/ سكينة السمرة /
وقع إشكال، بعيد منتصف ليل الاربعاء – الخميس، في منطقة العاقبية الجنوبية على طريق الزهراني – صور البحري، بين بعض أهالي المنطقة وقوة من “اليونيفيل” انقلبت آليتها أثناء محاولتها الانسحاب من موقع الإشكال، ما أدى إلى وفاة أحد الجنود في حفظ السلام وإصابة ثلاثة آخرين، فيما التحقيقات جارية لمعرفة ملابسات الحادثة ومحاسبة المسؤولين.
وروى شاهد عيان لموقع “الجريدة”، ما حصل، مشيراً الى أن دورية من قوات “اليونيفيل” كانت تجول في شوارع البلدة الداخلية، فاعترض على مرورها مجموعة من أهالي القرية (5 أشخاص)، وحصل تضارب بينهم وبين عناصر “اليونيفيل”.
وأكد الشاهد، أن سائق آلية “اليونيفيل” حاول الرجوع الى الخلف ليتسبب بحادث صدم مع سيارة الاهالي، وعاود سيره الى الامام محاولاً الهرب. وحصل إطلاق نار، مما ادى الى انقلاب سيارة “اليونيفيل”. وبعدها حضرت سيارة اسعاف جمعية الرسالة وعملت على نقل المصابين، ليتبين أن أحد الجنود قد فارق الحياة.
ونفى وفاة جندي اخر إثر هذه الحادثة، لكنه أكد أن أحد الجنود حالته حرجة، وهو من كان عالقاً في السيارة عند إسعافه، والأخرين أصيبوا بجروح طفيفة.
وبحسب شاهد العيان، فإن الدورية الأولى طلبت المؤازرة من دورية ثانية، لكن الجنود ضلوا طريقهم وضاعوا في الجبل، وقام بمساعدتهم مجموعة من شبان القرية على العودة.
وكانت قوات الدفاع الإيرلندية، قد أعلنت في بيان، أن جندياً إيرلندياً من بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة توفي في لبنان، في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء، عندما تعرضت قافلة مكونة من مركبتين مدرعتين، تقل ثمانية جنود وكانت متجهة نحو بيروت، لنيران أسلحة خفيفة، وفق ما نقلت وكالة “رويترز”.
وأضاف البيان أن فرداً آخر من قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان “اليونيفيل” حالته خطرة، بعد أن خضع لعملية جراحية بعد الواقعة، بينما يتلقى جنديان آخران العلاج من إصابات طفيفة.
ونعت قوات الدفاع الإيرلندية الجندي، بالقول: “نؤكد ببالع الأسى مقتل أحد جنودنا في قوات حفظ السلام في واقعة خطرة في لبنان الليلة الماضية”.
ومن جانبها، أعربت قيادة الجيش اللبناني عن تعازيها بوفاة أحد عناصر الوحدة الإيرلندية، وتمنت لرفاقه الثلاثة الجرحى الشفاء العاجل.
وأعرب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن حزنه للحادث الأليم الذي تعرضت له الدورية الإيرلندية التابعة لقوات حفظ السلام في منطقة العاقبية جنوباً. وقدم تعازيه لمقتل أحد أفراد الدورية، متمنياً الشفاء للجرحى منهم.
كما شدد ميقاتي على ضرورة إجراء السلطات المعنية التحقيقات اللازمة لكشف ملابسات الحادث وتلافي تكراره في المستقبل، مناشداً جميع الأطراف التحلي بالحكمة وسعة الصدر في هذه المرحلة الحرجة التي يمرّ بها الوطن.
وفي أول رد من حزب الله على حادث العاقبية، تقدم مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في الحزب وفيق صفا بالتعزية لقوات “اليونيفيل” لوفاة أحد جنودها، متمنياً الشفاء للجرحى. وفي حديث صحفي، أشار صفا إلى أن “ما أدى لمقتل الجندي الإيرلندي من قوات حفظ السلام الليلة الماضية في جنوب لبنان هو حادث غير مقصود”. وتابع أن “حزب الله ليس ضالعاً في الأمر”، مطالباً بـ “عدم إقحام الحزب في الحادثة”.