/ حازم يتيم /
انقضت البرازيل على كوريا الجنوبية وافترستها، كما يفترش الوحش فريسته.
هي ليست بالصدفة طبعاً، فالغول البرازيلي اشتاق الى اللقب المونديالي الذي غاب عنه منذ عشرين عاماً، يوم ابدعت البرازيل في ذلك المونديال فحصدته بعلامة سبعة من سبعة.
تغيرت الظروف وانقلب الزمن، ومرت المونديالات ومعها النكسات لشعب السامبا.
في مونديال قطر استطاع تيتي، مدرب البرازيل، تكوين فريق قوي ومتجانس. الرجل الذي استلم السيليساو وحل خلفاً لكارلوس دونغا الذي كان قد استلم الدفة اصلاً من سكولاري بعد الانهيار امام المانيا يوم نكسة البيلوهوريزونتي (مكان اقامة مباراة المانيا والبرازيل في نصف نهائي مونديال 2014 ). مذاك اتبع تيتي سياسة تقضي ببناء منتخب، وهو امر غير شائع في البرازيل، بل انه غير شعبي. فالشعب البرازيلي يطالب دوما بالفوز بالمونديال، بل وبكل الالقاب.
اشرف تيتي على البرازيل في مونديال 2018، ووصل للربع نهائي، خرج بعد الخسارة امام بلجيكا 2-1. يومها حمله الكثيرون المسؤولية علماً ان الرجل لم يُخطئ، على الاقل من وجهة نظر الكثيرين. غياب كاسيميرو قصم ظهر الفريق، غاب بسبب بطاقة صفراء تلقاها امام المكسيك في الثمن نهائي. امر اخر حصل في مباراة بلجيكا وهو سوء اداء فرناندينيو وتسجيله هدفاً في مرماه بطريقة قد لا تتكرر كثيراً في عالم كرة القدم. ايضاً وايضاً فان كمية الفرص التي اهدرتها البرازيل في تلك المباراة كفيلة بان تُزيل المسوؤلية عن تيتي لدى البحث عن اسباب الخسارة. ثلاثة اسباب كانت كافية للخروج. مر عام وجاءت مسابقة كوبا اميركا، ابدعت البرازيل وتُوجت بها، في طريقها هزمت الارجنتين في النصف نهائي بهدفين دون مقابل، رغم الاعتراضات الارجنتينية على التحكيم في تلك المباراة. امام البيرو في النهائي فاز تيتي ولم يدخل مرمى البرازيل في تلك النسخة سوى هدف وحيد امام البيرو بالذات.
استمر تيتي بالبناء بهدوء. عام 2021 وصل مع البرازيل لنهائي كوبا اميركا، هذه المرة خسر امام الغريم في مباراة حضرها تيتي وغاب فيها لاعبو البرازيل واستحق التانغو التتويج مع ميسي. رغم نكسة الخسارة، الا ان تيتي استمر بتحضير مشروع فريق مميز حتى وصلنا الى مونديال قطر 2022، واستطاعت البرازيل تصدر مجموعتها، وها هي اليوم قد افترست كوريا الجنوبية في مباراة كانت سهلة، حمل خلالها اللاعبون صورة اسطورتهم الكبيرة بيليه بعد نهاية المباراة. كيف لا يحملونها وهو الذي صنع من البرازيل اسماً مرعباً، بل انه يُعتبر باني نهضة الكرة البرازيلية
السؤال البديهي الذي يُطرح، هل يعود لقب المونديال الى خزائن البرازيل؟
ايام ونعرف الجواب، مع التأكيد على انه مهما كانت النتيجة فالبرازيل بكل تأكيد قد تخطت اسوأ فتراتها التي مرت بها اثناء مونديال 2014 وما تلاها، على الاقل بات هناك من يحمل الراية وينافس اعتى المدارس الكروية.