مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 10/7/2024
الميدان على اشتعاله الذي ترتفع وتيرته حينا وتنخفض حينا آخر… من قطاع غزة إلى لبنان والجولان والشمال الفلسطيني المحتل.
في القطاع مجازر جديدة ارتكبها جيش الإحتلال حاصدا المزيد من الشهداء والجرحى الفلسطينيين وسط أوامر منه بإخلاء مدينة غزة بأكملها من السكان.
وفي لبنان اعتداءات إسرائيلية طالت جرود جنتا البقاعية بغارة غداة الإغتيال الذي استهدف مرافقا سابقا للسيد حسن نصرالله على الأراضي السورية الأمر الذي ردت عليه المقاومة في الجولان المحتل.
وفي الميدان الدبلوماسي استؤنفت المفاوضات بشأن التهدئة بين العدو الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية اليوم في الدوحة التي توجد فيها حاليا وفود إسرائيلية ومصرية وأميركية.
وستنتقل المفاوضات مجددا غدا إلى القاهرة فهل سيتصاعد في ختام هذه الجولة دخان أبيض أم دخان أسود؟ علما بأن بنيامين نتنياهو يرفض ضمنيا اي اتفاق ويرغب في استمرار الحرب محاولا تحصيل مكاسب سياسية تبقيه على قيد الحياة السياسية بعد عودة الهدوء إلى الجبهات.
وما يزال الرجل يعول على محطته في الكونغرس الأميركي أواخر الشهر الحالي
وفي شأن متصل ذكرت وسائل إعلام عبرية أن نتنياهو لن يتوقف في أوروبا في طريقه إلى واشنطن خشية تعرضه للإعتقال بأمر من الجنائية الدولية.
وحول المفاوضات أيضا كان تأكيد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن حركة حماس تفاوض عن كل محور المقاومة وما تقبل به نقبل به مشيرا إلى أن وقف إطلاق النار في غزة سيؤدي لوقف إطلاق النار على الجبهة الجنوبية ومشددا على ان ما جرى في غزة أدب الجيش الإسرائيلي ؛ وخلال إحتفال تأبيني للشهيد محمد نعمة ناصر توجه السيد نصرالله للجيش الإسرائيلي بالقول إن إبعاد حزب الله لمسافة ثمانية أو عشرة كيلومترات لن يحل مشكلتك وعندما تطل دباباتك، تعرف من ينتظرها.. رماتنا ماهرون”.
في الشأن الداخلي اللبناني طريق الإستحقاق الرئاسي شهد طرحا غير قابل للحياة سطره نواب ما يسمى بقوى المعارضة الذين قدموا ما وصفوها بمبادرة تعبر عن موقف بعض هذه القوى المعروف والهادف على سبيل المثال إلى إجتماع النواب من دون دعوة من أحد في طرح هجين يعتمد على بدعة ” التداعي” ويستحدث أعرافا جديدة
فالطرح لا يحمل جديدا يمكن أن يؤدي إلى نتيجة على ما أكد الوزير غازي العريضي اليوم في الوقت الذي كانت فيه لجنة نواب قوى المعارضة تعقد لقاءات مع عدد من الكتل النيابية ومن بينها كتلة اللقاء الديمقراطي وكاد النائب وائل ابو فاعور بدوره أن ينعى تلك الخطوة إذ قال قبل خروجه ووفد اللقاء الديمقراطي من مقر مجلس النواب إننا لا نرى أن هذه الأطروحة ستقود إلى إنجاز الإستحقاق الرئاسي.
بعض السياسيين في لبنان يكذبون علينا ويصدقون كذبتهم! فمن يستمع اليهم كل يوم، وخصوصا اليوم، يعتقد حقا ان عدم انتخاب رئيس للجمهورية حتى الآن سببه عدم حسمهم الخيار بين التشاور او الحوار.
لكن الامر كذبة واضحة وضوح الشمس. فالمسألة ليست في الخلاف بين التشاور والحوار، بل في عدم وجود قرار… فايران، وخلفها فريق الممانعة لا يريدان انتخاب رئيس طالما ان امرين لم يحسما حتى الآن: المفاوضات حول النووي الايراني، ونتائج حرب غزة و حرب الاسناد في الجنوب ..
هكذا تحول لبنان رهينة، واصبح انتخاب رئيس فعلا ممنوعا من الصرف على ارض الواقع، فيما الجدل البيزنطي لا ينتهي … ليس حول جنس الملائكة هذه المرة، بل حول جنس .. التشاور او الحوار!
وعليه، فان مبادرة المعارضة ستنتهي كما انتهت كل المبادرات السابقة، وهو ما بدأ يتوضح من خلال الاجتماعات التي عقدتها مع عدد من القوى السياسية. عسكريا ، لفت ما قاله قائد الحرس الثوري الاسلامي اللواء حسين سلامي من ان ايران تدعم جبهات المقاومة كلها وانها ستدخل ميادين الحرب بقواتها اذا لزم الامر.
