مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 7/2/2023


بعد ثمان وأربعين ساعة من تكسر طبقات الارض في باطنها\ واتساع هبوب العواصف غير المسبوقة على سطحها. بدأت تباعا تتظهر أحجام الأذى والأضرار التي أحدثها زالزال تاريخي دمر مدنا في تركيا وسوريا، مخلفا حوالى الخمسة آلاف ضحية، وأكثر من ستة وعشرين الف جريح، اضافة الى مئات المحتجزين والمفقودين…

وقد امتد في حينه فجر الاثنين، بهزة قوية في لبنان مرورا بالمنطقة\والقارة الأسيوية، ومنها روسيا امتدادا الى المحيط الاطلسي ومنه الى مدن اميركية ساحلية.
بحسب مصادر لبنانية، المعلومات الاولية عن اللبنانيين الموجودين في سوريا وتركيا كزائرين أو مقيمين، أفادت بمقتل ثمانية لبنانيين، فيما لا يزال اكثر من ثلاثين منهم في عداد المفقودين..
وفي موازاة المشهد الزالزلي الرهيب، تستمرالهزات الارتدادية السياسية والمالية والمعيشية وآثارها المخيفة على اللبنانيين من دون أي رادع أو معالج…

فالسياسة مقفلة على رغم حركة متوسطة للقاءات\ منها عبر بكركي ترجمة” للقمة الروحية لجهة مسألة تحقيق انتخاب رئيس للجمهورية.
وما يزيد من المحنة اقتصاديا ومعيشيا، أن المصارف تسللت من خلف معاناة الناس بإعلانها إضرابا عاما\ في خطوة تزامن اشتعال الدولار في سوقه السوداء.. والسؤال لماذا هذه الخطوة وفي هذا التوقيت؟
قضائيا لم ينعقد مجلس القضاء الأعلى في شأن انفجار مرفأ بيروت بناء على دعوة من وزير العدل، وذلك بفعل عدم اكتمال النصاب المطلوب، وهو حضور ستة قضاة من أصل سبعة، علما أن أربعة قضاة حضروا فيما لم يدخل قاعة الجلسة القاضي عفيف الحكيم والقاضي داني شبلي، إضافة الى الرئيس سهيل عبود..

أوساط مراقبة أشارت الى أن عدم انعقاد الجلسة يدخل في خانة مخرج التهدئة الذي كانت قد تظهر منذ أمس، عندما أجل القاضي بيطار الاستدعاءات.
تبقى الاشارة الى انتظار بيان رسمي في وقت لاحق اليوم عن لقاء باريس الفرنسي-الاميركي-السعودي-القطري-المصري، الذي انعقد أمس في شأن لبنان وتسربت عنه أجواء إيجابية.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان
على فالق غضب الطبيعة يتحرك الإقليم وعلى منسوب مرتفع من القلق يعيش سكانه تحت وطأة الزلزال المدمر في سوريا وتركيا.
في البلدين المنكوبين يكاد عداد الهزات الارتدادية يسابق عداد الضحايا الذي يعجز عن إحصاء القتلى والمصابين فهؤلاء يرتفع عددهم بين لحظة وأخرى وقد تجاوز الخمسة آلاف بعيد ظهر اليوم.
وعليه فإن حجم الكارثة البشرية لم تنكشف فصوله النهائية بعد وقد يبلغ ارقاما مخيفة.
على ايقاع هذا المشهد المأساوي كان لبنان بين اوائل البلدان التي تضامنت مع دمشق وأنقرة وأسند موقفه المتعاطف إفاد وفد وزاري الى سوريا غدا مسبوقا بإرسال فرق إنقاذية وفق إمكاناته.
كما ستتوجه فرق إسعاف وإنقاذ من الدفاع المدني التابع لكشافة الرسالة الاسلامية الى سوريا للمساعدة في اعمال الإغاثة.
أما الدول الغربية الغنية والتي تتبجح بشعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان فكان تعاطيها مع النكبة بمثابة فضيحة أخلاقية وخصوصا تجاه سوريا التي تنوء تحت اثقال سنوات من الحرب ويكبلها حصار قاس وعقوبات ظالمة .
فأي شعارات يتلطى وراءها من يتاجرون بالإنسانية في دائرة القرار الدولي؟ ومتى تستفيق بقية الضمير الدولي والحس الإنساني والأخوة العربية فيقف الأشقاء مع شقيقهم الجريح ويدفعون باتجاه رفع الحصار الجائر عن سوريا؟!.
وخلال إفتتاح مبنى السفارة الإيرانية الجديد في بيروت دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري اللبنانيين جميعا أن يثبتوا للعالم أنهم قد بلغوا سن الرشد الوطني والسياسي وأنهم يمتلكون القدرة الوطنية والمناعة السياسية والسيادية لصناعة التوافقات وإنجاز الإستحقاقات.


