرصيف تقع فوق حقول غاز غزاوية واعدة.
رابعاً ـ قد يعتقد الاسرائيلي بأنه حين عجز، بسبب الظروف الراهنة التي فرضها طوفان الأقصى، عن تحقيق مرور “الممر الهندي” للتجارة العالمية عبر الأراضي التي احتلها سابقاً وبنى فيها دولته المزعومة، سيحقق هذا المشروع من خلال رصيف جديد.
أخيراً، قد تكون للعدو الإسرائيلي أهداف خفيّة كثيرة من ضمن مشروعها الكبير، ولكنه هذه المرة لم يعد قادراً بسهولة على تحقيقها، في ظل مواجهة واضحة وثابتة رسمها محور المقاومة بعقل جديد وسلاح متطور وفكر متقدم ومبدع وبالحبر الاحمر، وما فشل في تحقيقه في عز جبروته لن يحققه في عز وهنه.
الحلم شيء والواقع قد يكون شيئاً آخر.