على اسم عزيز من اعزاء الجهاد والمقاومة ، كان تثبيت المعادلة، وفي محضر القائد المنتصر بدمه على سيف الاعداء كانت بشارة النصر القادم لا محالة . وخلاصة القول من سيد الكلام: اوقفوا الحرب على غزة لتهدأ كل الجبهات..
في ذكرى القائد الشهيد ابو نعمة ناصر ورفيقه الشهيد محمد خشاب ، ارفق سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الموقف بسردية عن واقع العدو الغارق في وحول رفح، التائه في مساحتها الضيقة لشهرين من القتال، ثم يعتلي قادته منابر التهديد باجتياح لبنان.. فكانت رسالة السيد نصر الله واضحة بأن المقاومة التي رمت المحتل بعشرات المسيرات والصواريخ على مساحة الشمال الفلسطيني وصولا الى الجولان ردا على اغتيال شهدائها القادة لا تخشى حربا ولا تخشى الذهاب الى اي خيار..
وخيارها الدائم والواضح الاستمرار في اسناد غزة وأهلها. ومتى حصل اتفاق على وقف اطلاق النار ، فان جبهتنا ستوقف اطلاق النار بلا نقاش كما جدد سماحته التأكيد .
ووقف اطلاق النار هذا مرجعه حماس ، فهي التي تفاوض عن نفسها وعن المقاومة الفلسطينية وكل محور المقاومة، وما ترضى به يرضى به الجميع كما قال..
ولان العدو غادر فان الحذر واجب والانتباه لكل الاحتمالات، اما ان توقفت الحرب في غزة ، وقرر العدو بحسب قادته الاغبياء مواصلة الاعتداء على لبنان ، فان المقاومة التي ساندت غزة واهلها لن تتهاون بالدفاع عن لبنان ورد اي اعتداء..
وبعد اشهر عشرة من المعركة فان العدو منعدم الخيارات، ومكاسب الجميع واولهم لبنان ان صمود غزة ومقاومتها واهلها طيلة هذه الفترة أدب جيش العدو وقادته، فحمت غزة وجبهات اسنادها كل الاوطان ..
وما يحكيه الاعلام العبري على مدى ايام المعركة يؤكد الحال الذي يعيشه هؤلاء، وخلاصة الموقف انهم ان اوقفوا الحرب في غزة وقفت في لبنان، وان اصر بنيامين نتنياهو على التمادي فانه يأخذ كيانه الى الخراب..
في كل الاتجاهات، تضغط الولايات المتحدة للتوصل الى إتفاق حول صفقة الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.
مدير إستخباراتها في الدوحة، ومبعوثها للسلام في الشرق الأوسط بريت ماكغورغ، إنتقل من القاهرة أمس، إلى تل أبيب اليوم.
نتيجة محادثاته لم تتضح بعد…
فبنيامين نتنياهو، صاحب القرار بوقف الحرب، أعلن أمامه التزامه وقف النار المحتمل، شرط الحفاظ على الخطوط الحمر الاسرائيلية.
هذه الخطوط، تعرقل بحد ذاتها إنجاح الصفقة، كونها ترتكز الى حق إسرائيل في معاودة القتال بعد إتمام الصفقة، للقضاء على حماس.
ضبابية الموقف هذه، تجعل مصير الاتفاق معلقا، فيما جبهات القتال شهدت تطورا ميدانيا.
فبعد أشهر على غياب سوريا عن مشهد ميدان “طوفان الاقصى”، أدخلتها إسرائيل اليوم مباشرة على خط القتال، فإستهدفت جيشها في الجولان، محملة إياه مسؤولية أي شيء يحدث ضدها، أما دمشق فلم تعلق.
القصف جاء بعد ساعات على إستهداف “حزب الله” الجولان أمس، والأمين العام للحزب السيد نصر الله تحدث اليوم عن الصفقة والميدان، فقال: نقبل بما تقبل به حماس، ونوقف النار إذا حصل إتفاق، أما عدم حصول إتفاق والذهاب الى أشكال أخرى من القتال، وموقفنا من ذلك، “فنمحكي بوقتها”.
جواب السيد هذا ينتظره الوسطاء، وهو أبقاه ضبابيا.
وسط كل هذه الأجواء، تأتي مبادرة قوى المعارضة الرئاسية، ولعل أفضل من وصفها النائب وائل أبو فاعور، قائلا: “ما طرح اليوم لا يقود الى إنجاز الاستحقاق الرئاسي”.
هذه المعطيات كلها، لن تمنعنا من بعض الأمل…
نيران اشهر تسعة في غزة تنتقل الى الدوحة لإطفائها أو تبريد جبهتها في اكثر المفاوضات حسما منذ طوفان الاقصى . فالوفود اميركية واسرائيلية اجرت مناورات بالذخيرة السياسية الحية في القاهرة قبل ان تصل الى العاصمة القطرية وسط ريبة من عرقلة سيقدم عليها بنيامين نتنياهو في اللحظات الاخيرة .
