هل تحرّك تفجيرات العدوّ الفوالق الزلزالية؟

جريدة الأخبار

| راجانا حمية |

أثارت التفجيرات الضخمة بمئات الأطنان من المتفجرات لما زعم العدوّ أنه منشآت للمقاومة في بلدة عديسة، قبل أيام، مخاوف خبراء الجيولوجيا من تداعيات هذه التفجيرات على الفوالق الزلزالية، إذ إن هذه المنطقة قريبة من «خط فالقي روم ـــ اليمونة»، ولذلك، فإن ما حصل هناك من تفجيرات متتالية ومهولة، وما قد يحصل لاحقاً «هو بمثابة العبث بمقدرات الطبيعة إلى الشمال من منخفض الحولا حيث ينفصل فالق البحر الميت إلى فالقي اليمونة وروم (…) أضف إلى ذلك أن التفلت في الضوابط مع قوانين الطبيعة في الأماكن الخاطئة قد يؤدي الى احتثاث زلازل لا يتوقف تأثيرها على حدود الدول»، وفق ما نبّه الباحث في الجيولوجيا في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور طوني نمر.

تغريدة نمر على صفحته على منصة X أثارت هلعاً من زلزالٍ قد تتسبّب به التفجيرات التي يقوم بها العدو بشكلٍ متكّرر. صحيح أن نمر لم يقل إن هزّة كبيرة قد تقع قريباً، إلا أن «تفجيرات أخرى قريبة من خط الفوالق كتلك التي حدثت في عديسة باستطاعتها أن تستحثّ هزات أرضية، وإذا ما استحثّت الحركة فلا نعرف كيف تتمدّد لأنها لن تقف فقط عندنا». ويشدد نمر على أن العبث مع الطبيعة ليس سهلاً، وإذا ما حدث ما ليس في الحسبان، عندها «ما حدا رح يكون فوق راسه خيمة».

لكن، هل فعلاً تؤدي تفجيرات كهذه الى خطر كهذا؟

وفق المنطق العلمي، ثمة فائض من المبالغة في قول إن تفجيراً كالذي حصل في منطقة عديسة قد يحدث اختلالاً في توازن الفوالق الزلزالية. ليست الأمور بتلك البساطة، إذ ليس من السهل أن يغيّر تفجير عند سطح الأرض أو في عدة أمتارٍ داخل الأرض ما في باطنها، بحسب مديرة المركز الوطني اللبناني للجيوفيزياء الدكتورة مارلين البراكس.

فتفجير عديسة الاستثنائي، والتفجيران الضخمان في الضاحية اللذان استهدفا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ورئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين، «تفجيرات سطحية، أي أنها قريبة من سطح الأرض، وفي القوّة والعمق، ليست كافية لتغيير الموازين في باطن الأرض». ومع أنّ الموجات الزلزالية التي نتجت من تفجير العديسة توازي هزة بقوة 3.5 على مقياس ريختر، إلا أن «هذه المقارنة ليست دقيقة لأن خصائص ومميزات الموجات الناتجة من تفجير تختلف كثيراً عن خصائص ومميزات الموجات الناتجة من هزة أرضية، إضافة إلى أن عمق موقع التفجير لا يتعدى عشرات الأمتار، أما أعماق بؤر الزلازل فتقاس بآلاف الأمتار». لذلك، فإن احتمال أن تتسبّب هذه التفجيرات بهزاتٍ قوية وزلازل احتمال ضئيل جداً ، «إذا لم يكن معدوماً»، بحسب البراكس.

وتستعيد البراكس زلزال تركيا المدمر في 6 شباط 2023 لتميّز بينه وبين ما يحصل اليوم. فالهزات التي حدثت في تركيا أثّرت على الحركة الزلزالية في لبنان فزادتها وتيرةً وقوةً، ما دفعنا الى تحذير المواطنين من جهة والجهات المختصة من جهة أخرى، أما اليوم فالحركة الزلزالية في لبنان «طبيعية أي لم تزد وتيرتها ولا قوّتها، وبالتالي لا داعي للهلع».