رقمان مخيفان اعلنتهما منظمة الصحة العالمية بشأن الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا. فعدد الضحايا ينتظر ان يرتفع الى حوالى عشرين الفا، اما عدد المتضررين فيقارب ال 23 مليونا.

الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اعلن ان الزلزال الذي ضرب بلاده هو من اكبر الكوارث الطبيعية في التاريخ، فيما ناشدت سوريا المجتمع الدولي ان يمد يد العون لها ، ولا سيما انها لم تتخط بعد آثار الحرب والدمار، وهي خاضعة لعقوبات دولية ما يحرمها امكان مواجهة المأساة كما يجب.

في المقابل لبنان الذي نجا من الاثار المباشرة والكبيرة للزلزال، يحاول عبر وفود رسمية ارسلها ويرسلها الى تركيا وسوريا مد يد العون ، كما يحاول ايجاد مفقوديه في البلدين او اعادة من قضى منهم الى لبنان .

انها مأساة تتشارك في نتائجها السوداء ثلاث دول ، عاشت طويلا لعنة التاريخ بالصراعات ومحاولات الهيمنة ، وها هي اليوم تعيش لعنة الجغرافيا .

فهل قدر منطقتنا ان تتنقل من لعنة الى أخرى؟ المأساة الانسانية جعلت الوضع السياسي في لبنان في الدرجة الثانية من الاهتمام. حتى لقاء باريس لم ينل الاهتمام الكافي، وخصوصا ان البيان الختامي لم يصدر بعد .

قضائيا، مجلس القضاء الاعلى لم يجتمع بسبب تغيب رئيسه واثنين من اعضائه، ما أشر الى وجود نوع من التهدئة في العدلية، بانتظار بلورة حل يعيد الامور الى نصابها والتحقيق الى مساره.

اما ماليا فالبلد شبه مشلول نتيجة الاضراب المفتوح للمصارف. واللافت ان السلطة التي يفترض انها المسؤولة عن القطاع المصرفي وعن مصالح المودعين تبدو كأنها غير معنية بما يحصل. علما ان تقاعسها المريب عن اصدار التشريعات الضرورية لتنظيم العلاقة بين المودع والمصارف ، وفي طليعتها الكابيتال كونترول، هو الذي ادى الى علاقة تصادمية بين المصارف والمودعين.

فالى متى ستواصل السلطة دفن رأسها في الرمال؟

والى متى ستبقى الحكومة تتفرج على انهيار القطاعات الاقتصادية في البلد من دون ان تتخذ القرار المناسب؟

لكن القرار في حاجة الى رجال قرار، وهؤلاء الرجال لا وجود لهم في السلطة اليوم!


تحت انقاض الزلزال المدمر في تركيا وسوريا مأساة انسانية، وفوق تلك الانقاض مأساة اخلاقية وانسانية ودولية تلهج بها نداءات استغاثة الاطفال والنساء والعجز المحتجزين تحت ركام منازلهم في سوريا، التي يمنع عنها القيصر الاميركي الجائر كل مساعدة ..

لم يحتج العالم لكثير من التنقيب تحت الدمار لانتشال جيفة الانسانية المدعاة من قبل دول تقوم بواجبها بمساعدة تركيا على لملمة جراحها من الزلزال – الكارثة، وتمنع ايصال المساعدات الى سوريا التي تعيش الم الزلزال نفسه.. ولا داعي للحديث عن الجامعة العربية التي غرقت منذ زمن بدماء الاطفال والشهداء الفلسطينيين..

قصص من عمق المأساة يحكيها هذا الزلزال، واستغاثة من كل المعنيين – حتى منظمة الصحة العالمية، التي توقعت ان يرتفع عدد الضحايا عشرات الاضعاف..

ضعيفة تقف البشرية امام هول الحادثة الطبيعية، ومن الطبيعي ان يحاول اصدقاء سوريا واشقاؤها من ايرانيين وعراقيين وجزائريين وتونسيين وروس وغيرهم المسارعة الى مساعدتها، ومن الطبيعي ان يكسر اللبنانيون قيودا واهية لسنين ويبادروا الى مساعدة من لم يتخلف يوما عن الوقوف الى جانبهم من سوريين – دولة وشعبا، وكان اللافت اليوم اعلان وزير الاشغال علي حمية مساهمة لبنان بفتح كوة بجدار قيصر عبر فتح مطار بيروت والمرافئ اللبنانية لاي جهات تريد مساعدة الشعب السوري وتخشى الوصول الى دمشق مخافة عقوبات قيصر الاميركي، مبادرة اتبعت بارسال فرق من الجيش اللبناني والصليب الاحمر والدفاع المدني للمساعدة بعمليات الانقاذ على ان ينتقل وفد وزاري غدا الى سوريا لمتابعة التنسيق..