ويتولى الإعلام الاسرائيلي إبراز هذه الريبة ويؤكد في الوقت نفسه أن اجتماع اليوم بالغ الأهمية بالنظر إلى أن الوسطاء ينتظرون ما إذا كانت لدى إسرائيل أي مقترحات عملية لجسر الهوة مع حماس بعدما وضع نتنياهو خطوطا حمراء لإتمام الصفقة.
وبدا أن العالم وحكومات الدول الاوروبية التي اهتزت في الطوفان أغربت عن دعم اسرائيل وعادت الى قواعدها الاوكرانية سالمة، وجاءت قمة الناتو في واشنطن لتفتح الخزائن والعنابر العسكرية لكييف حيث اعلن الرئيس الاميركي جو بايدن تقديم تبرع تاريخي بمعدات دفاع جوي لاوكرانيا، وقال إن الولايات المتحدة والمانيا وايطاليا ستزود اوكرانيا بمعدات لخمسة انظمة دفاع جوي استراتيجية،
وعلى طاولة الاطلسي ناقش قادة الناتو خطة الأمين العام للحلف تقديم مساعدات عسكرية لاوكرانيا بقيمة اربعين مليار يورو، هي مليارات لتغذية الحروب وقد اختبرت اميركا نتائجها في غزة لينتهي الامر بمفاوضة حماس على وقف اطلاق النار واليوم التالي في القطاع ولن يكون فولوديمير زيلنسكي سوى اسفنجة تمتص المليارات والمساعدات من دون تحقيق الاهداف ، كحال بنيامين نتناهو الذي يبحث عن خريطة طريق يصل عبرها الى واشنطن من دون اعتقال اذا ما توقف في اي دولة اوروبية
وقد تبين لاسرائيل أن طائرة نتنياهو، التي يطلق عليها اسم “جناح صهيون”، لن تتمكن من القيام برحلة عبر المحيط الأطلسي إذا كانت تحمل حمولة كاملة من الركاب وان التوقف في دولتي التشيك وهنغاريا امر محفوف بمخاطر التوقيف إنفاذا لمذكرة الجنائية الدولية وقبل ان يحلق على جناح صهيون عمد رئيس حكومة اسرائيل الى تحطيم بنود خريطة طريق بايدن.
وبحسب شهادة كبار المسؤولين الامنيين الى صحيفة هارتس فإن نتنياهو اساء استخدام معلومات استخباراتية حساسة وسرية من اجل افشال المفاوضات، وهو عمد في مرات سابقة الى تسريب المعلومات الامنية لفريق التفاوض طالبا من وزرائه مهاجمة المقترحات المطروحة للنقاش .
لكن ” التنتيع ” هذا له ميدان هالك على ارض المعركة، وهو تبعا للرأي العام الاسرائيلي لا يخدم سوى مصالح نتينياهو الشخصية ومستقبله السياسي ، لذلك فإنه محكوم بالتوصل الى صفقة ولو بعد حين وستلتزم المقاومة في لبنان بمندرجات هذه الصفقة كما اعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم وقال : نحن ننتظر نتيجة المفاوضات والعالم كله سلم بأن إسرائيل غير قادرة على الحسم العسكري ويجب وقف إطلاق النار، وبالنسبة لنا حركة “حماس” تفاوض عن نفسها وعن كل محور المقاومة، وما تقبل به حماس نقبل به جميعا، وما ترضى به نرضى به جميعا، وهذه المعركة معركتهم.
وأضاف: إن حصل وقف اطلاق نار في غزة سنوقف اطلاق النار في الجنوب من دون اية مفاوضات، اما اذا قررت اسرائيل مواصلة العدوان على لبنان فبلدنا أولى بالمقاومة مؤكدا ان “جيش العدو غير قادر على إخلاء الشمال بسبب خوفه من تسلل مجموعات المقاومة ولا سيما مع خسارة تجهيزاته التجسسية.
وفي معركة الإشغال الرئاسية بدا أن الخماسية تركت المهمة للمبادرات المحلية على أن تتولى دور الاشراف والبقاء على الخط,لكن اخر المبادرات للمعارضة كانت جنينا بلا حياة وقد وصفها الوزير السابق غازي العريضي عبر الجديد بانها مبادرة لا تقدم ولا تؤخر، وهي لم تأت بجديد يذكر واذا كانت المبادرات فارغة من مضمون رئيسها فان مجلس الوزراء اصبح يشهد تمردا وزاريا في احلك ظروف تمر بها البلاد.
وزير طاقة يتمشى في ممرات السراي ولا يدخل الى طاولة الاجتماعات. ووزير دفاع يجتمع الى رئيس الحكومة في مكتب جانبي ويصرح للصحافة ثم يغادر من دون الالتحاق بالجلسة علما بان البلاد تعيش ازمة تقنين غير مسبوقة. فيما الكلية الحربية رهينة صراع نفوذ عسكري وسياسي ، والجديد تسأل ضمن الدستور اليوم كيف وبأي آلية تتم معاقبة هؤلاء الوزراء الخارجين عن الدستور والسلطة ومسؤولياتها، والجواب خلال النشرة.