سرت معلومات عن أنّ قرارات اللجنة غير قابلة للطعن، تقدّم أصحاب الطلبات التي رفضت إلى جانب مرشّحين من مناطق أخرى، بطعون أمام مجلس شورى الدولة، معوّلين على أن يبتّها قبل يوم الإنتخابات، ليعود بعدها الشيخ علي حسن وينسحب من السباق فتنحصر المعركة بين الشيخ بكر الرفاعي والشيخ سامي الرفاعي. تتداخل السياسة مع الدين في موقع الإفتاء وخصوصاً في بعلبك الهرمل، فالمنطقة ذات حساسية عائلية وعشائرية، تكثر فيها الإشكالات، وفيها من الملفات العالقة ما تفرض على أي مفتٍ منتخب العمل لأشهر لإنجازها، بدءاً من المشاكل التي لا تزال تداعياتها تُخيّم على بعلبك وسوقها، وصولاً إلى أراضي الوقف، وبينها هموم الناس ومعاناتهم في ظل الإنهيار الحاصل وغياب المرجعيات السياسية في المنطقة بعد انكفاء تيار «المستقبل»، وغياب الأحزاب السنّية والشخصيات التي تحاول سدّ الفراغ السياسي والخدماتي.
مصادر مطلعة على الحركة التي تدور ذكرت لـ»نداء الوطن» أنّ البعض حاول استدراج الأحزاب إلى معركة مفتي بعلبك- الهرمل عبر الطلب منها التدخّل بشكل مباشر وتوجيه الناخبين المحسوبين عليها نحو اسم محدّد، غير أنّ تلك التدخّلات ما لبثت أن تراجعت وأبلغت الأحزاب المعنية من يهمّهم الأمر، أنّها لن تتدخّل في استحقاق سنيّ يخصّ طائفة بأكملها وتحديد اسم أعلى شخصية دينية في المنطقة، وهي تترك الحرية للناخبين وتبارك لمن ينجح وتتعامل معه.
أما بالنسبة منطقتي زحلة ـ البقاع الغربي وراشيا، فتُرك قرار الفصل في تحديد شخصية المفتي المقبل، لصندوقيْ الإقتراع اللذين سيفتحان في مقرّ دار الفتوى في بلدة برّ الياس يوم الأحد المقبل، بعدما تعذّر التوصّل الى تفاهمات تجنّب موقع رأس المرجعية السنّية الدينية في المنطقة، معركة إنتخابية.
55 ناخبا إذاً لاختيار مفتي زحلة والبقاع الغربي، و24 ناخباً لمفتي راشيا، سيحدّدون اسمي المرشّحين الفائزين للموقعين المحدّدين. إلّا أنّ ذلك لا يعني أنهّم سيكونون بتجرّد أصحاب القرار في تسمية المفتي المقبل، بل تتدخّل في قراراتهم إعتبارات سياسية ومناطقية وإجتماعية عدّة، ومن بينها الحسابات التي يجريها رؤساء البلديات لمعركة الإنتخابات البلدية المقبلة، خصوصاً أنّ المفتي بعد انتخابه سيتحوّل شخصية مؤثرة في هذه الإنتخابات، في ظلّ استمرار غياب المرجعية السياسية السنّية المؤثرة في البيئة البقاعية الناخبة وخصوصاً في قرى البقاع الأوسط .
ومع انخفاض إمكانية التوافق، تتراجع وفقاً للمتابعين حظوظ الشيخ عبد الرحمن شرقية بقطف ثمار هذا التوافق، كونه الأكبر سنّاً، إلى حدّ إخراج شرقية من دائرة التنافس الفعلي على الموقع، الذي عاد وانحصر وفقاً للمتابعين بين المرشحين البارزين أي الغزاوي وجمعة.