وعلى هذا النسق او يزيد كانت الخطوة اللبنانية تجاه تركيا التي تعيش مأساة حقيقية في اكثر من عشر ولايات اعلنها رجب طيب اردوغان منكوبة..
ولم يسلم اللبنانيون من هذه النكبة حيث هناك عشرات المفقودين تحت الانقاض في تركيا تقوم السفارة اللبنانية في انقرة بمتابعة الكشف عن مصيرهم..

وفي مرحلة مصيرية من عمر لبنان شكر من الرئيس نبيه بري للجمهورية الاسلامية الايرانية التي تقف الى جانب لبنان على الدوام، ودعوة للبنانيين الى امتلاك الجرءة والمسؤولية لصناعة التوافقات وانجاز الاستحقاقات..


لا صوت يعلو فوق اصوات الاستغاثة من تحت الانقاض التي خلفها الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، ولا اولوية ينبغي ان تتقدم اليوم على اعمال الانقاذ، من دون تمييز بين انسان وانسان على اساس سياسي، كما هو حاصل بالنسبة الى الشعب السوري المتروك لمصيره، لولا مواقف بعض الدول المساندة، ومنها لبنان، الذي فقد الاتصال بعدد كبير من بناته وأبنائه، الذين تنتظر عائلاتهم الخبر اليقين بقلق وقهر.

واليوم، أجرى الرئيس العماد ميشال عون اتصالا هاتفيا بالرئيس السوري بشار الاسد، معربا عن تضامنه مع الشعب السوري في محنته، وسائلا الله أن تنتهي هذه المأساة في أسرع وقت ممكن. وفي سياق متصل، دعا الرئيس عون المجتمع الدولي، وبشكل خاص الدول العربية، إلى تجاوز كل الاعتبارات والمواقف السياسية والمسارعة إلى نجدة الشعب السوري لاسيما في الأماكن المنكوبة والمساهمة في أعمال الإنقاذ. واعرب الرئيس عون كذلك عن ألمه للضحايا الذين سقطوا في الزلزال الذي ضرب مدنا وقرى تركية، متمنيا الشفاء للجرحى وإنقاذ المفقودين.

اما على المستوى السياسي المحلي، فلم يرشح عن مؤتمر باريس الخماسي ما يكفي من معطيات ليبني أفرقاء الداخل عليه، ما خلا بعض التحليلات الفارغة من المضمون، والافكار المسبقة سلبا ام ايجابا، التي لا تقدم او تؤخر.

وفي غضون ذلك، يستمر التهويل بانتخاب رئيس بأصوات خمسة وستين نائبا، بينهم عشرة مسيحيين على الاكثر، مع مشاركة مسيحية رمزية تقتصر على تأمين النصاب، بما يعيد الميثاق الى الحيز الشكلي، ويدفع بالعيش المشترك والوحدة الوطنية والاحترام المتبادل بين مكونات الوطن نحو المجهول… كل ذلك، فيما يتحمل اطراف مسيحيون مسؤولية كبرى في الاحجام عن الاسهام في التوصل الى تفاهم على مرشح يقلب المقاييس ويعيد التوازن الى المعادلة الرئاسية، بناء على الوفاق.

فالقوات رافضة بكل وضوح لدعوة بكركي الحوارية، وتحاول بشتى الطرق ان تتفادى طرح مرشحين لا يدورون بالكامل في فلكها، مع علمها المسبق باستحالة ترشيح رئيسها سمير جعجع، وبالحظ الرئاسي المعدوم للنائب ميشال معوض، فضلا عن توجسها الاكيد من الحركة التي يتولاها وليد جنبلاط.

اما رئيس المردة، فلا يناسبه ابدا عقد اجتماع في بكركي، لأن سائر الافرقاء المشاركين فيه لا يؤيدون ترشيحه، ويرفضون وصوله الى بعبدا، حتى ولو تطلب الامر من القوات والكتائب وآخرين تبديل موقفهم من مسألة النصاب، والاتجاه نحو التعطيل على عكس الفراغين الرئاسيين السابقين.
وفي غضون ذلك، يواظب رئيس حكومة تصريف الاعمال على عقد جلسات حكومية خارج الاطار الدستوري والميثاقي، متسلحا بدعم افرقاء يتذرعون بحاجات الناس، التي يمكن محاكاتها وفق آليات اعتمدت سابقا، وباتت مرفوضة اليوم.


