“منافسة” بين الفرق العسكرية الإسرائيلية على إعدام المدنيين في غزة!

كشف تحقيق لصحيفة “هآرتس” العبرية عن شهادات مروّعة لجنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي نفذوا عشرات عمليات الإعدام الميدانية بحق مدنيين فلسطينيين على أطراف ما بات يعرف بـ”محور نتساريم” جنوب مدينة غزة.
وبيّن التحقيق أن جنود الاحتلال تلقوا أوامر بإعدام أي فلسطيني يقترب من تلك المنطقة، حتى لو كان أعزلًا، أو كان طفلًا أو امرأة.

ونقلت الصحيفة عن أحد الجنود قوله، خلال رصده فتى فلسطيني يقترب من المنطقة، إنه أبلغ مسؤول كتيبته أن الفتى غير مسلّح فأجابه الضابط “مَن يجتاز هذا الخط فهو مخرب دون استثناءات، ولا يوجد مدنيون هنا”.
وعلى أثر ذلك، أعدم الجندي الفتى، ثم أُرسلت صورته للاستخبارات الإسرائيلية ليتبين أنه لم يكن على علاقة بأي نشاط مسلّح.

وروى جندي آخر تفاصيل استهداف مجموعة فلسطينية غير مسلحة كانت تحمل الراية البيضاء ويلوحون بها لطائرة مسيرة كانت فوقهم، ومع ذلك صدرت الأوامر بقتلهم جميعاً.
وأفاد الجندي بأن أحد الضباط أشار إلى العلم الأبيض وأنه مؤشر على أنهم مدنيون، ورغم ذلك صدر القرار من الضابط الأعلى رتبة بقتلهم، والذي قال: “لا أريد أن أسمع عن علم أبيض.. أطلق النار”. وذكر الجندي أن الجنود والضباط الذين اعترضوا على الفعل وُصفوا بـ”الجبناء”.

وسلّط التحقيق الضوء على استخدام جيش الاحتلال صواريخ مضادة للدروع ضد مدنيين عزّل قرب “محور نتساريم”.
ونقل عن أحد الجنود قوله إنه تم استهداف 4 فلسطينيين كانوا يسيرون قرب المحور رغم أن الطائرة المسيّرة رصدت عدم حملهم أي سلاح.

وأضاف “تلقى الجنود الأوامر بقتلهم، فقُتل ثلاثة فورًا بينما نجا الرابع ورفع يديه مستسلمًا، ومع ذلك تم احتجازه عاريًا في قفص قرب الموقع، وتعمّد الجنود البصاق عليه، وبعدها حضر محقق من وحدة استجواب أسرى الحرب (504) واستجوبه وصوّب مسدسًا نحو رأسه، وبعدها أُطلق سراحه”.

كما استهدفت طائرة مروحية بصاروخ رجلاً وطفلين كانوا يتجولون قرب “محور نتساريم”، إذ نُقل عن الجندي الذي شهد الواقعة تأكيده أنه لم يكن هناك أي مبرر لقتلهم.
كما سلّط التحقيق الضوء على مدى “الساديّة” في تعامل وحدات جيش الاحتلال مع الفلسطينيين وتنافسهم في قتل أكبر عدد من المدنيين.

ونقل عن أحد الضباط قوله: “تصف بيانات الجيش الرسمية كل من يتم قتله بالمخرّب، ما يحوّل ذلك إلى باب للمنافسة بين الوحدات لرفع عدد القتلى”.
وأضاف “على سبيل المثال، إذا قتل عناصر الفرقة 99 بالجيش 150 شخصًا فعلى الفرقة الأخرى السباق للوصول إلى قتل 200 شخص”.

ولفت التحقيق إلى أنه تم منح كبار ضباط الجيش صلاحيات واسعة لقتل الفلسطينيين دون الرجوع للقيادة العليا، وبات يشعر القادة أنهم يقودون مليشيا مسلحة دون قوانين أو ضوابط.
وكشف التحقيق أن مَن يدير العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة شخص متطرف من مستوطنة “كريات أربع” يُدعى “يهودا”، وعقليته مخالفة لجميع الأعراف العسكرية السائدة.
ونُقل عن المتطرف “يهودا” قوله في أحد الاجتماعات: “إنه لا يوجد أبرياء في غزة، وأن جميعهم مخربون من وجهة نظري”.

ووصف ضباط آخرون “يهودا” بأنه عبارة عن “نابليون مصغّر”، إذ يتصرف بعقلية ثأرية بعيدة كل البعد عن أي قوانين حرب عرفها العالم.

ومع ذلك، تحدث التحقيق عن فشل جيش الاحتلال في إفراغ كامل مناطق شمالي قطاع غزة من الفلسطينيين رغم الجرائم الفظيعة المرتكبة بحق المدنيين، مؤكدًا أن الجرائم الإسرائيلية المرتكبة تتسم بغياب المساءلة وعدم وجود أي ضوابط مسلكية خلافًا للقوانين الدولية.