فرنجية يعتبر ترشيحه حلّاً لا مشكلة

| غاصب المختار |

على الرغم من كل محاولات الداخل والخارج لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، عبر فرض “الخيار الثالث” على كل القوى السياسية، فإن قوى سياسية وزانة لا زالت ترفض التخلي عن حليفها رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، “ولتكن معركة ديموقراطية بين المتنافسين”.

وتؤكد مصادر تيار “المردة” ان رئيس التيار “مرتاح لوضعه”، وهو أبلغ كل الموفدين العرب والأجانب أنه ماضٍ في ترشيحه للرئاسة، وأن فكرة سحب الترشيح ليست مطروحة نهائياً”، لأنه يعتبر أن ترشيحه ليس هو المشكلة، بل العكس، قد يكون حلاً لمشكلة الرئاسة، نظراً لانفتاحه على كل الأطراف، حتى الخصوم، للاستماع إلى هواجسهم، وللتوافق على إدارة البلد في حال وصل إلى سدة الرئاسة.

حاولت “اللجنة الخماسية” وغيرها الترويج لـ”الخيار الثالث”، لكنها لم تطرح هذا الأمر مباشرة على فرنجية، بمعنى الطلب منه سحب ترشيحه، وهو استشف من كل الموفدين أن المطلوب انسحابه من السباق الرئاسي إذا أمكن لتسهيل التوافق على “الخيار الثالث”. لكن مصادر “التيار الأخضر” تؤكد أن كل الوفود، وآخرها أمين سر الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين والأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، جاؤوا للاستطلاع والسؤال عن المخارج الممكنة للأزمة الرئاسية، لا لفرض خيارات على القوى السياسية.

وتوضح المصادر أن “الخيار الثالث” ليس مقبولاً من كل الأطراف، فهناك أطراف ترفضه وتتمسك بترشيح فرنجية، فلماذا نفرض عليها خياراً لا تريده؟ ولماذا من حق الأطراف الأخرى أن تتفق وتتقاطع على مرشحين معينين، وحتى على الخيار الثالث، وليس من حق الآخرين الاتفاق والتقاطع على خيار فرنجية؟!

وتقول المصادر: “لتتفق الأطراف الأخرى على مرشحها، ولتكن معركة انتخابية في البرلمان ومن يفز “مبروك عليه”.

وفي معلومات “الجريدة” أن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل طرح على الكاردينال بارولين فكرة انسحاب فرنجية من السباق الانتخابي، لكن بارولين لم يطرح الموضوع مع فرنجية، على الرغم من أن العلاقة بين فرنجية وباسيل لم تعد كالسابق “مسكرة”، بل إن اللقاء الاخير بينهما كان “ودّياً” لكنه لم يتطرق إلى تفاصيل انتخابية.

وإزاء رفض معارضي ترشيح فرنجية أي تشاور أو حوار برئاسة رئيس المجلس نبيه بري، وجد الموفدون المشتغلون على حل للأزمة الرئاسية أنفسهم أمام حائط لبناني سميك، تزيد سماكته الأوضاع الإقليمية والدولية المتوترة، وانتظار أطراف لبنانية لما ستنتهي إليه هذه الأوضاع. ولعل كلام الكاردينال بارولين، بعد لقاء الرئيس بري، بأن الحل “يبدأ من هنا”، دليل على أن الخارج لم يعد مؤثراً، بغض النظر عما إذا كان الكاردينال يقصد أن الحل يبدأ من المجلس النيابي، أي من مبادرة الرئيس بري، أو يبدأ من لبنان بتوافق قواه السياسية. كذلك كان كلام الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي واضحاً بأن الحل للاستحقاق الرئاسي يبدأ وينتهي من لبنان.

على هذا، باتت الخيارات أمام الجميع واضحة، ولا تراجع لأي طرف عن موقفه، وبات ما يستلزمه التوافق اللبناني على انتخاب رئيس للجمهورية رهن استبعاد الخلافات حول الأمور الشكلية والإجرائية المتعلقة بالتشاور السياسي الداخلي، وطرح أسماء المرشحين وتبنيهم رسمياً وسياسياً، والذهاب بالأسماء إلى جلسة انتخابية، وأياً كان رئيس الجمهورية سيبقى محكوماً بسقف التوافق والتفاهم، وإلّا سيسقط في أفخاخ التعطيل والشلل في الحكومة التي ستتشكل في عهده.