وبدأ يتكشف أكثر فأكثر هول فاجعة زلزال تركيا وسوريا، وحجم الخسائر التي سببها في الأرواح والممتلكات، سواء في سوريا أو في تركيا… الوضع في تركيا ينذر بالكثير من الضحايا تحت الأنقاض، وقد أعلن الرئيس التركيب رجب طيب أردوغان حال الطوارئ في عشر محافظات تركية، لثلاثة أشهر.
في سوريا، الوضع على الدرجة ذاتها من السوء، لا بل أكثر، سواء في مناطق النظام أو في مناطق المعارضة، والمساعدات بدأت تصل لكنها ليست بالحجم الكافي خصوصا أن البنى التحتية في سوريا لا تفي بما هو مطلوب في عمليات الإنقاذ.
في لبنان، بعد هلع ليلة الزلزال، وارتداداتها على الكثير من المناطق اللبنانية، الترقب سيد الموقف لمعرفة مصير لبنانيين كانوا في تركيا يوم وقوع الزلزال.
سياسيا، اجتماع باريس الخماسي الذي ضم فرنسا والولايات المتحدة الأميركية والسعودية وقطر ومصر، قالت مصادر عليمة إن أجواءه كانت إيجابية وإن كانت بعض التباينات قد بدت بين جبهتين: جبهة أميركية سعودية من جهة، وهذه الجبهة وضعت المواصفات أولا، فيما فرنسا تستعجل اجراء الانتخابات. هذا التباين لا ينفي أن الأجواء كانت إيجابية، من دون أن يتحدد موعد لاجتماع ثان.


تنفست الأرض..

فخنقت من عليها وحتى هذه اللحظات فإن الانفاس الترددية القاتلة لا تزال في تثاؤب من الباطن لتهدم عمرانا هندسيا إنسانيا ويتحرك خصر الارض بين دولتين ذرفتا إلى الآن ما يربو على خمسة آلاف ضحية وعشرات الآلاف من الجرحى والمفقودين…

وقد وجد العالم أنه تجند في خدمة إدارة الكوارث التي اصطدمت على الابواب السورية بقانون قيصر من جهة، وبأضرار لحقت بالمعابر وممرات الدخول بفعل شدة الزلزال…

فأطباء بلا حدود أعلنت انها تواجه صعوبات في ارسال المساعدات الى شمال سوريا فيما قالت الامم المتحدة إنها علقت المساعدات العاجلة الى الشمال السوري بسبب تضرر الطرق.

وأعلن الصليب الاحمر الدولي أن خمسة عشر مليون سوري بحاجة الى مساعدات قبل الزلزال، والآن الوضع أسوأ ومع نشر خرائط هروب الطائرات من المجال الجوي السوري فإن دولا عربية كسرت الحواجز الاميركية..

ووجه الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان بإرسال مساعدات الى تركيا وسوريا.

وكذلك فعلت الامارات و البحرين والجزائر.. فيما تقدمت العراق قوافل المساعدات جوا وبرا وأقامت جسورا إنسانية مع الدولة السورية المنكوبة…

ولم تفرق المساعدات العربية بين تركي وسوري بسبب العقوبات، لكون الامر قد يعرض اميركا نفسها للمحاكم الجنائية الدولية إذا منعت انقاذ الارواح، حيث سيعتبر ذلك بمثابة جريمة حرب…

ومشاهد “طلوع الروح” من المناطق المنكوبة في كل من تركيا وسوريا تدفع باتجاه اقامة جسور عربية دولية تسابق الزمن.. لأن من هم تحت الانقاض لن ينتظروا قرارات وفك أسر قوانين.

ولبنان بدوره صعد إلى الجسر الانساني، وكلف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وفدا وزاريا يتوجه غدا الى سوريا لعقد سلسلة لقاءات تتناول الشؤون الانسانية وتبعات الزلزال المدمر والامكانات اللبنانية المتاحة للمساعدة في مجالات الاغاثة…

واما مهندس هذا الجسر وزير الاشغال علي حمية فقد وجه بفتح المرافق الجوية والبحرية أمام شركات النقل المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى سوريا وإعفائها من رسوم المطارات والمرافئ.

وفي الهندسات الرئاسية اللبنانية فإن الزلزال التركي السوري حجب الرؤية عن الاجتماع الخماسي في باريس الذي انعقد بصمت تام لكنه لم ينته ببيان ختامي.

وكشفت الصحافية رنده تقي الدين للجديد ان البيان سيصدر لكن بعد عودة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولانا الى باريس واطلاعها الى مضمونه ونفت تقي الدين اي تباين في الرأي حول مواصفات الرئيس بين كل من السعودية وفرنسا.