عباس سلمان

بيروت ترتدي حلّة العيد.. وحركة ناشطة في أسواق لبنان

| ناديا الحلاق |

مرة جديدة تثبت بيروت أنها مدينة الحياة والصمود، متحدية كل الأزمات وكل مظاهر الحزن التي مرت عليها، ومؤكدة أن الحياه تليق بأهلها. فعلى الرغم من الحرب والعدوان الاسرائيلي الأخير على لبنان، أبت المدينة إلا أن تستقبل العيد بأجمل حلّة، لتحوّل الغصة إلى فرحة، وترفع شعار الأمل وحب الحياة، وتؤكد في مراحل متعددة حبها للوطن.

وقد أطلق محافظ بيروت مروان عبود ورئيس الهيئات الاقتصادية محمد شقير ورئيس مجلس بلدية بيروت عبدالله درويش ورئيس جمعية تجار بيروت نقولا الشماس، الزينة الميلادية لوسط بيروت في ساحة مبنى ستاركو، بمشاركة فاعليات تجارية وسياحية.

هذا العام ارتدت بيروت حلة العيد وتلألأت شوارعها بالزينة الميلادية، وعمّت الأجواء أرجاء العاصمة، ولجأ المواطنون إليها لالتقاط الصور التذكارية، بعيداً عن السياسة والاوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية، فهذه الزينة أصبحت فسحة روحية ومساحة لكل مرهق ومثقل بمتاعب الحياة.

الأعياد هذا العام كانت لجميع اللبنانين، والأسواق التجارية والمراكز التجاري (المول) عجّت بالمتسوقين، فالكل يريد شراء الهدايا والحلويات.

وعاشت الأسواق والمحلات التجارية، خلال الأسبوعين الماضيين، حركة نشطة ومتزايدة، حيث أظهرت جولة سريعة أجراها موقع “الجريدة” على أسواق العاصمة، حركة مبيعات لافتة، اشتدت خلال عطلة نهاية الأسبوع، حتى أن معظم المحلات أخبرنا بنفاذ الكميات والمقاسات لديهم.

وتقول موظفة تعمل في إحدى محلات الألبسة في “سيتي سنتر”: “مش عم نلحق بيع، الحمد لله عوضنا الخسائر، والبضاعة كلها خلصت، وهلق طالبين بضاعة جديدة لتلبية احتياجات الناس”.

فيما يقول صاحب محل أحذية في منطقة فرن الشباك: “الحركة ممتازة، الجميع يريد شراء الهدايا، وحاجيات العيد، وبعد أن شهد السوق شللاً كبيراً ها هو اليوم يستعيد نشاطه من جديد، حتى واننا مدّدنا ساعات عملنا للاستفادة من موسم الأعياد”.

وتوقع أن “تنشط الحركة خلال اليومين المقبلين، أي قبل موعد عيلاد الميلاد”.

كما لفت إلى قيام العديد من المحلات بتخفيضات تصل إلى 50 % في محاولة لزيادة نشاط الأسواق بما ينعكس على المبيعات.

إذاً، أجواء الأعياد حاضرة في بيروت التي خرجت من تحت الرماد نافضة عنها غبار أبشع الحروب التي أصابت قلبها وأوقفت نبضها. العاصمة متشبثة بالأمل و المواطنون يصرون على المضي قدماً والاستمتاع بالحياة رغم المآسي، ولو كانت فرحتهم ناقصة.