ارتقت المعركة الدائرة على جبهة الجنوب درجة أعلى في اليومين الماضيين، إلا أنها لا تزال تخضع لحالة من التجاذب بفعل الردود والردود المضادة، من دون أن يفقد الطرفان السيطرة على دينامياتها. وبفعل معادلات الميدان المتبادلة، وأولوية الطرفين حتى الآن بعدم الذهاب إلى حرب مفتوحة، فإن الأمور لم تبلغ حتى الآن مرحلة اللاعودة.
ويحاول العدو التأسيس لمعادلة مغايرة عبر ذهابه عميقاً في المدى الجغرافي والتفلّت من بعض الضوابط كاستهداف المدنيين، بهدف تعزيز استراتيجية “الردع الفعّال” بعد فشل نسخته السابقة. إلا أن هذه المحاولة اصطدمت بسقوف تفرض قيوداً على استراتيجية العدو، بعد المواقف الأخيرة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ورسائله الحاسمة والمباشرة، وفي ظل الأداء الميداني للمقاومة وتأكيدها على الرد التناسبي، والاستعداد للذهاب إلى أبعد مما يعتقده “الإسرائيليون”، مراهنين على أن “حزب الله” يسعى لتجنب هذا السيناريو على وقع مشاهد غزة.